العمال وجمعية الألبسة الجاهزة شركاء في وحدة اقتصادية للألبسة … القادري: توفير اللباس العمالي وتأمين فرص عمل لذوي الشهداء والجرحى .. شعبان: تدريب وتشغيل جميع المتقدمين وبأجور مجزية

| محمود الصالح

بدأ الاتحاد العام لنقابات العمال والجمعية التعاونية الإنتاجية لصناعة الألبسة الجاهزة والتريكو بدمشق بخطوة عملية مهمة لترجمة الاهتمام بذوي الشهداء والجرحى من أبناء الطبقة العاملة ومن جميع أبناء الشعب السوري، من خلال إحداث وحدة اقتصادية إنتاجية لصناعة الألبسة العمالية والألبسة الجاهزة في مجمع صحارى العمالي.
وتأتي أهمية هذه الوحدة الاقتصادية من خلال قيامها بتدريب ذوي الشهداء والجرحى على أعمال الخياطة وإنتاج الألبسة الجاهزة بشكل مجاني ومنحهم شهادة خبرة كل حسب اختصاصه. ليس هذا فحسب بل تلتزم هذه الوحدة الاقتصادية بتشغيل جميع المتدربين لديها كل حسب اختصاصه بعد انتهاء الدورة التدريبية. وتأتي هذه الخطوة المهمة في إطار سعي المنظمة العمالي إلى القيام بدورها الوطني في الوفاء لشهداء الوطن وبلسمة جراح من ضحى من اجله.
«الوطن» تحدثت مع رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري للتعرف إلى هذا المشروع الجديد الذي قال عنه: يأتي هذا المشروع في إطار مأسسة العمل والاتحاد وكذلك استجابة للمطالب المتكررة للعمال حول نوعية اللباس العمالي وسعياً لتخديم أبناء الشهداء والجرحى، وأقر المجلس المركزي للاتحاد العام لنقابات العمال في دورته الأخيرة إحداث وحدة اقتصادية إنتاجية في الاتحاد العام متعددة الأغراض والأنشطة، وإنتاج الألبسة الجاهزة هو أحد هذه الأنشطة وذلك بالتعاون مع الجمعية التعاونية الإنتاجية للألبسة الجاهزة والتريكو بدمشق. البداية ستكون من إنتاج الألبسة الجاهزة، وضمن الوحدة الاقتصادية سيكون هناك معهد تدريب للراغبين بتعلم مهنة وبشكل مجاني والأولوية لأبناء الشهداء والجرحى وسيتم تشغيل المتدرب بعد انتهاء فترة التدريب بنفس مكان الوحدة الاقتصادية، هذا يعني أننا سنقدم التعليم ونوفر فرصة التشغيل. كل ذلك يأتي في إطار منهجيتنا في التحول من الإعانة المؤقتة للشهداء والجرحى إلى الإعانة الدائمة من خلال هذه الفرصة التي نوفرها لهم. وهذا ضمن نهج المنظمة وانطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية كإحدى أهم المنظمات المدنية في البلاد. لقد وضعنا نصب أعيينا أن العامل هو البوصلة والهدف من أي جهد ومشروع للمنظمة لأن هؤلاء العمال هم من شكل السياج المنيع للدفاع عن الوطن وتصليب صموده.
رئيس الجمعية التعاونية الإنتاجية لصناعة الألبسة الجاهزة والتريكو محمود شعبان أكد لــ«الوطن» أن الجمعية تقوم بهذه المبادرة بالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال لتحقق أكثر من هدف وطني الأول قيام كوادر الجمعية والأعضاء فيها من أصحاب الخبرة المتميزة في أعمال الخياطة وصناعة الألبسة بتدريب ذوي الشهداء والجرحى لإكسابهم مهنة يستطيعون من خلالها إعالة أسرهم وعدم الحاجة إلى أي معونة كانت، وكذلك رفد السوق المحلية بالخبرات الفنية لصناعة الألبسة الجاهزة والتي عانت خلال الأزمة الاستنزاف ما أدى إلى ندرة الخبرات في السوق وبالتالي ارتفعت أجور الأيدي العاملة بسبب الندرة. كل ذلك أدى إلى رفع تكاليف الألبسة الجاهزة في الأسواق المحلية، ومن خلال هذه الخطوة ستتم زيادة أعداد المختصين بإنتاج الألبسة الجاهزة على مختلف أنواعها، وهذا سيؤدي إلى سرعة وزيادة الإنتاج وبالتالي تخفيض تكاليف الإنتاج، وهذا يتعلق بمسألة العرض والطلب، وعن مدى إمكانية استيعاب جميع المتقدمين لهذه الدورات التدريبية أكد شعبان: سيتم استيعاب كل المتقدمين مهما كان العدد ونحن في الجمعية لأنها الطرف المعني في توفير التدريب وتأمين الآلات والمواد الأولية سنقدم كل ذلك مجاناً سواء من ناحية المدربين أو المكنات أو المواد الأولية التي يمكن أن يذهب قسم كبير منها بشكل هدر وخصوصاً الفترة الأولى للتدريب حينما يكون المتقدم لا يمتلك أي خبرة. وعن تشغيل المتدربين في الوحدة الاقتصادية أكد شعبان أنه سيتم تشغيل جميع المتدربين بعد انتهاء الدورة مهما كان عددهم ونحن على استعداد لتوفير كل التجهيزات اللازمة من أجل استيعابهم وبأجور مجزية تنافس القطاع الخاص لمثل خبرتهم، لأن لدى الوحدة مشاريع إنتاجية كبيرة تحتاج لأيد عاملة وهناك طلب كبير على الإنتاج الذي تقدمه الجمعية والآن هذا الإقبال سيتضاعف بشكل كبير نتيجة التعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال. ليس هذا فحسب بل سيتم طرح منتجات تناسب كل الأذواق وتنافس أرقى الموديلات والأهم من كل ذلك ستكون بنصف تكاليف إنتاج القطاع الخاص في السوق.