ثقافة وفن

المدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون يفتح أوراق الدار .. قره جولي لـ«الوطن»: بعض الإدارات السابقة اهتمت بتسيير الأمور الإدارية دون الاهتمام بالأمور «التشغيلية»

| سوسن صيداوي

سورية مهد الحضارات، وهي منارة لكل الثقافات والإبداعات، ومركز استقطاب وجذب للأنظار. ولأنها حقا كذلك كان السعي بشكل جاد لبناء الدور التي مهمتها نشر الفن والثقافة بكل أنواعهما، ومن الدور التي أقيمت، دار الأسد للثقافة والفنون والتي تمّ افتتاحها في عام 2004، لتكون منبراً مهماً في نشر الثقافة الموسيقية والمسرحية وتطويرها ورفع مستواها، وإحياء التراث الشعبي والاجتماعي والفني، وليس هذا فقط بل هدفها تعريف المجتمع بالفنون العالمية الموسيقية والمسرحية، للمساهمة في تنمية الذوق الفني لدى الجمهور، ولطالما أضيئت صالاتها وهي صالة الأوبرا وصالة الدراما والصالة المتعددة الاستعمالات، لحضور الكثير من الفعاليات والنشاطات المتنوعة بين المسرح والرقص والغناء، إضافة إلى احتضان الحركة التشكيلية بمعارضها، هذا إلى جانب المعرض التشكيلي الدائم في بهو الدار، والأمر لم يقتصر يوماً على العروض، بأنواعها، المحلية أو العربية، لأن المشاركات الأجنبية كانت حاضرة بقوة، ومن زمن الافتتاح حتى يومنا هذا، تتالى على إدارة الدار الكثير من الشخصيات، واليوم جوان قره جولي هو من يدير شؤونها، وهو معنيّ ربما أكثر من غيره بشؤونها، لكونه موسيقياً، ويقف على أرض الواقع من حيث الصعوبات والتحديات، وله من المرونة جانب كبير لتطويع كل ما يصادف من مشاق، وفي النهاية المضي بالتحدي، والجدير بالذكر أنه درس في المعهدين العربي والعالي للموسيقا بدمشق، وتدرب على أيدي أشهر عازفي العود العرب والأتراك والأذربيجانيين في العالم مثل الأستاذ عارف عبد الله – الأستاذ علي أكبر والأستاذ منير بشير عازف العود الأول في العالم، متوليّاً رئاسة قسم الموسيقا في عدة جهات، وقيادة فرق موسيقية متعددة لعدة سنوات، وحائزاً العديد من شهادات التقدير من الجهات الرسمية السورية والأجنبية، والعديد من الجوائز العربية.
صحيفة «الوطن» التقت مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون جوان قره جولي… وإليكم الحوار:

استلمت إدارة الدار في تاريخ 3/11/2014, ما الصعوبات والعقبات التي واجهتكم؟
أولى صعوبة واجهتنا هي الظرف السوري والأزمة السورية، فهذا الوضع أدى إلى شلل في الدار لأكثر من فترة، وأنا لا أريد القول إن الإدارات التي سبقتني غير جيدة، بل ما أريد قوله على التحديد إن مجموع الإدارات السابقة في هذا الظرف واجهت هبوطاً في عدد الحفلات والأنشطة، إلى أن توقفت فترة، ثم توقفت نهائياً، ثم إن بعض الإدارات السابقة، كان الاهتمام خلالها بتسيير الأمور الإدارية، دون الاهتمام بالأمور التي أسميها «التشغيلية»، بمعنى أنا أتيت في وقت كانت فيه المولّدات الكهربائية خارج الخدمة، مقسم الهاتف خارج الخدمة، مكسرات الصوت اثنان منها خارج الخدمة، وكذلك بعض معدات الإضاءة ومحولات الكهرباء كانت واحدة خارج الخدمة، والإنارة كلها خارج الخدمة، وحتى أنظمة التدفئة إلى الآن نعمل عليها، ليس هذا فقط، بل من المشاكل التي صادفتنا، توزيع الموظفين في أماكنهم الوظيفية كانت بعكس المنطق، بمعنى مهندسة ميكانيك تشغل وظيفة أمينة مستودعات، ومثلا مهندس التكييف والتبريد يشغل وظيفة رئيس المرآب، أو مثلا رئيس الديوان فئة ثانية وأمين المكتبة فئة أولى، فكلّها أمور إدارية غير صحيحة على الإطلاق، والأهم من هذا كلّه، أن نسبة الكادر البشري لا تتجاوز 40% من طاقة الدار، وفي ظل تلك الظروف كلّها نحن مصممون على أن نقدم أوبرا.

إذاً ابتدأت لنقل من الصفر في مواجهة هذه الصعوبات والتحديات، حدّثنا عن بعض الحلول الإسعافية التي اتخذت قراراً فيها؟
أنا قبل إدارة الدار كنت مدير معهد صلحي الوادي، وقبلها عملت نحو تسع سنوات متتالية في الشبيبة، إذاً أنا ابن المنظمات والمعسكرات، ويمكنني أن أقول عن نفسي رجل ميداني، وكنا نخلق مهرجاناً من لا شيء خلال أربع وعشرين ساعة، إذاً أنا معتاد أن أعمل تحت الضغط، وهي بالنسبة لي عادة، وإدارتي خلال الضغظ لها طريقتها، فلدي علاقات كبيرة جدا بكل الموسيقيين وبكل الوسط الفني في سورية في كل المحافظات، هذا الأمر منحني اسما لديهم أو لنقل «مونة»، مثلا هناك الكثير من الحالات التي تتطلب أن أهاتف أحد الموسيقيين وأطلب منه الحضور والمشاركة في حفل ولو كان مجانياً، ورغم ثقة هذا الموسيقي بأنني لا يمكن أن أفاوض أو أتساهل في أجر أي موسيقي، إلا أنه على يقين بنُبل الغاية وأهميتها، وعلى هذا الأساس يشارك. وطبعا استنجدت بكل معارفي من الفنانين، وتقنيين وغير تقنيين وإداريين وغير إداريين، استعنت بالكل كي تعود الدار للعمل، على سبيل المثال إذا كانت مكسرات الصوت كلّها لا تعمل، قمت بطلب المساعدة بكل من يعمل في مجال الصوتيات لنعرف أين المشاكل ولنقوم بحلها، وحتى لو تم تشغيل مكسر صوت واحد، والاستفادة منه من مسرح إلى آخر، ريثما يتم تصليح كل مكسرات الصوت، وبالنسبة للإداريات بقيت نحو ستة أشهر وأنا أدرس السيرة الذاتية للموظفين كي أعيد التنظيم الإداري في الدار، وأضع الشخص المناسب في مكانه المناسب، وفي هذه المرحلة مستوى الجمهور كان سيئا جدا، وكان هناك عروض ولكنها خفيفة جداً، إلى درجة أنه لم يعد أحد يشعر بأن الدار تقدم عروضاً ونشاطات.

إلى الآن هذا الكلام جميل.. ولكن كيف كان التطبيق على أرض الواقع في ظل الأزمة وتبعاتها؟
المعوقات التي واجهتنا، كانت تحتاج إلى تفكير والجرأة في اتخاذ القرار المناسب، فعلى سبيل المثال المقسم الهاتفي في الدار كان خارج الخدمة، ولا يوجد أي هواتف داخلية أو خارجية، وبالمناسبة كنت أصدرت العديد من القرارات الإدارية من إعفاء وإقالة وغيرها، لأن العقلية التي كانت تعمل في الدار لا تناسبني، وبالعودة للحديث عن المقسم، الإدارات السابقة كانت تقوم بدراسات لإحضار مقاسم هاتفية جديدة، لأن المقسم الموجود من نوعية أجنبية، ولا يعرفون كيفية إصلاحه، هذا إضافة إلى أن وكالته غير متوافرة في البلد، وتكلفة مقسم الهاتف ثمانون مليون ليرة، وبالطبع لا يمكنني بحسب الظرف الحالي التجرؤ على الطلب لشراء مقسم بهذه الكلفة المهولة، الأمر الذي اقتضى أن أطلب من رئيس لجنة الشراء بالذهاب إلى السوق والسؤال عما هو متوافر، وكانت الصلاحية المتاحة لي من أموال هي خمسمئة ألف، وقال لي رئيس لجنة المشتريات إنه يمكننا شراء مقسم الأربعة والعشرين خطاً الذي سعره يعادل الميزانية المتاحة، وبالفعل أحضرنا هذا المقسم، وهذا التصرف بالنسبة لي هو حل إسعافي، لأنه يوفر لنا أربعة وعشرين خطاً يمكنها أن تربط عصب الدار ببعضها، سواء الإدارات مع القليل من التفرعات البسيطة، وإلى الآن نحن نعمل عليه، واليوم وبعد ثالث مدير صيانة فوجئت منذ يومين، أنه قام بإصلاح المقسم القديم ولسنا بحاجة لشراء مقسم جديد، ولو انتظرت عقلية أن أشتري مقسماً جديداً لكانت الدار إلى هذا الوقت خارج الخدمة الهاتفية، ويمكن قياس هذا الكلام على كل شيء، فمثلاً المولدات كانت تكلفة صيانتها لا تقل عن تسعة ملايين، ولكن نحن قمنا بإصلاحها بخمسمئة ألف وبالطريقة والأسلوب نفسيهما، إذاً نحن تعلمنا أننا في الحد الأدنى يمكننا العمل، وأنا أؤكد الآن أن المولدات تعمل ونظام إنارة الطوارئ يعمل.

ومن هذا الحد الأدنى… انطلقتم لإقامة أنشطة وفعاليات؟
نعم أقمنا فعاليات وحصلنا على إيرادات، ففي عام 2016 كان لدي 181 عرضاً، يعني كان لدينا عروض بشكل يومي تقريبا، وهذا إذا لم يكن خلال اليوم الواحد أكثر من عرض.

وبالطبع ارتفع سعر البطاقات؟
كانت البطاقات تتراوح بين 100 إلى 300، وأصبحت اليوم بسعر 1000، الأسعار القديمة لا تجلب إيراداً للدار، ولا تصنع جمهوراً صحيحاً، ففي السابق كان الجمهور يدفع مئة ليرة كي يدخل الدار، لأن فيها كهرباء، وكانوا بالطبع من طلاب الجامعات.

ما الذي قامت به الدار كي تحسّن نوعية الجمهور الذي يرتادها، وتستقطب فئات أوسع باعتبارها منبراً ثقافياً مهماً وعريقاً؟
على الرغم من كل الانتقادات التي واجهتنا والهجوم الذي كنا نواجهه من مواقع التواصل وبعض المواقع والصحف والتي جزء منها تكتب في خارج سورية، ومن هذه الجهات هناك جزء كان يريد للدار أن تتوقف عن تقديم العروض والنشاطات، لكننا لن نتوقف مهما كانت الظروف سواء التي استعرضتها في البداية، إضافة إلى الوضع الأمني الذي تعرّض له البلد، وعلى الرغم مما تردد وهوجمنا به والذي جاء على الشكل التالي«لازم دار الأوبرا تكون حلم لكل من يصعد على خشبتها»، هذا كلام عظيم، ولكن ليس في الظرف الذي يعانيه البلد مع كل ما تتعرض له الدار من أمور تقنية معطلة إضافة إلى أمر مهم وهو خروج 90% من فناني البلد إلى الخارج. في هذه المرحلة بالذات كنا مضطرين أن نعمل كمّاً من الأنشطة والفعاليات، وأنا أؤكد أن بعض الحفلات كانت دون المستوى وهذا أمر طبيعي، ولكن كم النسبة، النسبة غير الجيدة هي 2%، وأفاجأ دائما بأن الناس لا تنظر إلى نسبة الحفلات الناجحة وهي 98%، بل تنظر وتهاجم منطلقة من نسبة 2%، فكل شخص حاول أن يوقف هذه الدار لم يستطع، وأنا في بعض المواقف الإعلامية والإعلانية في الصفحات، وفي المقروء أو المسموع، أنا من كنت أستفز الطرف الآخر، كي نعمل هذه الحركة لأنه في مرحلة وفي أوج الأزمة في 2015، كان يتم التحدث عن درا الأوبرا أكثر من التحدث عن أساسيات الحياة مثل المازوت والبنزين وهذا ما يسمى استراتيجيا، وفي مواجهة هذه الاستراتيجيا قمنا بالعديد من الإجراءات ابتداءً من اللباس الرسمي. في النهاية الحفلات غير الناحجة هي 2% في عام 2016، ولكننا في عام 2017 أخذنا قراراً مختلفاً بأنّ الحفلات ستكون ناجحة بنسبة 100%.

في تلك الأثناء ماذا فعلتم لتشجيع جمهور الأوبرا على الحضور رغم الظرف الأمني.. وكيف تمّ توسيع شريحته؟
لم نترك نوعاً من الموسيقا إلا وقدمته الدار، فلمن يحب الرقص كل فرق الرقص قدمت عروضا فيها، ولمن يحب سماع موسيقا شبابية، قمنا باحضار فرق شبابية، ومن يحب أن يسمع نجوماً قمنا بإحضار نجوم، وحتى الموشحات والكلاسيكات والجاز، والفرق الكبيرة والصغيرة، لم نترك أي نوع إلا وقمنا بإحضاره. وللأمانة النجم الأكبر في الحفلات في السنتين الماضيتين هو الجمهور، وبالمناسبة حتى عندما كانت نسبة نجاح الحفلات قليلة كانت الصالة ممتلئة، لكن نوعية الجمهور مختلفة وهذا أمر طبيعي، ومن 181 عرضاً كانت الصالات ممتلئة باستثناء حفلين أو ثلاثة، وهذا أمر يمكنكم التأكد منه من الإيرادات، فالبطاقات كلّها كانت مبيعة، فلم يوجد حفل حضوره أقل من 1000 شخص، هذا رغم القذائف والصواريخ، إذاً قدمت الدار كل أنواع الفنون، ولكن بعد سنتين والآن.. العروض المقدمة في الدار هي نوعية حصرا، والدليل حفل مصطفى هلال، خلال ساعة ونصف الساعة انتهت البطاقات، وكذلك حفل شادي جميل، وخلال ثلاثة أرباع الساعة كانت كل البطاقات مبيعة.

ماذا عن حفل فايا يونان والضجة والصور التي انتشرت عبر المواقع والمشاكل التي أثيرت؟
أنا اعتبر أن حفل فايا يونان من الحفلات غير الناجحة التي كانت ضمن نسبة 2%، وكان فيها شيء مفتعل من الجمهور، والأشخاص الذين عملوا تلك المشاكل قاموا بافتعالها مقابل المال، هذا إضافة إلى أن المستوى الفني للحفل لا يليق، ولن يُقبل في عام 2017 وأنا مسؤول عن كلامي، ورُفض طلب تقديم حفل لعام 2017، وفي النهاية أنا موسيقي محترف أعرف تماماً كيف أقيم الأمور الموسيقية. في المقابل عبير البطل تخرجت العام الماضي وفسحنا لها المجال أن تقدم على خشبة مسرح الأوبرا في عام 2017، ولكن ستُلام جداً إن لم تقم بحفل يليق بدار الأسد، فهناك شباب كنا أفسحنا لهم سابقا تقديم العروض، ولكن اليوم رُفض طلبهم، وكذلك الأمر ينطبق على نجوم وهم من الأسماء المهمة، ولن أذكر أسماء حتى لا يعتبر الموضوع شخصيا، لأن التقديم على دار الأوبرا يتطلب أن تصنع جمهوراً وتقدم مستوى فنياً صحيحاً وأن يكون ما يقدمه يليق بالبلد وبالدار.

كنت رفعت يدك عن تكريم ملحم بركات وصرحت عبر صفحتك الفيسبوكية بأن الدار لم يكن لها أي علاقة بالتنظيم؟
سيكون هناك تكريم للفنان دريد لحام وتكريم للفنان الراحل وديع الصافي، وأنا أقصد بتنظيم الدار، بالتنظيم للفعالية من الألف إلى الياء. ومن تاريخ استلامي للإدارة حتى اليوم لم نتعرض للمشاكل التي تعرض لها تكريم الموسيقار ملحم بركات والتي أصبحت معروفة للجميع وتطرق لها الإعلام المرئي والمسموع بشكل مستفيض، لأن هناك بعض الأشخاص الذي قاموا بالتنظيم كانوا طرفا في الخلاف، في حين نحن كدار للأوبرا لسنا طرفاً، ويهمنا ملحم بركات كاسم من دون أن نتحيز لأحد الورثة، لهذا الأمر رفعنا يدنا، وكان الحفل كما رأيتم من بدايته حتى نهايته غير صحيح على الإطلاق، والدليل أنه عندما انتهى معين شريف من فقرته، الجمهور كان يريد الانسحاب، وبالنسبة للتنظيم الذي قمنا به كدار، هو إدخال الضيوف إلى أماكنهم، وهنا لا بدّ لي من القول ليس نحن دار الأسد من يأتيها 300 شخص ليس لديهم بطاقات، وليست دار الأسد هي التي تُجلس الإعلاميين السوريين في صالة فيها شاشة، والإعلاميون اللبنانيون لهم أماكن محددة في القاعة الرئيسية!

ولكن اسمح لي نحن كصحيفة «الوطن» أنه لا يتم إعلامنا بالنشاطات، ولو تابعنا النشاطات فالأمر شخصي ومن تلقاء أنفسنا.. وأيضاً في أماكن لا نجد بطاقات.
طبعاً الأمر يكون بحسب الحفلات، بمعنى حفلات جوقة الفرح على سبيل المثال، البطاقات ومبيعها وتصرفها كلّها لجوقة الفرح، ونحن عندما نريد بطاقات، كنا نطلب من إدارة الجوقة، وبالنسبة لحفل ملحم بركات أخذنا جزءاً من البطاقات ولكنها البطاقات الرسمية، وهو أمر منطقي أن نُرسل نحن هذه البطاقات للجهات الرسمية، ولكنني لا أرسل لأي شخص بصفة شخصية. ولكن بالنسبة للحفلات التي تقيمها الدار سواء من حيث الإنتاج والتنظيم، نحن لدينا المكتب الصحفي، ولدينا قائمة بأسماء الإعلاميين، ومن خلالها يتم التواصل وإرسال برنامج الدار الشهري، وبإمكان الإعلامي أو الصحفي أن يتصل بالهاتف ويطلب بطاقتين لحفل الدار، وبالطبع عند حضوره يجدها بانتظاره، ولكن في حالة أن يأتي قبل الحفل بساعتين ويطلب بطاقتين هذا أمر غير ممكن، نحن نحسب حساب الصحافة بنحو 14 بطاقة، وهذا ما نقدر عليه، وإن أرسلت دعوات فسأخسر الإيرادات، إذا الإشكال دائما معقد.

هل قمتم مرة بإلغاء أي حفل؟
لم نقم بإلغاء ولكن هددنا بالإلغاء.

ما السبب؟
المستوى الفني… نوافق في البداية على أمر ولكن نُفاجأ بالمستوى الفني.

أعلم أن هناك بعض الكورالات الشابة والتي تقدمت ولكن لم تتم الموافقة على طلبها، لأنها تحتاج إلى الدعم والواسطة… أنت كموسيقي وتعلم كم يحتاج الموسيقي لدعم.. كيف تتم الموافقة على الطلبات؟
هذا صحيح. وهناك الكثير من الجوقات التي تقدمت وتمت الموافقة، وهم اليوم ضمن المجموعات التي ستقدّم في مهرجان الجوقات الحالي، من دون أي دعم أو واسطة، ولكن عليهم التقديم ضمن المهرجان بحفل جزئي، لكن أن يُقيموا حفلاً كبيراً في الدار وحدهم، فهذا أمر في المستوى المطلوب لعام 2017 هو صعب، وهنا لدينا مشكلة فلدينا أشخاص إما أن تقدّم على مسرح الأوبرا الكبير أو ترفض، ونحن كإدارة علينا الاختيار، واليوم لدينا ثلاثة مسارح، ومن فترة أصدر وزير الثقافة قراراً بتتبيع مجمع دمر الثقافي للدار وبالتالي أصبح لدينا مسرحان إضافيان، ولكن لمّا أقول لأحد سيقام الحفل في مجمع دمر الثقافي وليس في الدار هنا، يرفض، هذا غير إذا كانت الفرقة من الهواة، وهنا لابد لها أن تمرّ على العديد من المسارح قبل أن تصل إلى مسرح الدار، وعندما يقدمون حفلات في المسارح الثقافية، عليهم أن يقيموا حفلاً لائقاً، وعليهم تقديمه لنا كي نرى المستوى الفني، ويكون التقييم من لجنة البرمجة، وأن نشاهد تسجيلا يُظهر الجمهور الذي شاهد الحفل.

يرفض الفنانون إقامة حفلات في المجمع.. ربما لأنه بعيد والدار في قلب البلد؟
لا.. الفنان هو فنان أينما كان وجمهوره يتبعه أينما أقام حفلاً، ولكن من هو غير قادر على إحضار جمهور فكيف سنقيم له حفلاً؟ هكذا نحسبها.

ماذا عن مشروع التسجيلات الذي كان أثاره السيد محمود حديد في عدد من الأماكن ومنها على صفحة صحيفة «الوطن»؟
صحيح.. هذا الموضوع كنتم نشرتم عنه، سأقدم لكم وثيقة عن تقييم اللجنة الفنية المشكلّة التي أصدرت تقريرها قبل ستة أشهر من تاريخ إثارة السيد حديد، ونحن وبحسب ما قاله السيد محمود حديد كان يطالبنا «بأن نكمل أو نعيد له المقتنيات»، ولكن نحن نقول له وبحسب القرار «تفضل وخذ مقتنياتك»، لكنه رفض.

العمل الإداري صعب… إلى أي مدى ترى نفسك إداريّاً ناجحاً؟
لا يمكننا أن أقول عن نفسي إنني إداريّ ناجح أو العكس، هذا يقرره الناس والجمهور هو من يقيّم إن عملت الدار خلال العامين الماضين أم لا، وهل الإيجابيات فيها أكثر أم لا، صحيح لا أستطيع أن أقول عن نفسي إنني إداري ناجح، ولكن يمكنني أن أؤكد أنني اشتغلت بأقصى طاقة من طاقاتي وإمكانياتي، وإنني لم أقم بشيء سلبي عن قصد، ومن الطبيعي أن يُخطئ المرء ولكن دعونا نحسب نسبة أخطائي كم هو مقدارها، وهذا أمر تقدره جهات وأشخاص هي قادرة على التقييم، ولكن من باب الاعتداد بالنفس وفي ظل الظروف التي سبق أن شرحتها لكم، من الصعب أن يعمل شخص مثلما أنا اشتغلت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن