سورية

الجيش يوسع سيطرته بمحيط الباب.. وكل الطرق شرقاً ستمر عبره

| وكالات

واصل الجيش العربي السوري توسيع نطاق سيطرته في ريف حلب الشمالي الشرقي وتقليص مناطق سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بالسيطرة على مساحة نحو 20 كلم مربعاً، بموازاة حدود سيطرة «مجلس منبج العسكري»، لتصبح كل الطرق باتجاه شمال شرق سورية تمر عبر الجيش العربي السوري وتقطيع أوصال كل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا والكردية الموجودة في تلك المنطقة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن «الاشتباكات تجددت» بين قوات الجيش العربي السوري والقوى الرديفة لها من جانب، وتنظيم داعش، في الريف الجنوبي الشرقي لمنطقة الباب، حيث تمكنت قوات الجيش من «تحقيق تقدم» في قرية جديدة موسعة نطاق سيطرتها في ريف حلب الشمالي الشرقي، وترافقت الاشتباكات مع «قصف متبادل» بين الجانبين، حيث تسعى قوات الجيش السوري إلى توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة، وتقليص نطاق سيطرة التنظيم فيها.
وحسب المرصد، فإن العملية العسكرية لقوات الجيش في الريف الشمالي الشرقي لحلب، تتواصل على محاور شرق اتستراد حلب الحسكة المار من منطقة الباب، بعد تمكن الجيش أمس من الأول، من وقف تقدم القوات التركية والميليشيات المسلحة المنضوية في عملية «درع الفرات» اللاشرعية المدعومة من أنقرة، عبر تقدم مباشر أوصل الجيش إلى تماس مع قوات «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والتي تسيطر على مدينة منبج وريفها، وقطع طريق التقدم نحو ريف حلب الشرقي أمام القوات التركية و«الفصائل المقاتلة والإسلامية» المدعومة منها.
هذا التقدم والوصول إلى تماس مع قوات «مجلس منبج العسكري»، من قبل قوات الجيش، بعد عملية عسكرية طويلة، لا تزال مستمرة في محاولة لتحقيق تقدم بمساحة أكبر وتقليص مناطق سيطرة تنظيم داعش في شرق حلب.
ووفقاً للمرصد فقد تقدم الجيش العربي السوري بمساحة نحو 20 كلم مربعاً، بموازاة حدود سيطرة «مجلس منبج العسكري» على بعد نحو 16 كلم بجنوب غرب مدينة منبج، سيعيد -ومن طريق آخر- بعد أكثر من عامين العمل بين محافظتي الحسكة وحلب، وستتواصل مجدداً مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» في كل من «عفرين وعين العرب والجزيرة»، من دون المرور بمناطق سيطرة داعش أو القوات التركية والميليشيات المدعومة منها، وسيكون اتصال هذه المناطق عبر المناطق التي تقدمت إليها قوات الجيش العربي السوري في ريف الباب.
كذلك فإن عملية توسيع السيطرة من الجيش العربي السوري في حال استكملت نحو 20 كلم مربعاً من المناطق الموازية لحدود سيطرة «مجلس منبج العسكري»، ستؤمن طريق الانتقال لمن يرغب بالتنقل بين محافظة الحسكة ومنطقة عفرين ومحافظة حلب، كما ستؤمن عملية توسع قوات الجيش في مثلث أبو منديل – الخفسة – دير حافر، منطقة التواصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري و«المجلس العسكري» لمنبج، من هجمات محتملة لتنظيم داعش مستقبلاً، في حين إن إعادة وصل المناطق بين عفرين وحلب من جهة ومناطق الرقة ودير الزور والحسكة من جهة ثانية، بمناطق خارجة عن سيطرة تنظيم داعش، قد يخفف من صعوبات عملية الانتقال التي عانى منها المواطنون في وقت سابق خلال نحو 3 سنوات مضت، حيث اضطر المئات من المواطنين المتنقلين بين مناطق شمال شرق سورية وعفرين، إلى العبور بواسطة مهربين إلى الجانب التركي من الحدود، ومن ثم معاودة اجتياز الحدود نحو الجانب السوري، بينما تشهد مناطق الخفسة وريف حلب الشرقي، نزوحاً من عشرات العائلات نحو مناطق سيطرة «مجلس منبج العسكري» في منطقة منبج بالريف الشمالي الشرقي لحلب.
في الأثناء، ألقت طائرات تابعة لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بذريعة مكافحة الإرهاب، وفق ما نقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منشوراتٍ ورقيّة على مدينة الرقة طالبت تنظيم داعش الإرهابي بالاستسلام لأن المعركة القادمة ستكون على المدينة، كما ذكر فيها عبارة «خلافتكم الكاذبة تضعف يومياً وليست لديها الفرصة».
وبحسب تلك الصفحات فقد رصدت حركة «نزوح كبير من المدنيين في بلدات مسكنة والخفسة ودير حافر في ريف حلب الشرقي، المتاخم للرقة، بسبب «القصف الجوي والاشتباكات» بين مسلّحي «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية، وتنظيم داعش في تلك البلدات.
وكان الجيش العربي السوري سيطر على عدة قرى شرقي مدينة الباب، قبل ثلاثة أيام، تمكّن خلالها من الوصول إلى مناطق سيطرة «قسد» في الريف الجنوبي الغربي لمدينة منبج، وقطع الطريق أمام «درع الفرات»، وتمكن من حصار ميليشياته.
إلى ذلك، فقد ذكرت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء، أن نحو عشرة أشخاص يقتلون يومياً في الباب، نتيجة انفجار الألغام التي زرعها تنظيم داعش، قبل انسحابه منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن