سورية

موسكو توضح موقفها من جنيف: القرار 2254 واضح ولا داعي لجدول أعمال جديد … «جنيف 4» تقترب من نهايتها ولا نتائج.. وتحديد موعد لاجتماع جديد في «أستانا»

| الوطن – وكالات

أوشكت الجولة الرابعة من مباحثات جنيف السورية السورية أن تنتهي من دون تحقيق أي تقدم يذكر وتدور في حلقة مفرغة، خصوصاً أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا يريد فرض جدول أعمال مخالف للقرار (2254)، في حين لا تزال «المعارضات» غير قادرة على توحيد صفوفها، نتيجة المواقف المتشددة لوفد «منصة الرياض».
وأعلنت موسكو أن القرار الدولي (2254) واضح ويحدد إطار مفاوضات جنيف، من دون الحاجة إلى وضع برنامج جديد، في حين شنت قيادية بارزة في «منصة أستانا» المعارضة، هجوماً لافتاً على دي ميستورا، داعيةً إلى استقالته. وعقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة بشار الجعفري أمس جلسة محادثات جديدة مع المبعوث الأممي في مقر الأمم المتحدة بجنيف، من دون أن يرشح عن الجلسة أي معلومات. وكان وفد الجمهورية العربية السورية عقد قبل ذلك ثلاث جلسات مع دي ميستورا بجنيف خلال الأيام الماضية.
وعلى هامش مباحثات جنيف اجتمع وفد دبلوماسي إيراني في وقت سابق أمس مع ممثلين عن «منصة موسكو». وبحسب وكالة «سانا» للأنباء فإنه جرى في الاجتماع تبادل وجهات النظر والاتفاق على ضرورة مواصلة المحادثات.
وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، لقاءات في جنيف مع وفود منصات «الرياض» و«القاهرة» ويتوقع أن يلتقي أيضاً «منصة موسكو»، حسبما أورد الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأفاد الموقع بأن غاتيلوف أجرى مشاورات مع وفد «منصة القاهرة»، تبادل الطرفان خلالها الآراء حول تسوية النزاع في سورية. وفي وقت سابق من يوم أمس، التقى المبعوث الأممي وفد «منصة الرياض».
على خط مواز، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة عدم السماح للمتطرفين بالتسلل إلى العملية السياسية بشأن سورية. وبعد لقائه وزير خارجية النيجر ابراهيم يعقوب أمس، قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك: «لا يمكن السماح لدوائر التطرف في التنظيمات المحظورة والمصنفة إرهابية من قبل مجلس الأمن التسلل إلى العملية السياسية في سورية»، وأعرب عن أمله ألا تتعرض «صيغة جنيف للحوار السوري السوري للتعطيل وان تواصل لعب دور مهم في تعزيز التسوية في سورية تماماً كاجتماعات أستانا».
وفي تناقض مع مقترحات دي ميستورا الإجرائية بشأن جدول أعمال المفاوضات، قال لافروف: إن هذا الجدول «تحدده قرارات مجلس الأمن، ولاسيما القرار (2254)، الذي يتضمن المطالبة بمكافحة الإرهاب دون هوادة وفصل المعارضة المعتدلة عن أولئك، الذين ساروا على طريق الإرهاب والتطرف». وشدد على ضرورة تحديد دائرة المشاركين الشرعيين في المحادثات ومنع المتطرفين من التسلل إليها. وأضاف: إن جميع عناصر جدول الأعمال هذه مترابطة، وفي حال شطب موضوع محاربة الإرهاب منها لن تظل الأجندة تتناسب مع متطلبات القرار رقم (2254)، وتابع قائلاً: «وفق المعلومات التي تصلني بدأ المشاركون في المحادثات يدركون ضرورة البحث عن مقاربات تتناسب مع هذا القرار بما في ذلك ضرورة محاربة الإرهاب».
وتابع: إنه من الصعب ضمان مشاركة كافة الطوائف والمجموعات الإثنية والسياسية السورية في إدارة البلاد في مرحلة ما بعد الإصلاح، حتى تتوصل الأطراف السورية إلى اتفاق حول الدستور الجديد. وتحدث عن مواضيع الحوار في جنيف بتفاصيل أكثر قائلا: «يشمل جدول الأعمال في جزئه المتعلق بالعملية السياسية، ضرورة وضع رؤية مشتركة لإدارة سورية في المرحلة الانتقالية، والتوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية من نوع ما. ويجب القيام بذلك، وفق مقتضيات القرار رقم 2254، على أساس توافق شامل بين الحكومة وكافة أطياف المعارضة. ومن ثم يجب أن تشمل العملية السياسية صياغة دستور سورية الجديد بجهود جماعية، وإجراء انتخابات مبكرة عامة على أساس الدستور الجديد».
من جهة أخرى، أبدى لافروف دعمه الحماسي للمصالحة بين الحكومة السورية وجيرانها في المنطقة وتابع: «في نهاية المطاف، عليهم أن يعيشوا جنباً إلى جنب، وأمامهم عدو مشترك وهو الإرهاب والتطرف»، لكنه أشار إلى أن إمكانيات الحوار بين سورية وجيرانها، ولاسيما الحوار البراغماتي غير الرسمي، أصبحت محدودة بقدر كبير منذ تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية في بداية الأزمة السورية. وتابع أن بعض الشركاء العرب يقرون اليوم، خلال اتصالاتهم الخصوصية مع موسكو، بأن هذا القرار كان خطأ.
في جنيف، شنت رئيسة «منصة أستانا» رندا قسيس هجوماً على المبعوث الأممي، مشيرةً إلى أنها بحثت مع مسؤولين روس كيفية إنجاح محادثات جنيف، ومسألة استبعاد دي ميستورا لـ«منصة أستانا» عنها، وذكرت أن مسار المحادثات بين الحكومة والمعارضة في جنيف لن يؤدي إلى نتائج، إلا مع رحيل المبعوث الأممي. وأوضحت قسيس «تكلمنا (خلال لقاء مع الدبلوماسيين الروس) عن هذه المفاوضات التي لا ترضي أحداً»، وأضافت مقللة من أهمية هذه المباحثات: «لا نتائج متوقعة من هذه الجولة، ولا نعرف إن كان دي ميستورا سيبقى أم سيرحل ولكن أغلب الظن أنه سيرحل، كما علمت أنه طلب من (الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو) غوتيريس التمديد له لمدة 6 أشهر».
ومضت قسيس، قائلة «لم أعد مهتمة بموضوع جنيف، لأنه كما يتضح اليوم جنيف فاشلة، لقد تكلمت بأشياء جدية أكثر، وكيف يمكننا تصحيح مسار جنيف وهذا لا يتم إلا بعد رحيل دي ميستورا». وأشارت إلى أن «منصة أستانا لديها تنسيق دائم مع الحكومة الروسية للوصول إلى نتائج أفضل»، مضيفة «لا نريد إلغاء دور جنيف، ولكني أعتقد للمجيء إلى جنيف يجب أن يكون هذا الملف جاهزاً، ما يعني أنه يجب علينا أول شيء ترتيب وفد المعارضة ومن هم المعارضون الذين سيفاوضون النظام.
وفي انتقاد لوفد «منصة الرياض» المعارضة التي تتمسك بانتقال سياسي وتشكيل حكم انتقالي جديد، تساءلت قسيس قائلةً: «في حال افترضنا أن هناك وفداً موحداً (للمعارضة)، هذا الوفد عن ماذا سيتكلم، ما جدول الأعمال؟ إن كانوا لا يريدون الكلام عن الدستور ولا عن أي شيء آخر، هم يريدون الكلام عن هيئة الحكم الانتقالي فقط، فهل يمكن نجاح أي شيء هكذا». ولا تزال المفاوضات تدور في حلقة مفرغة خصوصاً أن دي ميستورا يريد فرض جدول أعمال مخالف للقرار (2254)، في حين لا تزال المعارضات غير قادرة على توحيد صفوفها، نتيجة المواقف المتشددة لوفد «منصة الرياض».
وحسبما ذكر عضو وفد «منصة موسكو» إلى مفاوضات جنيف 4 نمرود سليمان تنتهي الجولة الرابعة من مباحثات جنيف غداً. وتوقع سليمان أن تستأنف الجولة في 20 من الشهر الجاري. وأكد مصدر في مكتب المبعوث الأممي إلى سورية هذه المعلومات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن