قضايا وآراء

خيوط اللعبة الإسرائيلية مع داعش في أهم ثلاث دول عربية

| تحسين الحلبي

إذا كان من المؤكد أن يشكل كل انتصار للجيش السوري وحلفائه على داعش في حلب وتدمر والرقة انتصاراً للجيش العراقي على داعش في العراق والعكس صحيح فإنه من الطبيعي أن تشكل هذه الانتصارات انتصاراً للجيش المصري على داعش في سيناء وعلى الإرهاب الذي يستهدف مدن مصر أيضاً.
لكن الجميع يلاحظ أن مجموعات داعش وأنصار بيت المقدس تزداد في سيناء وتتعزز من خلال تحالفها مع داعش وأمثالها الموجودة في ليبيا بشكل يثير قلقاً للجيش المصري وللأطراف الليبية التي تحارب داعش على الأراضي الليبية.
ويبدو من مجمل الوضع الذي تتحرك فيه مجموعات داعش في سيناء أن العامل الإسرائيلي وطبيعته المعروفة وخططه السرية في تلك المنطقة تولد المزيد من قوة التحرك والعمل للمجموعات الإرهابية في سيناء. فإسرائيل لا تجد مصلحة لها في رؤية الاستقرار في مصر ولا في سورية ولا في العراق… فهي تقدم الدعم الشامل لمجموعات داعش عند حدود سورية الجنوبية علناً وتقوم بهذا العمل نفسه عند حدودها مع سيناء ومصر بشكل سري بل تزعم أنها تقدم لمصر عملاً مفيداً حين تسمح لها بنشر آلاف من القوات المصرية والمعدات الحربية في سيناء لمجابهة داعش لأن اتفاقية كامب ديفيد تحظر على الجيش المصري الانتشار في منطقة سيناء لأنها تخضع لقانون نزع السلاح وفيها مراقبون من الأمم المتحدة، والحقيقة أن إسرائيل انشغلت في السنوات الماضية بعقد صلات سرية وعلنية مع مجموعات داعش في جنوب سورية وأعلن وزير الدفاع السابق (يعالون) قبل أيام أن إسرائيل لها علاقات تعاون مع مجموعات داعش، فهل يعقل أن تتعامل إسرائيل مع داعش في سورية بطريقة مختلفة عن تعاملها مع داعش في سيناء أو في العراق أو في اليمن؟ وهل كانت إسرائيل ستسمح لدولة مثل مصر بنشر مئتي ألف من الجنود المصريين لتطهير سيناء من مجموعات داعش؟
إن من يطلع على سجل الأعمال الإسرائيلية العسكرية والتجسسية فلن يشك أبداً في الدور الإسرائيلي الذي يعمل من أجل أن تبقى (داعش) في هذه الدول العربية وأن تزداد قوة وتوسعاً لتدمير القدرات العربية وتمزيق هذه الدول.
ولا تخفي وسائل الإعلام الإسرائيلية مثل هذه الحقيقة حتى حين تستشهد بما يقوله المسؤولون في إسرائيل.
ففي مركز أبحاث (جروزليم للشؤون العامة) يقول (تسفي ما زال) سفير إسرائيل سابقاً في القاهرة إن تهريب السلاح لمجموعات داعش في سيناء من حدود ليبيا إلى مصر يصعب إن لم يكن من المستحيل منعه وكأنه يتحدث عن أهدافه ونياته تجاه مصر التي فرضت عليها اتفاقية كامب ديفيد شروطاً تحدد فيها عدد رجال الأمن الذين يسمح لهم بالعمل في سيناء التي تحولت إلى ساحة تآمر وابتزاز إسرائيلي لمصر.. ولذلك يتساءل المحللون في أوروبا عن الأسباب التي تجعل مجموعات داعش وغيرها تتجنب شن عملياتها في عدد من الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فالجميع يلاحظ أن داعش وغيرها لا يشنون عملياتهم إلا في دول ذات نظام حكم جمهوري رئاسي وعلماني- سورية- العراق- ليبيا- مصر- لبنان ولو كانت بعض هذه الدول صديقة للولايات المتحدة؟! وإسرائيل بدورها تدرك طبيعة هذه الخطة الأميركية وأبعادها التي توفر لها استكمال تحقيق مشروعها الصهيوني في الوطن العربي.
وهذا ما كشفه (يورام شفايتسير) في 28/9/2014 «مدير مشروع أبحاث الإرهاب والحرب ذات الكثافة المنخفضة» في معهد أبحاث الأمن القومي (INSS) في دراسة قال فيها: «إنه من المفضل لإسرائيل أن تتجنب القيام بأي حملة ضد داعش بل إنه من الواضح أن المطلوب من إسرائيل هو أن تبقى ضمن عوامل الظروف الدولية في هذا الموضوع».
ولذلك يتوقع المتفائلون أن تتحد الجهود السورية والعراقية والمصرية والإيرانية واللبنانية ضد إرهاب داعش عاجلاً أم آجلاً ما دام العدو واضحاً ومشتركاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن