عربي ودولي

متاعب مرشحا الرئاسة الفرنسية: لوبان أمام البرلمان الأوروبي.. وفيون أمام القضاء الفرنسي.. وماكرون ينتظر

رفض فرانسوا فيون، مرشح حزب الجمهوريين (يمين الوسط) في انتخابات الرئاسة الفرنسية، الانسحاب من السباق، بعد توجيه استدعاء له ولزوجته للتحقيق معهما فيما يخص اتهامهما بوقائع فساد.
وفي خطوة تأتي على مقربة من الاستحقاق الرئاسي فتحت لجنة برلمانية أوروبية الطريق أمام رفع الحصانة البرلمانية عن زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان في إطار تحقيق حول قيامها بنشر صور لتنظيم «داعش» على «تويتر».
وكانت تقارير فرنسية عديدة قد أشارت إلى استدعاء فيون وزوجته يومي 15 و18 آذار الجاري، إلى التحقيق معهما بشأن اتهامات بتلقي زوجته بينيلوب راتباً شهرياً خلال ولاية زوجها كنائب في الجمعية الوطنية (البرلمان) من خلال تكليفه لها القيام بوظيفة «وهمية». وقال فيون، أمس في مؤتمر صحفي، نقلته وكالة «فرانس برس»: «سأذهب إلى التحقيق يوم 15 آذار، وسأدافع عن نفسي وأذكر الحقيقة، لكن دولة القانون يتم التعرض لها يوماً بعد يوم».
وذكر أن محاميه أبلغه بأنه سيتم استدعاؤه في 15 آذار من قضاة التحقيق لتوجيه الاتهام إليه، مضيفاً: «لن أخضع ولن أنسحب»، وأضاف قائلاً: «لم أستغل المال العام، فأنا استعنت ببعض أقربائي استناداً لمبدأ الكفاءة، مثلما فعل ثلث البرلمانيين الفرنسيين». ومضى بقوله: «هناك محاولة جدية لاغتيال سياسي واغتيال الانتخابات الرئاسية بشكل عام، وأتعرض لمؤامرة، فلم يحصل من قبل أن تعرض مرشح قبل فترة قصيرة من الانتخابات لحملة كهذه، ولقد جاء الاستدعاء اعتماداً على تقرير للشرطة فقط لا غير». وأشار فيون إلى أنه من الغريب جداً أن تحصل الصحافة على معلومات قبل صدور نتائج التحقيق، مضيفاً: «لن أسمح مطلقاً أن تضع الانتخابات الرئاسية الفرنسيين أمام خيار محدود في الانتخابات الرئاسية وتجعله محصوراً إما باليمين المتطرف وإما اليسار الحاكم».
وتظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبية مرشح حزب الجمهوريين، فرانسوا فيون، المنتمي إلى يمين الوسط، إلى المرتبة الثالثة، منذ ظهور أول تقارير صحفية بشأن وظيفة زوجته أواخر كانون الثاني الماضي.
من جانبه انتقد إيمانويل ماكرون، المرشح المستقل لمنصب الرئاسة، رغبة المرشحين المنافسين له، فرانسوا فيون وماري لوبان، في «هدنة قضائية لما بعد انقضاء انتخابات الرئاسة».
ووصف ماكرون هذه الرغبة بأنها «أمر عبثي»، مشدداً على وجوب «أن يتم التعامل مع قضايا الاحتيال بكل صرامة»، وأضاف: «في هذه الحالة يجب أيضاً إعطاء كل المجرمين والسارقين هدنة قضائية». كما اتهم ماكرون فيون بـ«فقدان أعصابه وانفصاله عن الواقع». ولم يلبث معسكر اليسار أن انتقد تصريحات فيون، على لسان كل من بينوا آمون وجان لوك بيلانشون. وعلق الاشتراكي آمون على استخدام فيون عبارة «الاغتيال السياسي» قائلاً: «لماذا الحديث عن اغتيال سياسي في الوقت الذي يعتبر فيه المسلسل التلفزيوني حول فيون هو الذي يجعل الانتخابات الرئاسية مشهداً تافهاً»؟
أما ميلانشون، المرشح عن أقصى اليسار الفرنسي فقال: إنه يشعر بالألم عندما ينظر إلى «زملائه اليمينيين الذين يسحقون مرشحاً قوياً».
وفي سياق الاستحقاق الرئاسي أيضاً فتحت لجنة برلمانية أوروبية الطريق الثلاثاء أمام رفع الحصانة البرلمانية عن مارين لوبان في إطار تحقيق حول قيام زعيمة الجبهة الوطنية بنشر صور لتنظيم «داعش» على «تويتر».
وصوت النواب الأوروبيون أعضاء لجنة «الشؤون القانونية» لمصلحة رفع هذه الحصانة، كما يطالب القضاء الفرنسي. وعلى كامل نواب البرلمان الأوروبي أن يصوتوا اليوم الخميس على هذه القضية، وعادة ما يتبع النواب خلال الجلسة الموسعة القرارات التي تتخذ على مستوى اللجان. ورداً على ذلك، قالت المرشحة إلى الرئاسة التي تعارض الاتحاد الأوروبي: إن «هذا يظهر للمواطنين الفرنسيين ما الاتحاد الأوروبي، وما البرلمان الأوروبي وكل هذا جزء من النظام الذي يريد منع مرشحة الشعب الفرنسي التي هي أنا».
وتطالب النيابة العامة في مدينة نانتير الفرنسية برفع هذه الحصانة، وفتحت تحقيقاً قضائياً بحق لوبان بتهمة «نشر صور عنيفة».
وكانت مارين لوبان رفضت التجاوب مع استدعاء للشرطة لها للإدلاء بإفادتها في إطار هذه القضية، لأنها تحظى بحصانة نيابية.
ويأتي تحقيق النيابة العامة في نانتير إثر قيام زعيمة الجبهة الوطنية في كانون الأول 2015 بنشر ثلاث صور على «تويتر» كتبت تحتها «هذه هي داعش»!.
وظهر في الصور الثلاث رجل يلبس ثياباً برتقالية اللون تحت جنازير دبابة، ورجل آخر يلبس الثياب نفسها يحترق في قفص، ورجل ثالث قطع رأسه ووضع فوق ظهره.
وأرادت لوبان بذلك الاحتجاج على «المقارنة المشينة» التي قام بها، حسب قولها، الصحفي جان جاك بوردان على شبكتي «بي إف أم تي في» و«راديو مونتي كارلو» بين المجموعة الإرهابية والجبهة الوطنية.
وكان مكتب البرلمان رفض في الثاني والعشرين من شباط طلب رفع الحصانة عنها، بعد أن اعتبر أن طلب القضاء «لم يكن دقيقاً بما فيه الكفاية».
(رويترز- أ ف ب– روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن