رياضة

بورتو ومهمة شبه مستحيلة أمام اليوفي في الشامبيونز… لمن الخاتمة؟ لرواية سامباولي أم مسرحية شكسبير؟

| محمود قرقورا

تتواصل اليوم مباريات إياب دور الستة عشر لأهم مسابقة على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزليغ فتقام مباراتان بداية من التاسعة وخمس وأربعين دقيقة، الأولى بين ليستر الإنكليزي وإشبيلية الإسباني بصافرة الحكم الإيطالي أورساتو، والثانية بين يوفنتوس الإيطالي وبورتو البرتغالي بصافرة الروماني هيتيغن، والمعطيات تبدو لمصلحة السيدة العجوز بنسبة كبيرة في المباراة الثانية إثر الفوز على الأراضي البرتغالية بهدفين دون مقابل وهي نتيجة لم يفلح أي نادٍ في تعويضها خارج أرضه، فكيف سيكون الحال واليوفي لم يخسر في خمسٍ وأربعين مباراة متتالية بمختلف المسابقات على أرضية ملعبه، ولكن الدراما التي حصلت الأربعاء الفائت على أرضية ملعب كامب نو ربما تكون ملهماً لبطل أوروبا مرتين بورتو البرتغالي كي يصنع المستحيل على حد قول مدربه أسبوزيتو الذي طالب لاعبيه بالدفاع من المهاجم وحتى حارس المرمى مؤمناً بأن البطاقة ما زالت في الملعب رغم اقتراب اليوفي كثيراً.

ولكن الأمور تبدو غائمة في المباراة الثانية حيث الحظوظ متساوية لأن نتيجة مباراة الذهاب 2/1 لمصلحة إشبيلية لم تقرب الفائز من ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1958 ولم تباعد الخاسر عن بلوغ هذا الدور للمرة الأولى في تاريخه، وإذا علمنا أن المدرب الجديد لليستر قاد الفريق نحو فوزين مهمين في الدوري الإنكليزي أبعدتاه نوعاً ما عن مواقع الخطر بعد إقالة المدرب الإيطالي رانييري عقب الخسارة في مباراة الذهاب، فكانت تلك الخسارة بمنزلة المسمار الأخير في نعش المدرب الذي اختير مدرب عام 2016 عندما قاد الثعالب الزرق نحو لقب الدوري الإنكليزي على نحو فاجأ الجميع، وها هي الأمور تبدو متاحة أمام المدرب كريغ شكسبير لكتابة التاريخ مستفيداً من عاملي الأرض والجمهور والحالة المثالية لعديد مفاتيح الفريق وعلى رأسهم الهداف فاردي.

اليوفي مرشح
صدارة الدوري الإيطالي مريحة للسيدة العجوز عقب الفوز يوم الجمعة الفائت على ميلان بهدفين لهدف، والمسيرة الظافرة على أرضه كما أشرنا قد يكون لها مفعول السحر لاستكمال المشوار نحو اللقب الثالث بتاريخ النادي والأول منذ 1996 وحقيقة يمتلك المدرب إليغري مفاتيح قيادة الفريق نحو الزعامة الأوروبية، فالسيطرة المحلية لم تعد الهدف والمرتجى لأنها تحصيل حاصل من وجهة نظر جماهير الفريق، ومباراة الذهاب في البرتغال التي حملت الرقم 162 للحارس الإسباني كاسياس كزعيم اللاعبين في البطولة كانت درساً نموذجياً لفريق يعرف ما يريد مع قناعتنا بأنه استفاد من الزيادة العددية التي قالت كلمتها في النهاية، والحارس كاسياس يرى أن درس برشلونة والباريسي مفيد لمن يريد الاهتداء.
اليوفي لم يسبق له أن خسر أمام بورتو في أربع مواجهات تعادل بواحدة فقط، وبمواجهة الأندية البرتغالية حقق الفوز ست مرات من قبل مقابل تعادلين وأربع هزائم، وعلى الأراضي الإيطالية تحديداً فاز بثلاث مباريات مقابل تعادل وهزيمة، بينما واجه بورتو الأندية الإيطالية 29 مرة فاز بثمانٍ مقابل 12 هزيمة، وعلى الأراضي الإيطالية فاز أربع مرات مقابل ثلاثة تعادلات وست هزائم، وسبق لليوفي أن لجأ إلى ركلات الترجيح ست مرات فاز بنصفها، على حين لجأ بورتو للترجيح ثلاث مرات فاز بواحدة.
الحالة المحلية للفريقين مثالية وكلاهما يتصدر دوري بلاده، والجميل بالنسبة لبورتو أنه ارتقى مؤخراً للصدارة خلافاً لليوفي الذي قبض عليها من البداية، والمذاكرة الأخيرة لبورتو شهدت فوزه على أروكا بخماسية نظيفة.
حلم
بلوغ الدور ربع النهائي حلم لليستر وإشبيلية، والثعالب أمل الإنكليز في الاستمرار إلى جانب مانشستر سيتي عقب الخروج المدوي لفريق آرسنال، والحالة المعنوية للنادي الإسباني ليست على ما يرام عقب التعادل في آخر مباراتين أمام الافيس ثم ليغانيس فابتعد عن ملاحقة الملكي المدريدي بصدارة الليغا، ولذلك صرح المدرب الأرجنتيني سامباولي أن الواجب الأوروبي أجل ولا بد من وضع الخيبة المحلية جانباً، وأشار إلى أن نادي ليستر سيخوض مباراة كما لو أنه يخوض نهائي كأس العالم كناية عن صعوبة المهمة.
النادي الأندلسي يعاني كلما زار الأراضي الإنكليزية فسبق له التعادل مع بولتون وتوتنهام بمسابقة اليوروباليغ والخسارة أمام الآرسنال ومانشستر سيتي في دوري الأبطال.
ووفق هذه الرؤية هو مطالب بتغيير مجرى النهر، مع القناعة بصعوبة المهمة لأن ليستر حقق الفوز في المباريات الثلاث التي لعبها على أرضه في مسابقة هذا الموسم أمام بورتو البرتغالي وكوبنهاغن الدانماركي وبروج البلجيكي.
التاريخ لا يميل لليستر في المواجهات الإقصائية على الصعيد القاري إذ نجح مرة واحدة في أربع محاولات وكانت أمام كلينافون الإيرلندي الشمالي بمسابقة كأس الكؤوس الأوروبية 1962، ولقاء الذهاب هو الوحيد بين الفريقين.
تاريخياً لم يسبق لليستر أن خاض ركلات الترجيح بينما إشبيلية حالفه التوفيق في خمس من ست مباريات خاض فيها غمار ركلات الأعصاب.
للتذكير فإن أندية ريال مدريد وبايرن ميونيخ وبرشلونة ودورتموند سبق لها أن حجزت مكانها في ربع النهائي الذي ستجرى قرعته يوم الجمعة، ويبقى لقاءان غداً، الأول بين أتلتيكو مدريد وليفركوزن والذهاب 4/2 والثاني بين موناكو والسيتي والذهاب 3/5 وسنكون معكم في تقديم للقاءين غداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن