سورية

«منصة موسكو» اعتبرت سلة الإرهاب «أساسية» .. روسيا تدعو جميع أطياف المعارضة لحضور «جنيف5»

| وكالات

اعتبرت روسيا أن ورقة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا التي قدمها في الجولة الرابعة من المباحثات يمكن أن تمثل أساسا للمفاوضات السورية، وأن جولة «جنيف4» حققت تقدماً، داعية جميع أطياف المعارضة إلى حضور جولة جنيف القادمة. من جانبها، أكدت «منصة موسكو» أن إدراج سلة مكافحة الإرهاب في حوار جنيف «أساسي». واختتمت الجمعة الجولة الرابعة من مباحثات جنيف والتي استمرت ثمانية أيام بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفود من المعارضات برعاية أممية جرى خلالها الاتفاق على جدول أعمال مكون من أربع سلال يتم بحثها بالتوازي وهي: الحكم، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب، وذلك خلال الجولة الخامسة من جنيف والتي يتوقع أن تعقد أواخر الشهر الجاري. وأكد مندوب روسيا إلى «جنيف4»، ألكسي بورودافكين، في حديث أدلى به أمس، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن مباحثات «جنيف4» حققت تقدماً خلافاً لتوقعات البعض، داعيا «منصة أستانا» والأكراد وباقي أطراف «المعارضة المعتدلة» إلى حضور الجولة المقبلة من المباحثات في جنيف. وأضاف بورودافكين: أن أستانا وجنيف، «حلبتان سياسيتان مختلفتان»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لما كان لجنيف أن تلتئم لولا حلبة أستانا التي سبقتها».
وذكّر بأن أستانا جمعت الحكومة السورية بالتنظيمات المسلحة الأمر الذي يحتم بحث القضايا المتعلقة بوقف إطلاق النار وصمود الهدنة في سورية، على ألا يتم رغم ذلك تجاهل قضايا مفصلية على مسار التسوية في سورية في مقدمتها الدستور الجديد، وأجهزة السلطة في الدولة السورية.
وأشار إلى أن «المعارضة المسلحة جزء لا يتجزأ من العملية التفاوضية، وهذا ما يسوّغ لها حقها في اختيار المسائل التي تراها مهمة في التسوية السياسية للنزاع السوري».
وعلى صعيد ما خلصت إليه مباحثات «جنيف4»، شدد بورودافكين ضرورة الحيلولة دون تعطيل الوتيرة السياسية التي تم التوصل إليها في اتجاه التسوية.
وتابع: «مكتب دي ميستورا أعد ورقة خاصة من 12 بندا تتضمن مكونات الدستور السوري الجديد، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتشكيل فريق عمل مشترك يتابع قضية الدستور الذي يمثل أساس الأسس بالنسبة إلى مستقبل الدولة السورية والأرضية اللازمة للجهود المبذولة لتحقيق التسوية. إفراد هذه المسألة يمثل الخطوة الأولى على مسار تشكيل اللجنة الدستورية، وهذا ما تطالب به روسيا باستمرار».
وبخصوص الدور الأميركي المنتظر في التسوية السورية، أشار بورودافكين إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة تعمل في الوقت الراهن على صياغة العناصر الرئيسية في مواقفها بما فيها تلك المتعلقة بالتسوية السورية، وأن هذا ما يفسر الخمول الأميركي على هذه الحلبة في الوقت الراهن.
واستطرد قائلاً: «منصات الرياض أو موسكو أو القاهرة، لا تمثل سائر أطياف المعارضة السورية، ونأسف لعدم دعوة الأكراد ومنصة أستانا وغيرهم إلى جولة جنيف الأخيرة من المفاوضات»، مشدداً على «ضرورة ألا تبتلع منصة الرياض هذه المعارضات، وأن يتم جمع سائر أطياف المعارضة على أساس توافقي».
وشدد بورودافكين على أهمية حشد جهود المعارضة المسلحة والحكومة السوريين لتطهير البلاد من العناصر الإرهابية، معرباً عن قلقه حيال انعدام حدوث أي تقدم على هذا المسار. كما لفت إلى أن الخطوة الأهم في هذا الاتجاه تتمثل بالدرجة الأولى في الفصل بين فصائل المعارضة المسلحة والزمر الإرهابية الناشطة في بعض المناطق السورية.
من جانبه، أكد وفد «منصة موسكو» المعارض إلى «جنيف4» أن إدراج سلة مكافحة الإرهاب في الحوار السوري السوري في جنيف «أساسي» بالنسبة للمنصة، داعياً إلى تشكيل وفد «معارض واحد» قائم على التوافق بعيداً عن «الهيمنة».
وقال حمزة منذر رئيس وفد المنصة في مؤتمر صحفي بعد لقائه المبعوث الأممي في جنيف، بحسب وكالة «سانا» للأنباء: «في هذا اللقاء عبرنا عن وجهة نظرنا في كل القضايا المطروحة وشددنا على ضرورة نقاش السلات المطروحة للحوار بالتوازي بما فيها سلة مكافحة الإرهاب»، معرباً عن «تأييد المنصة لطلب إدراج هذه السلة كبند أساسي في الحوار».
ولفت منذر إلى أن «من يعيق ويعرقل العملية السياسية يتحمل مسؤولية تاريخية أمام الشعب السوري الذي يعاني من الإرهاب وهذا يحتاج إلى جهود حقيقية وجدية والوصول إلى تأمين الظروف المناسبة لتطبيق القرار الدولي 2254».
وأشار منذر إلى ضرورة مواصلة الجهود لتفضي إلى إمكانية قيام «وفد معارض واحد» قائم على التوافق بعيداً عن «الهيمنة أو الاستهتار»، وقال: «نحن نبحث عن رؤية مشتركة»، معتبراً أن نتائج جولة الحوار «أقل بكثير من طموحاتنا».
من جهته قال رئيس وفد «منصة القاهرة» إلى «جنيف4» جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي مماثل: «من المهم أن ننتهي من الأمور الإجرائية… نحن قبلنا البيان الإجرائي الذي سلمه دي ميستورا للوفود وقبلنا من حيث المبدأ إضافة أي سلة طالما هناك تواز بالتقدم فلا مانع إذا تحدثنا بالإرهاب والحكم.. ولا تعلن النتيجة إلا كحزمة واحدة».
وأعرب عن أمله «بالجلوس معاً للاتفاق على نصوص تتعلق بمحاربة الإرهاب»، وقال: «علينا أن نكون إيجابيين قليلا».
وأضاف مقدسي: «إذا كان المجتمع الدولي جادا بنوايا صافية بأن يدفع كل طرف من يدعم إلى الطاولة بشكل جدي سيكون هناك تقدم وإن الأمور متعلقة بما يجري على الأرض»، مشيراً إلى «وجود تعقيدات دولية ومفسدين يدخلون على الوضع في سورية جربوا لمدة ست سنوات طريقة فرض تسويات لم تنجح».
وأعلن وفد «منصة الرياض» المعارضة مساء الجمعة انتهاء الجولة الحالية من محادثات جنيف بـ«ايجابية» أكثر من السابق، بحسب ما نقلت وكالة «ا ف ب» للأنباء عن رئيس الوفد نصر الحريري.
وقال الحريري: إن المعارضة قبلت مبدئياً ورقة تضم 12 مبدأ عاماً بشأن مستقبل سورية قدمها المبعوث الدولي للوفود في نهاية جولة مباحثات «جنيف4».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن