شؤون محلية

جيل قيد الانتظار..!!

هني الحمدان : 

 

يا ليت حكومتنا تكشف لنا خططها وتوجهاتها عن كيفية استقطاب الآلاف من الخريجين والعاطلين من العمل؟ وما الآفاق الممكن خوضها للتقليل من الحشود العاطلة؟
تحدثت حكومتنا بإسهاب عن الحكومة الإلكترونية وفوائدها في تلافي حلقات الروتين والفساد في مفاصل الإدارات والوزارات، وكأنها تناست أو نست معاناة تلك الحشود من شبابنا الحالم بفرصة عمل.
أعادت لأذهاننا صورة الازدحام للمئات من شبابنا أمام مؤسسة التأمينات الاجتماعية، واقعاً مؤلماً عانى منه جيل واسع من الخريجين منذ قبل الأزمة التي زادته بؤساً آخر ومن لون جديد.
كلنا يعرف أعداد المؤهلين سنوياً لدخول سوق العمل وهي بالآلاف، واقتصاد بأفضل حالات النمو لا يخلق أكثر من مئات الفرص، وفوق ذلك قطاع خاص بات مشلولاً وبلا دسم، وقطاع عام أتخم بأضعاف قدرته التشغيلية، واقتصاد يمر بظروف صعبة واستثنائية، ونموه أقل من 2 %، بوقت تضاعفت أرقام البطالة بين العاطلين، وتباينت الأرقام التقديرية ما بين الـ50– 60%..
هنا يبرز السؤال ونحن نعيش آثار الأزمة: ما خطة حكومتنا حيال التشغيل الحقيقي وليس الرقمي؟ وهل هناك من إجراءات جديدة تقلل من أرقام أفواج المسجلين؟
انتبهوا لجيل المنتظرين، وأولئك الذين تعبوا وفقدوا أي أمل بفرصة عمل.. إنهم يشكلون اليوم خطراً حقيقياً أمام أي عملية إصلاحية أو انتعاشة اقتصادية متوقعة. البطالة كابوس ثقيل، وأزمة تقف جداراً صلداً بوجه أي سياسة اقتصادية.
قنابل موقوتة، هكذا يقال عن العاطلين من العمل، وما أكثرهم هذه الأيام لما أفرزته الأزمة، ولدينا كل عام أعداد جديدة، تضاف إلى قائمة جيل المنتظرين، وتلك الأعداد تشكل عبئاً وتجعل أي خطة تنموية لا تأخذ بالحسبان مسألة التشغيل الحقيقي لهؤلاء المترقبين خطة فارغة لا تحقق التنمية المستدامة ولا تلبي طموح السوريين في العيش الكريم.
كيف سيكون الحال في ظل نمو اقتصادي متراجع، ما يجعل من الصعب توفير فرص عمل للعاطلين، بل على العكس تماماً قد يشل أي إصلاح. يلزم العمل بجدية بين كل القطاعات لأجل تبني خطة تشغيلية متكاملة، علها تفلح في تقليل لهيب البطالة الحارق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن