سورية

«غضب الفرات» أحكمت الطوق على الرقة .. «منبج العسكري» يعلن رسمياً تسليم قرى للجيش ورفع العلم الوطني فيها

| الوطن – وكالات

أعلن رسمياً أمس مجلس منبج العسكري المنضوي في إطار «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية والمدعوم من الولايات المتحدة الأميركية، أنه سلم عدداً من القرى التي يسيطر عليها في شمالي البلاد إلى الجيش العربي السوري، في خطوة تهدف إلى الحد من غزو تركيا واحتلالها للأراضي السورية.
وفي سياق متصل، أعلنت عملية «غضب الفرات» التي تقودها «الديمقراطية»، أن قواتها ستحكم القبضة على الرقة معقل تنظيم داعش الإرهابي بعد أن قطعت آخر طريق رئيسي خارج من المدينة.
وقال المتحدث باسم المجلس شرفان درويش، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء: تم تسليم بعض القرى والنقاط الواقعة في الجهة الغربية لبلدة العريمة إلى قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري» في ريف حلب الشرقي.
وأوضح أن هدف ذلك «الحد من التمدد التركي واحتلاله للأراضي السورية (…) وتجنب إراقة دماء المدنيين».
وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوع من إعلان «مجلس منبج العسكري» قراره تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع عملية «درع الفرات» اللاشرعية التي تشنها تركيا في شمالي البلاد إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية بناء على اتفاق مع روسيا.
وجاء إعلان هذا القرار وهو الأول من نوعه لجهة تسليم مناطق إلى الجيش العربي السوري، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت الأسبوع الماضي إثر هجوم بدأته الميليشيات السورية المسلحة المشاركة في عملية درع الفرات والقوات التركية على مناطق سيطرة «مجلس منبج العسكري» شرق مدينة الباب.
والقرى المعنية، وفق البيان، تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية وهي «محاذية لمنطقة الباب» التي سيطرت عليها قوات «درع الفرات» في 23 شباط بعد انسحاب داعش منها.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض فإن عملية التسليم جرت الإثنين وشملت نحو عشر قرى.
وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن «ارتداء عناصر من مجلس منبج العسكري زي قوات النظام ورفعهم الإعلام السورية».
وبدأت تركيا التي تصنف المقاتلين الأكراد بـ«الإرهابيين» مع ميليشيات مسلحة سورية هجوماً من دون تنسيق مع دمشق، في شمالي البلاد في آب الماضي بحجة طرد داعش وكذلك الأكراد من المنطقة الحدودية.
وبعد انسحاب داعش من مدينة الباب، حاولت هذه الميليشيات الأربعاء التقدم شرقاً نحو منبج. وهددت أنقرة الخميس بضرب المقاتلين الأكراد الذين يحظون بدعم واشنطن، في حال لم ينسحبوا من منبج.
وأعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مراراً أنه بعد الباب، ينوي توجيه قواته إلى منبج، ومنها إلى الرقة، مستبعداً أي مشاركة للأكراد الذين يقاتلون التنظيم هناك حالياً.
وتتقدم «الديمقراطية» من جهتها نحو الرقة، وترفض أي مشاركة لتركيا في المعركة.
لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم قال الإثنين: إن بلاده لن تشن أي هجوم للسيطرة على منبج من دون تنسيق مع واشنطن وموسكو.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الإثنين نشر عسكريين أميركيين قرب منبج رافعين العلم الأميركي على آلياتهم تفادياً لوقوع معارك بين مختلف القوات في المنطقة.
وفي سياق عملية «غضب الفرات» التي تقودها «الديمقراطية»، فقد أعلنت قيادة العملية أن مقاتليها سيحكمون قبضتهم على الرقة معقل تنظيم داعش بعد أن قطعوا آخر طريق رئيسي خارج من المدينة.
وكانت «الديمقراطية» قطعت الطريق السريع بين الرقة ومعقل الدواعش في دير الزور يوم الإثنين موجهة ضربة قوية للتنظيم المتشدد الذي يتعرض لضغوط عسكرية مكثفة في سورية والعراق.
وقال المتحدث باسم «الديمقراطية»، طلال سيلو، حسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن «تقدم القوات يعني أن جميع الطرق الرئيسية للخروج من الرقة أصبحت مغلقة الآن. وتعتزم القوات المدعومة من الولايات المتحدة الآن انتزاع السيطرة على مناطق الريف المحيطة في المدينة والتقدم صوبها لعزلها تماماً».
وأضاف: إن «القوات ما زالت على بعد 20 كيلو متراً من المدينة في بعض المناطق».
وتابع سيلو: إن «الخطوط الأمامية للقتال لم تصل بعد إلى المدينة وما زالت في الريف»، وأضاف: إن «الحملة مستمرة حتى يتم عزل المدينة تماماً».
واستهدفت المرحلتان الأولى والثانية من حملة «الديمقراطية» مناطق في شمالي وغربي الرقة واستهدفت المرحلة الثالثة مناطق إلى الشرق من المدينة.
على خط مواز، ذكرت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء، أمس، أن تنظيم داعش استعاد السيطرة على قريتين في الريف الشمالي للرقة، عقب معارك مع «الديمقراطية»، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى للطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن