الأولى

أجندات متضاربة في درعا لا تتعارض مع «الآمنة» الأميركية و«درع الجنوب» الأردنية!

| عبد اللـه علي

على الرغم من عدم وجود تنسيق مباشر بين الهجوم الذي تشنه «هيئة تحرير الشام» التي تقودها جبهة النصرة على حي المنشية في درعا والهجوم الذي تشنه ميليشيا «جيش خالد» المبايع لتنظيم داعش، إلا أن تنفيذهما في الوقت نفسه يشير إلى أنهما يمتلكان قراءة مشتركة للتطورات التي تحيط بالمحافظة، ويتقاطعان مع بعض التسريبات التي تحدثت عن مشاريع متعددة يمكن أن تشهدها المنطقة الحدودية مع الأردن، سواء لجهة ما قيل عن نية الأردن استنساخ عملية «درع الفرات» ونقلها إلى الجنوب، أو لجهة فكرة المناطق الآمنة التي كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث عنها في أوقات سابقة.
فمن جهة، فإن ما يجري لحد الآن لا يتعارض مع فكرة المنطقة الآمنة المطروحة أميركياً كما لا يتعارض مع فكرة «درع فرات الجنوب» المسربة أردنياً، بل على العكس فإن توسع تنظيم داعش وبروز دور «هيئة تحرير الشام» في محافظة درعا وبالأخص بالقرب من المنطقة الحدودية مع الأردن، من شأنه أن يخدم آلية بناء الذرائع اللازمة لتنفيذ الفكرتين السابقتين.
من جهة أخرى، فإنه لا يمكن إنكار مدى التشابه بين ما يجري في درعا وبين ما جرى في حلب نهاية العام الماضي وانتهى ببسط الجيش السوري سيطرته الكاملة على المدينة بعد انسحاب الميليشيات من أحيائها الشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن