رياضة

في الدوري الممتاز… مباراة سهلة لتشرين.. المطاردون يبحثون عن الانتصار والبقية منافساتها من نار

| ناصر النجار

تشتد الإثارة في الدوري يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع وبدأت الفرق تعيد حساباتها بشكل جدي وخصوصاً أن مرحلة الذهاب قطعت أكثر من ثلثي المشوار فلم يعد هناك متسع من النقاط لهدرها.
وإذا كان تشرين يحلق وحيداً في الصدارة فإن مطارديه يعدون العدة للحاق به وخصوصاً أن الفوارق ما زالت بسيطة ومن الممكن تحقيق ذلك، مع العلم أن تشرين ما زال يخشى غزوات الجيش الذي يهدده لكنه لم يقترب منه بعد بسبب تأجيل مبارياته، وعليه فإن حساباته في هذا الاتجاه تدعو إلى عدم التفريط بأي نقطة لمواجهة الجيش بروح عالية، حطين والشرطة والاتحاد في الهم سواء، هم الأكثر قرباً من تشرين والأكثر تهديداً لصدارته بعد الجيش، لكن المطبات الساخنة التي يقعون بها تجعلهم يبتعدون عن المتصدر قليلاً، وبناء عليه لابد من التفكير جدياً في المباريات القادمة، فإما الدخول في عمق المزاحمة، وإما تسليم الرايات والاكتفاء بموقع شرفي في اللائحة.
والنظرة الأولية لمباريات الأسبوع القادم التي ستنطلق غداً توحي (نظرياً) أن الفرق هذه مع المتصدر متجهة نحو فوز منتظر مع بقاء باب المفاجآت مفتوحاً.
فرق الوسط والمؤخرة أكثرت من التعادلات مع تعرضها بين المباراة والأخرى إلى خسارة متوقعة أو غير متوقعة، ما جعل مواقعها تنذر بالسوء للمباريات القادمة، وهذا سيضعها في دوامة الهروب خشية الوقوع بالمحذور، وخصوصاً أن الفوارق ليست واسعة بين الوسط والمؤخرة، فالمحافظة والطليعة (على سبيل المثال) فرّطا بموقعيهما بين الكبار من خلال تعثرهما في الأسابيع الأخيرة، وإن استمر حالهما على المنوال هذا فسيخوضان حرباَ ضروساً للهروب من مواقع الخطر.
أكثر الفرق نشوة كان فريق الفتوة الذي حقق فوزين متتاليين ارتقى بهما إلى المناطق الدافئة، وأكثرها تعاسة المجد الذي صار في موقع متأخر جداً، وبقية الفرق ليست بأفضل فما زال التعادل هدفها في المباريات التي تخوضها.. اتحاد الكرة ما زال يعتمد سياسة تأجيل مباريات الجيش والوحدة بناء على طلب الفريقين دعماً لهما في البطولة الآسيوية، لكن من وجهة نظرنا الإعلامية، فهذا أمر غير صحيح، لأنه سيغرق الدوري بالمؤجلات وسيغرق الفريقين أيضاً، وقد يكون التأجيل ليس بمصلحة الفريقين، وإذا نظرنا إلى الاتحاد اللبناني لوجدنا أنه لم يؤجل أي مباراة للصفاء الذي سيواجه الوحدة، فخسر هذا الأسبوع أمام السلام زغرتا بهدف وسيواجه اليوم فريق النجمة، فهل الاتحاد اللبناني كغيره من الاتحادات الوطنية في العالم لا يراعي مصالح أنديته؟
مباريات هذا الأسبوع ستقتصر على ست مباريات، والمؤجلتان هما، الوثبة مع الوحدة، وجاءت من حظ الوثبة الذي لعب أمس الأول مع الجزيرة، والمجد مع الجيش، وهي من حظ المجد الذي يعيد ترتيب أوراقه، وإليكم تفاصيل بقية المباريات.

متصدر لا تكلمني
يعيش تشرين نشوة الفرح بصدارته التي يستحقها من خلال انتصاراته المتتالية وآخرها على الشرطة خارج أرضه، وهو بمواجهة الكرامة لا تنتظره المباراة الصعبة، فاحتمال صعوبتها لا يتعدى الخمسين بالمئة، وخصوصاً أن الكرامة في موقع لا يسمح له بالمنافسة والمقارعة، فموقعه المتأخر هو حصيلة نتائجه السلبية التي لم يحقق فيها أكثر من التعادل باستثناء فوز على الجزيرة تحقق بالأسبوع الثالث.. الكرامة رغم قوة دفاعه إلا أن هجومه ما زال أضعف هجوم في الدوري فلم يسجل إلا أربعة أهداف في تسع مباريات ما يدل على أن الحلول الهجومية لدى الفريق معدومة وهذه مشكلة كبيرة ستواجهه بلقاء تشرين، وإزاء ذلك ليس أمامه إلا اللعب بصلابة دفاعية علّه يخرج بنقطة تعادل ستكون خيراً على الفريق.
تشرين على النقيض يملك حلولاً هجومية وأوراقاً رابحة في كل المراكز وخطاً احتياطياً داعماً يجعل من الفريق قوة مرعبة تشكل خطراً في أي لحظة من لحظات المباراة، لذلك فإننا نميل في توقعاتنا لمصلحة تشرين، وأقسى ما يمكن أن يتمناه الكرامة هو العودة بنقطة التعادل.

ديربي ساخن
حطين يدخل المباراة على أمل تعويض ما فقده بلقاء الاتحاد فهو يعتقد أن الحكم سرق منه الفوز، على حين إن جبلة يبحث عن بصيص أمل بعد أن ضاقت به السبل من خلال نتائج سلبية أزعجت الفريق والقائمين عليه وكل محبيه.
مع النواعير خسر لأن الحظ وقف ضده، ومع الجزيرة تعادل لأن الفريق قدم أسوأ ما عنده، وأمام حطين ستتحدد النتيجة وفق أداء الفريق وهذا برسم الشربيني الذي عليه رسم خطة محكمة لمواجهة فريق حطين المعروف بقوته الهجومية.
المباراة تشكل عقدة للفريقين اللذين بحاجة ماسة لنقاطها، فحطين يحتاجها لمتابعة صدارته، وجبلة يحتاجها للهروب من المواقع المظلمة.
في الموسم الماضي تعادل الفريقان في الذهاب سلباً، وفاز حطين إياباً 1/صفر وفي الدوري التصنيفي تعادل الفريقان ذهاباً صفر/صفر، وإياباً 1/1، وهذا يدل على التكافؤ بين الفريقين وخصوصاً أن مباريات الديربي تلغي الفوارق الفنية، والمباراة قائمة على استغلال فرصة أو الوقوع بخطأ ما ويبقى التعادل مرجحاً بين الفريقين.

مباراة قوية
في دمشق على ملعب الفيحاء مباراة قوية بين الفتوة صاحب الضيافة والشرطة الضيف، المباراة لا تحتمل القسمة على اثنين، فالشرطة الذي خسر فرصة المزاحمة على الصدارة الأسبوع الماضي يريد تعويض ذلك في مباراة هذا الأسبوع، والفتوة السعيد بنتائجه الأخيرة، يريد الاستمرار بذلك، وخصوصاً (كما فهمنا) أن مشاكل الفريق قد تم حلّها، من هذا المنطلق فإننا نتوقع أن نشهد مباراة قوية لا هوادة فيها، أوراق الفريقين مكشوفة، أفضلها في الشرطة لكن الفتوة يملك الكثير ليقوله في الملعب من خلال إصرار لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم.. في القراءة النظرية فإن المباراة يجب أن تكون بمصلحة الشرطة إن حافظ على إيقاعه السريع وضبط خطوطه الخلفية، ويبقى التعادل جيداً للفتوة.. في الموسم الماضي فاز الشرطة ذهاباً 2/صفر وتعادلا 1/1 في الإياب.

موعد مع الفرح
الاتحاد على موعد مع الفوز بلقاء فريق الطليعة الذي سيكون ثاني فريق يزور حلب ليلعب على ملعبها، المباراة ليست في مصلحة الطليعة أبداً وهو يعيش مرحلة انتقالية فنية بعد استقالة مدربه مصطفى الرجب، وهو ليس بوضع فني قادر على مقارعة الاتحاد القوي بكل خطوطه ومراكزه.
لا يحتاج الاتحاد في هذه المباراة إلى بذل جهد كبير ليحقق الفوز، لكنه بحاجة إلى الجدية في التعامل واختيار التشكيلة المناسبة لهذه المباراة.
فريق الاتحاد مملوء بالمواهب والخبرات ومركزه الذي هو فيه لا يتناسب أبداً مع إمكانياته، لذلك من الممكن أن تكون هذه المباراة بداية خير لكسر حالة التعادلات التي أرهقت ظهر الفريق وأتعبت عشاقه الذين ينتظرون فريقهم بين ظهرانيهم فرحين بأدائه ومستمتعين بالمستوى اللائق الذي سيقدمه، أقصى ما يستطيع فعله فريق الطليعة هو رصّ صفوفه الخلفية ومسك مكامن الخطورة لدى أصحاب الضيافة، فتحقيق نتيجة مرضية في حلب ليس مستحيلاً وإن كان صعباً ويتطلب جهوداً إضافية.

أمل جديد
المحافظة والحرية يبحثان عن التعويض، فأصحاب الأرض يريدون فوزاً يعوضون به إخفاق المباريات الأخيرة، والحرية يبحث عن حفظ ماء وجهه بعد تردي نتائجه، من الناحية العامة فإن المحافظة أفضل وخصوصاً عندما يلعب على أرضه، لكننا لم نجد ذلك عملياً، وكأن ما عنده قدمه في مباريات الدوري الأولى، ولم يعد يملك الجديد، الحرية ما زال في تواضعه وخسائره المتلاحقة جعلته في موقع لا يسر أبداً، لذلك سيجتهد للعودة بنتيجة إيجابية تدفعه نحو الأمام قليلاً.. المباراة للمحافظة، والحرية يرضى بالتعادل، في الموسم الماضي فاز المحافظة ذهاباً 1/صفر، وتعادل الفريقان في الإياب 1/1.

الفريق المحظوظ
ما زال فريق النواعير يحصد النتائج الإيجابية من المباريات الأخيرة التي واجه فيها فرقاً من الطابق الثاني، وها هو اليوم يواجه الجزيرة الذي يحتل أسفل القائمة، ومع ذلك فالنواعير لم يستطع أن يدخل دائرة الاستقرار سواء على مستوى الأداء أم في الدوري، أسلوبه الدفاعي بدا ناجعاً في بعض المباريات، لكنه تعرض لهزات في بعضها الآخر، مواجهته القادمة مع الجزيرة لن تكون محمودة العواقب، وخصوصاً أن أسلوب لعب الفريقين متشابه ويتفوق النواعير بعاملي الأرض والجمهور، المباراة لا تحتمل الكثير من الكلام، ويبقى التفوق لمصلحة الفريق المحظوظ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن