الأولى

أنقرة تصعد مع طهران بحثاً عن شرعية لدى واشنطن

| عبد اللـه علي

رغم إقرار رئيس الأركان التركي خلوصي أكار الجمعة الماضي بأن عملية «درع الفرات» التي تقودها بلاده في شمال سورية، وبدأت قبل ستة أشهر، حققت أهدافها، في أعقاب السيطرة على مدينة الباب السورية، إلا أن تصريحات المسؤولين الأتراك تجاهلت هذه الحقيقة زاعمة بأن «العملية» مستمرة.
ورغم أن واشنطن ستحاول الحفاظ على التوازن بين حليفيها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» والجيش التركي، أكد الصحفي التركي إبراهيم قراغول المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صحيفة «بني شفق» أن معركة الرقة ليست مهمة بالنسبة لتركيا، بل المهم هو تصفية مناطق سيطرة «الأكراد»، داعياً إلى مواصلة «درع الفرات» في الشرق والغرب.
ويبدو أن التصعيد التركي يتناغم مع التصعيد الأميركي ضد إيران، لاسيما حجم التغيير الذي طرأ على الخطاب التركي إزاء طهران، حتى أن بعض الكتّاب بدأ يتساءل عن إمكانية نشوب حرب بين البلدين، قد يكون هدفه إيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفادها أن تركيا حسمت خياراتها وقررت المضي قدماً وراء واشنطن في سياسة «تقليص نفوذ إيران في المنطقة» للحصول على الشرعية بعد أن أخفق رهانها على «محاربة داعش» في تحقيق ذلك.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية تحدثت عن خطة إيرانية لفتح طريق بري من طهران إلى البحر المتوسط يمر عبر ربيعة في الحسكة والقامشلي وريف حلب، فأشار قراغول إلى هذا السيناريو بقوله: «المهم لدينا هو مقاومة تنظيف كامل تلك القناة الممتدة من حدود إيران إلى البحر الأبيض المتوسط بمخططنا»، ولم يفت الكاتب أن ينضم إلى جوقة التهويل فقال: «وإن لم نقم بذلك اليوم، فحتماً سنرى الحرب غداً داخل الأناضول».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن