رياضة

فرق كأس الجمهورية لسلة الرجال في ميزان النقد والتحليل

| مهند الحسني

أسدلت الستارة على منافسات الأدوار النهائية من مسابقة كأس الجمهورية لسلة الرجال، وتمكن الوحدة من إعادة اللقب لخزائنه عن جدارة بعدما ظهر بصورة قوية وبأداء ثابت ومتوازن، لكن المستوى الفني للفرق الثلاثة الباقية لم يكن واضحاً أبداً، وبدا متفاوتاً، ورغم ذلك كانت مباريات هذا الدور ملأى بالإثارة والندية واللمحات الفنية الجميلة.
وما بين الرضا عن النتائج الرقمية الموضوعة في إطارها النظري لهذه الفرق، والحالة التي نفضلها لأنديتنا بشكل عام، أنهت الفرق منافساتها بعد رحلة من الإثارة والندية والقوة، وإن كانت بالنهاية على حساب المستوى الفني الذي كنا نرغب فيه.
لذلك كان لابد لنا بعد هذه الجولة المثيرة من وضع هذه الفرق أمام المرآة بمواجهة حقيقية مع مستواها الفني، وما قدمته من المستويات التي تباينت بين فرق محضرة وفرق تلعب رفع عتب لا أكثر.

الوحدة (حماسة وقوة)
بمعايير كرة السلة الفنية بدا فريق الوحدة الذي اعتمد هذا الموسم على مجموعة من اللاعبين الشباب أكثر الفرق جاهزية وأفضلها أداءً، وأقواها دفاعاً، وقد نجح في تقديم نفسه بكل أناقة أمام جمهوره، وقدم مستوى أكثر من جيد، وأكد من خلال مستواه أمام الجيش في اللقاء النهائي، أنه من طينة الكبار، وظهرت اللمسات الواضحة لمدرب الفريق هادي درويش على أدائه عبر توليفة منسجمة بين لاعبي الخبرة والشباب، وإذا كانت نقطة ضعف الفريق الوحيدة الموسم الماضي، هي في عدم توافر لاعبي الارتكاز، فإن الجهاز الفني قد حلّ هذه المشكلة، وتحول إلى مركز قوة بعد عودة اللاعب الشاب هاني دريبي الذي تألق خلال رحلة الفريق في الشقين الدفاعي والهجومي، إضافة إلى وجود العملاقين جميل صدير ومنار حمد، وامتاز الفريق بالرتم السريع، والدفاع الضاغط، والتنوع بطرق اللعب من خلال انضباطه التكتيكي العالي، والتزام اللاعبين شبه الكامل بتعليمات المدرب، وظهرت ميزة الفريق في اللعب الجماعي بأفضل صورة في المباراة النهائية بعدما خطا خطوة مهمة على الصعيد الفني بشكل واثق ومتوازن.
عموماً كان الوحدة نداً قوياً، ولدى الفريق الكثير ليقدمه في المراحل المهمة من عمر الدوري، أبرز لاعبيه مجد عربشة، علاء إدلبي، شريف العش، هاني دريبي، يوسف مناع، خالد العلبي، يدرب الفريق هادي درويش.

الجيش (تذبذب المستوى)
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال الجيش بطل النسخة الماضية يتوقع أن يظهر بهذه الصورة المتواضعة في مباريات هذا الدور، فكل من شاهد فريق الجيش بهذا الأداء والشتات الفكري والفني فوجئ بانحدار المستوى، فالفريق لا ينقصه من النواحي المالية إلا لبن العصفور، والمشاكل التي تعصف بمنافسيه هو بمنأى عنها، فعلاقة اللاعبين بإدارتهم واضحة ومنضبطة، والصالات متوافرة وجيش من الكادر الإداري، ومع ذلك مازالت صورة الفريق ضبابية، وأداؤه غير مقنع، ويعاني الأمرين لتحقيق الفوز على فرق لا تجاريه فنياً ولا مادياً، أما على صعيد اللاعبين فالفريق يضم نخبة النخبة، فأين المشكلة إذاً، حيث قدم أسوأ مستوى له منذ سنوات، وبدت هناك مشكلة واضحة وجلية في أدائه فردياً وجماعياً، ويبدو أن الفريق بات بحاجة إلى إعادة تقييم أوراقه من جديد، لكون أغلبية لاعبيه من الأعمار الكبيرة، والتي لم تعد تتناسب مع النفس الهجومي، وبذل الكثير من الجهود أمام فرق بات عمادها من اللاعبين الشباب.
شهد فريق الجيش تفاوتاً كبيراً من حيث المستوى الفني من مباراة لأخرى، ولم يستقر على مستوى ثابت، وبدت رحلة الفريق أشكالاً ألواناً بين قبول هنا ورفض هناك، ولعل أبرزها كان في الريباوند الهجومي والدفاعي للفريق رغم توفر اللاعبين العمالقة في هذا المركز، ولم يتمكن مدربه أبو طوق من إيجاد حلول لهذه الهفوة التي عاناها الفريق في جميع مبارياته، وترك مستواه أمام فريقي الوحدة والاتحاد الكثير من إشارات الاستفهام، وبات جلياً أن الفريق بحاجة إلى حالة من التناغم والانسجام بين لاعبيه أكثر، وخاصة في الشق الدفاعي الذي كان نقطة ضعف الفريق، الأمر الذي تسبب باختلال توازنه في اللقاء النهائي، وخاصة أن الفريق ينتظره مشوار طويل في الدوري العام، وسيواجه فرقاً قوية لن تنفع معها تلك الأخطاء التي ظهر بها اللاعبون.
هناك مشكلة فنية بأداء فريق الجيش، وعلى القائمين عليه البحث عنها، وإيجاد الحلول السريعة لها قبل دخوله المراحل المهمة والحساسة من عمر مسابقة الدوري، لكون أصوات البعض في الإدارة الجيشاوية بدأت تتعالى ساخطة وثائرة بعد هذه الصورة المتواضعة للفريق.
أبرز لاعبيه، رامي مرجانة، حكم عبدالله، أنس شعبان، وسام يعقوب، عمر الشيخ علي، طارق الجابي. يدربه الكوتش خالد أبو طوق.

الاتحاد( نقص الخبرة)
قدم فريق الاتحاد أداء جيداً، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمباراة النهائية، بعدما تمكن من سحب فريق الجيش إلى لقاء فاصل، ولم يتمكن خلاله من المحافظة على أدائه، وخرج خاسراً ومودعاً المسابقة، رغم وجود كوكبة من اللاعبين المتميزين، وتكامل مراكزه، غير أن الفريق بات بحاجة إلى فترة استعداد أطول من أجل أن يصل اللاعبون من خلالها إلى حالة من التناغم والانسجام، ورغم خروجه من المسابقة غير أن الفريق لم يكن سيئاً، وتمكن من الفوز على فريق الجيش المدجج بالنجوم، لكن النهايات السعيدة لم تكن حليفته، ويبدو أن مباريات الكأس ستكون عبارة عن محطة مهمة للدوري، وسيكون الفريق بصورة مغايرة في المراحل القادمة، لكونه يضم مزيجاً من لاعبي الخبرة والشباب، يأتي في مقدمتهم اللاعب المخضرم علي ديار بكرلي الذي يعد العقل المفكر للفريق، إضافة إلى أجنحته الطائرة والقوية المتمثلة باللاعبين أنطوني بكر، ووائل جليلاتي، وعملاقه تحت السلة فراس المصري، عموماً فريق الاتحاد سيكون من أقوى المنافسين على لقب بطولة الدوري، خاصة بعد الأخبار التي تؤكد تعاقده في الفاينال فور مع اللاعب ميشيل معدنلي.

الحرية (أخضر الشهباء)
لم يتمكن الحرية من تحقيق نتيجة إيجابية في هذا الدور، وبدا واضحاً بأن مشاركته لم تتعد حدود تسجيل المشاركة لا أكثر، وقدم الفريق أداء متواضعاً أمام الوحدة، ولم ينجح مدربه في إعادة التوازن لفريقه الذي ظهر عليه بالأدوار التمهيدية في المسابقة، وفاز حينها على الاتحاد، الفريق ينقصه الكثير ليكون بين الأربعة الكبار.
أبرز لاعبيه أديب مكتبي، محمد الشامي، بكري ملحو، رامي العسلي، محمد موسى، فيليب ظريف، يدرب الفريق المدرب عماد شبارة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن