سورية

أبناؤه من نكسة إسرائيل في 1967 إلى نكسة الإرهابيين بـ2011 .. دعوة إلى تسريع عودة الأهالي إلى تجمعات أبناء الجولان المستقرة والآمنة

أملت «جمعية المبرات الخيرية لأبناء الجولان» بتسريع تأمين متطلبات عودة الأهالي إلى منازلهم في المناطق التي أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها، ومنها تجمعات أبناء الجولان المحتل في دمشق وريفها ومناطق أخرى، للتخفيف من معاناة هؤلاء الأهالي جراء النزوح والتشرد وغلاء الإيجارات وارتفاع الأسعار.
وشكلت مسألة سيطرة التنظيمات الإرهابية على مناطق في البلاد بعد اندلاع الأحداث فيها منتصف آذار 2011، مشكلة كبيرة لأهالي تلك المناطق تمثلت بنكسة النزوح والتشرد، على حين شكلت للعديد من أهالي تجمعات أبناء الجولان العربي السوري في دمشق وريفها ومناطق أخرى من البلاد نكسة نزوح وتشرد ثانية بعد نكسة حزيران 1967 التي تسببت بها إسرائيل باحتلالها جزءاً كبيراً من الجولان.
وبعد نكسة حزيران نزح أهالي الجولان إلى العديد من المناطق في دمشق وريفها ومناطق أخرى من البلاد، وشكلوا تجمعات سكنوا بها أطلق عليها «تجمعات أبناء الجولان المحتل»، منها تجمع شبعا والحسينية والذيابية ومفرق حجيرة والبويضة والسبينة والحجر الأسود في ريف دمشق وجزء من حي التضامن جنوبي العاصمة ومخيم النازحين في مدينة درعا.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال رئيس «جمعية المبرات الخيرية لأبناء الجولان» الشيخ أحمد عوض: «تقريباً كل تجمعات النازحين تضررت بسبب الأعمال الإرهابية»، في إشارة إلى أن أهالي تلك التجمعات نزحت من بيوتها إلى مناطق سيطرة الدولة الآمنة.
وفي أواخر عام 2013 طرد الجيش العربي السوري المجموعات الإرهابية من عدة مناطق من ريف دمشق الجنوبي بينها الحسينية والذيابية والسبينة وحجيرة والبويضة، وتعمل الحكومة منذ ذلك الحين على إعادة الخدمات لتلك المناطق وترميم ما دمرته تلك المجموعات تمهيداً لإعادة الأهالي إليها.
وبدأت في السابع من الشهر الماضي المرحلة الأولى من مشروع رحلة العودة لأهالي الذيابية الذي يتضمن ثلاث مراحل، وبعد أيام تبدأ المرحلة الثانية، بعد أن تمت في آب 2015 إعادة الأهالي إلى الحسينية على ثلاث مراحل.
و«جمعية المبرات الخيرية لأبناء الجولان» عضو في لجنة عودة المهجرين إلى تجمع مفرق حجيرة وممثلة بنائب الرئيس سامي خلف.
وقال عوض: إن الجمعية التي تتخذ حالياً من مدينة جرمانا في ريف دمشق الشرقي مقراً لها «كما المواطنين المهجرين.. هي مهجرة من (مركزها الرئيسي الكائن في) مفرق حجيرة وتتمنى العودة إليه»، وأضاف: «نحن نتواصل مع المواطنين وننقل همومهم إلى المسؤولين إضافة إلى لجنة المصالحة من أجل عودة الناس إلى تجمعات مفرق حجيرة وسبينة وننتظر الترتيبات اللازمة للعودة لأن الناس ملت ولم يعد لها قدرة على الاستمرار في دفع الإجارات».
ولفت عوض إلى أنه عندما يعود الناس إلى بيوتهم يمكن أن تحول السلة الغذائية التي نسلمها للمهجرين إلى أشخاص آخرين محتاجين لأن الشخص الذي يعود إلى منزله لا يعود بحاجة لها».
لكن عوض، أوضح أنه «لا يمكن العودة إلا بإجراء الترتيبات اللازمة وليس الأمنية فقط وإنما اللوجستية أيضاً كتهيئة المدارس والبنى التحتية من كهرباء وشبكات مياه وترحيل الأنقاض وفتح الشوارع وهذا الأمر ليس بالسهل».
وتم إشهار «جمعية المبرات الخيرية لأبناء الجولان» في آذار 2005 برقم 397، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى رعاية الأيتام والفقراء والأرامل والمساكين وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لهم.
وأوضح عوض، أن الجمعية بدأت نشاطها في تجمعات النازحين بدمشق وريفها، إضافة إلى أبناء محافظة القنيطرة، عبر تسجيل الأسر الفقيرة والمحتاجة لمساعدات مالية وعينية، مشيراً إلى أنه تم تكريمها لمرتين من الرئيس بشار الأسد وعقليته السيدة أسماء الأسد.
ولفت إلى أن العصابات الإرهابية هجرت الجمعية من مقرها الرئيس في مفرق حجيرة في عام 2011 ونهبت محتوياتها كافة، لتفتتح بعد ذلك مكتباً ومركز توزيع لها في جرمانا.
وأشار عوض إلى أن الجمعية في عام 2013 أبرمت اتفاقية مع «برنامج الغذاء العالمي» التابع لمنظمة الأمم المتحدة الذي يتم بموجبه توزيع السلل الغذائية على أبناء الجولان. وأوضح أن الجمعية في عام 2013 وزعت أكثر من 67 ألفاً و900 سلة غذائية، وبلغ عدد المستفيدين 553 ألفاً و838 شخصاً، على حين وزعت أكثر من 158 ألف سلة ووصل عدد المستفيدين إلى 905 آلاف و416 شخصاً في 2014، على حين في 2015 وزعت 133 ألفاً و916 سلة وعدد المستفيدين وصل إلى 744 ألفاً و611 مستفيداً، على حين انخفض عدد السلل الموزعة في 2016 إلى 74 ألفاً و784 سلة وعدد المستفيدين إلى 424 ألفاً و117 مستفيداً، موضحاً أن سبب هذا الانخفاض يعود إلى توجه برنامج الغذاء العالمي الشريك المانح إلى مناطق أخرى فيها صراعات.
وذكر عوض، أن الأولوية في عملية التوزيع هي للأسر المهجرة ثم الأسر المتضررة والأسر التي تعولها امرأة والأرامل والأيتام وأسر الشهداء، موضحاً أن عدد العائلات المسجلة في الجمعية من أبناء القنيطرة يبلغ 16500 عائلة تستلم سلالاً غذائية بشكل دوري.
وأشار عوض إلى أن عملية التسليم تتم كل شهرين مرة للأسرة التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من ثلاثة فما فوق، على حين الأسر التي يبلغ عدد أفرادها اثنين كل ثلاثة أشهر.
وتحتوي السلة الواحدة، على مواد أساسية قابلة للتخزين ولا تحتاج إلى التبريد لضمان إمكان حفظها لأطول فترة ممكنة. وفي كل سلة، عدس حب (3-5 كلغ) وبرغل (3–6كلغ) وأرز (10 كلغ) وزيت نباتي (6 لتراً) وسكر (5 كلغ) وملح (1 كلغ) وحمص حب (3–6 كلغ) وفاصوليا حب (3-6 كلغ). كما تحتوي أحياناً على معكرونة.
وذكر عوض، أن الجمعية أبرمت في عام 2016 اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية لإجراء عمليات جراجية لأبناء الجولان بالمجان وأنه تم حتى الآن إجراء 1517 عملية.
وفي 2017 وقعت الجمعية اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) للمشاركة في «حملة المدرسة اشتقتلك» لعودة الطلاب المتسربين من المدارس، بحسب عوض الذي أشار إلى أن الجمعية تمكنت من إعادة 50 طفلاً من المتسربين.
وأكد عوض أن تمويل الجمعة المالي يعتمد على المتبرعين من داخل سورية وأن موازنتها في عام 2005 كانت 3 ملايين و156 ألفاً و181 ليرة، وفي 2016 كانت 39 مليوناً و51 ألفاً و343 ليرة، مشيراً إلى أنه في عام 2013 يجري التمويل بالسلل من المنظمات الدولية بسبب الأحداث.
وأوضح أن مسألة تحديد المعايير لمنح السلة الغذائية وطبيعة المستفيدين وتواريخ الاستلام تتم من برنامج الأغذية العالمي.
وتوجه رئيس «جمعية المبرات الخيرية لأبناء الجولان» بالشكر لوزارة الشؤون الاجتماعية وإلى لجنة الإغاثة الفرعية في محافظة القنيطرة التي يترأسها المحافظ أحمد الشيخ عبد القادر.
وتقيم الجمعية السبت المقبل احتفالاً جماهيرياً برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريما القادري لمناسبة الذكرى الثانية عشرة لانطلاقتها وذلك في مجمع دمر الثقافي في دمشق. وسيتم خلال الحفل تكريم عدد من أسر الشهداء وعرض فيلم عن تاريخ الجولان وبطولات الجيش العربي السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن