سورية

تقرير – «رويترز»: «نقطة البداية» هي بقاء الرئيس الأسد والأطراف الخارجية تأقلمت مع ذلك

اعتبر محللون أن للرئيس بشار الأسد اليد العليا في ساحة القتال حالياً في سورية وأن كل الأطراف الإقليمية تأقلمت مع بقائه، معتبرين أن «نقطة البداية في المفاوضات (حالياً) هي بقاء الرئيس الأسد». لكنهم قللوا من احتمال الوصول إلى «اتفاق سلام» قريباً، معتبرين أن «أحسن الفروض هدنة تخضع للمراقبة لفترة طويلة من الوقت في مساحة كبيرة من الأراضي السورية»، مشيرين إلى أن «معظم القوى الكبرى في العالم والدول الإقليمية دعمت قوات تعمل لحسابها في صراع معقد متعدد الأطراف». وجاء في تحليل لوكالة «رويترز» أن «قلة من المراقبين يعتقدون بإمكانية انتهاء الصراع قريباً». وأضاف: «يبدو أن كل الأطراف الخارجية تأقلمت مع بقاء الرئيس السوري»، معتبراً أن كثيرين يتوقعون «على أحسن الفروض هدنة تخضع للمراقبة لفترة طويلة من الوقت في مساحة كبيرة من الأراضي السورية التي ستقسم فعليا بين القوى المتناحرة». واعتبر التحليل أنه خلال مفاوضات متقطعة دارت على مدى خمس سنوات بين الحكومة و«المعارضة» تحت رعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والآن برعاية روسيا وتركيا كان رحيل (الرئيس) الأسد هو النقطة الشائكة، أما الآن فقد أصبحت نقطة البداية هي بقاء (الرئيس) الأسد».
ونقلت الوكالة عن السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد قوله: «علينا أن نكون واقعيين. فهو لن يرحل». وأضاف: «بعد حلب لا توجد أي فرصة فهذه هي نتيجة الانتصار العسكري الذي حققه».
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأسد «استمر في موقعه بفضل استخدام موارد الدولة والدعم الذي تلقاه من إيران وحزب اللـه اللبناني وقاتل المعارضة التي مولتها دول عربية ليصل الوضع إلى طريق مسدود»، دون أن يخفي «مساندة معظم القوى الكبرى في العالم والدول الإقليمية لقوات تعمل لحسابها في صراع معقد متعدد الأطراف انقسمت فيه المعارضة بين معارضة وطنية ومعارضة دينية تتمثل في التيار السلفي ثم انقسم كل معسكر إلى جماعات أخرى». وأشار إلى إعلان «المتشددين الإسلاميين» في تنظيم داعش «قيام دولة الخلافة الإسلامية في الأراضي التي يسيطرون عليها في سورية والعراق»، لافتاً إلى أن «ساحة المعركة ازدحمت بالأطراف الدولية متمثلة في روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا». واعتبر التقرير، أنه ومع «دخول روسيا طرفاً في المشهد السوري قبل 18 شهراً (…) أصبح (الرئيس الأسد) في وضع قوي عسكرياً»، معتبراً أن «استعادة السيطرة في كانون الأول على جيب المعارضة في مدينة حلب أكبر المعاقل الحضرية للمعارضة نقطة تحول كبرى في الحرب وحصرت المعارضة في إدلب تقاتل جماعاتها بعضها بعضاً». وشبه التقرير الوضع في سورية «بوضع لبنان في مراحل عديدة من حربها الأهلية من 1975 إلى 1990 عندما انقسمت إلى جيوب للميليشيات المتصارعة شهدت خلالها البلاد فترات طويلة من الهدوء على صعيد العمليات الحربية تخللتها أحداث مروعة»، لكنه بالمقابل كشف عن ظهور «ما يبدو أنه إجماع دولي جديد يساند قوات (الرئيس) الأسد عملياً متمثلاً في الأحداث الجارية حول مدينة منبج الشمالية التي انتزعها من أيدي داعش في العام الماضي هم مقاتلون أكراد تدعمهم ضربات جوية أميركية. وشكل الأكراد الجانب الأكبر من «قوات سورية الديمقراطية» التي تحظى بدعم من الولايات المتحدة وتضم وحدات حماية الشعب الكردية.
ورأى التقرير أن دفع تركيا بقواتها إلى المنطقة في آب إلى جانب مقاتلي ميليشيا «الجيش الحر (درع الفرات) وكذلك دعم روسيا القوات السورية في التحرك باتجاه منبج الملاصقة لمناطق سيطرة وحدات حماية الشعب، وإرسال الولايات المتحدة وحدة مدرعة صغيرة للفصل بين حلفائها من الأتراك والأكراد يعني في واقع الأمر الإقرار بتحرك القوات السورية صوب منبج، ونقل عن أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة أوكسفورد قوله: «الأميركيون يتعاونون مع الروس بطريقة ستسهم في إتمام انتصار النظام في سورية»، قبل أن ينقل التقرير عن مراقبين للوضع في سورية «إن (الرئيس) الأسد سيتحرك في نهاية الأمر للقضاء على قوات المعارضة (جبهة النصرة وحلفائها في هيئة تحرير الشام) التي دفعت للتركز في ريف إدلب».
كما نقل التقرير عن فورد الذي أجرى مناقشات مؤخراً مع خبراء روس مطلعين على سياسة موسكو، أن «السبيل الوحيد لتفادي التقسيم دون إبرام اتفاق سلام هو أن تستعيد الحكومة السورية البلاد كلها وهذا قد يستغرق سنوات»، على حين نقل عن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما في أميركا جوشوا لانديس قوله: «إن قوى كانت تطالب بإسقاط الأسد تزداد تقبلاً لفكرة استمرار حكمه ولو بشكل ضمني». وأضاف: «إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا وجيران سورية يقبلون بقاء (الرئيس) الأسد في جزء من سورية فليس معنى ذلك أنهم سيحتضنونه أو يسددون فاتورة إعمار سورية».
(رويترز- بتصرف)

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن