سورية

اختتام «أستانا 3» والجولة المقبلة في بداية أيار.. وإيران تنضم إلى ضامني الهدنة … كازاخستان: اتفاق لتثبيت «وقف الأعمال القتالية» ومجموعة مراقبة لرصد الخروقات.. وموسكو تصف النتائج بـ«المهمة»

| الوطن – وكالات

اختتم أمس اجتماع «أستانا3» وصدر بيان مشترك للترويكة الضامنة لعملية أستانا، أكد «التمسك بالتسوية السياسية في سورية»، والاتفاق على عقد الجولة الرابعة في بداية أيار المقبل. وأكدت كازاخستان أن الاجتماع توصل إلى نتائج «محددة»، في حين وصفت روسيا النتائج بـ«المهمة»، واعتبرت أن مقاطعة الفصائل المسلحة «لم يكن في صالحها»، على حين انضمت إيران إلى الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية.
وفي عقب اجتماع ضم وفود كل من روسيا وإيران وتركيا الدول الضامنة لعملية أستانا صدر بيان مشترك للدول الثلاث أكدت فيه، تمسكها بالتسوية السياسية في سورية، وأهمية اجتماع «أستانا 3» لاستمرار عملية جنيف، بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وقال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف خلال مؤتمر صحفي في أستانا «نختتم اليوم (الأربعاء) الجولة الثالثة من مباحثات أستانا وأود أن أشير إلى أن هذه المفاوضات تعتبر جزءا مهما من مباحثات ثلاثية ومتعددة الأطراف وانه لشرف كبير لكازاخستان بأن تشهد هذا الاجتماع وكذلك الاجتماع السابق التقني الذي جرى في شباط الماضي»، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
وذكرت الوكالة أن عبد الرحمانوف أعلن أن اجتماعات أستانا أدت إلى التوصل لنتائج محددة لتسوية الأزمة في سورية.
وقال عبد الرحمانوف: «إن الاجتماعات في أستانا تعتبر جزءا لا يتجزأ من عملية جنيف التي أحيت الأمل من جديد في تسوية الأزمة في سورية التي يعاني منها الشعب السوري منذ ست سنوات»، معتبرا أن المجتمع الدولي يعلق الآمال على عملية أستانا لتسوية الأزمة في سورية ويثمن بشكل كبير ما تم التوصل إليه من اتفاقات.
ولفت عبد الرحمانوف إلى أنه تم التوصل في أستانا إلى اتفاق لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية ومجموعة مراقبة لرصد الخروقات لهذا الاتفاق كما تم أيضاً التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى معايير خاصة بتبادل المحتجزين لدى الجوانب المختلفة.
وقال: «لدينا مهام كثيرة معقدة علينا أن نضطلع بها ولكن ما تم التوصل إليه إلى الآن يدل بشكل كبير على أن عملية أستانا تعتبر ثمينة ومهمة للغاية».
بدوره أوضح رئيس الوفد الروسي إلى «أستانا3» ألكسندر لافرينتييف في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع، بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن الوفد الإيراني إلى اجتماع «أستانا 3» الذي يترأسه مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابر أنصاري وقع على وثيقة رسمية حول وضعه إيران كإحدى الدول الضامنة وقف الأعمال القتالية التي دخلت حيز التنفيذ في الـ30 من كانون الأول الماضي برعاية روسيا وتركيا.
وأضاف: «من نتائج المشاورات التي جرت كان قرار إيران التوقيع على وثيقة حول الانضمام إلى اتفاقية وقف الأعمال القتالية بصفة دولة ضامنة. وحاليا تعد إيران رسمياً دولة ضامنة مثل روسيا وتركيا فيما يخص الوفاء بالالتزامات». وأوضح أن الدول الثلاث تعمل الآن على تنسيق الخرائط الخاصة بها لعمليات الفصل بين المعارضة السورية المسلحة والإرهابيين. وشدد على أهمية هذه المسألة، معيدا إلى الأذهان أن العمل في هذا الاتجاه مستمر منذ وقت طويل.
وأضاف: «تلقينا معلومات مفصلة من الجانبين التركي والإيراني، ويجري حاليا، تنسيق الخرائط للمواقع المحددة كمربعات سيطرة تنظيمي «داعش» و«النصرة».
كما أشاد لافرينتييف بمساعدة الأردن في هذا العمل، مؤكداً أنه يتم أخذ البيانات المقدمة من قبل الجانب الأردني بعين الاعتبار.
ووصف هذه الجهود بالمهمة للغاية باعتبارها تساعد في ضمان الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة «المعارضة المعتدلة». وأضاف: إن الجانب الروسي يحاول إقناع المعارضة بالمساعدة في تحديد مواقع تنظيم «جبهة النصرة».
وأوضح لافرينتييف، أن العمل على تنسيق حزمة الوثائق التي بحثها اجتماع أستانا، سيستمر خلال المشاورات المرتقبة الروسية التركية الإيرانية على مستوى الخبراء يومي 18 و19 نيسان المقبل.
وتابع: «في ختام المحادثات في أستانا توصلنا إلى اتفاق بعقد لقاء جديد في العاصمة الكازاخستانية في 3 و4 أيار».
ومن المسائل التي بحث فيها اجتماع أستانا3، مسودة اتفاق مع منطقة سورية تنضم لعملية المصالحة، والعمل على تنسيق الخرائط الميدانية، ومسودة اتفاقية حول تشكيل فريق عمل معني بتبادل الأسرى والمعتقلين، ومسودة بيان حول إزالة الألغام في منطقة الآثار السورية، وفق «روسيا اليوم».
وأوضح المسؤول الروسي، أن نص المسودة الأخيرة حول إزالة الألغام، أعدته الدول الثلاث كنداء إلى الأعضاء في الأمم المتحدة للمساهمة في عمليات إزالة الألغام في سورية، ولاسيما في مدينة تدمر الأثرية.
من جانب آخر حذر الدبلوماسي الروسي من مساعي «قوى معينة» تعتزم عرقلة مفاوضات السلام السورية. وشدد على أن تلك القوى مازالت تدعم «الحل العسكري»، وتريد ليس إحباط عملية أستانا فحسب، بل منع إجراء أي مفاوضات سلمية بما في ذلك حول التسوية السياسية. ودعا لافرينتييف الجميع إلى التصدي لهذه القوى.
من جهتها نقلت وكالة «سانا» عن لافرنتييف قوله: «وصلنا إلى نتائج مهمة في اجتماعات أستانا وغياب وفد (المعارضة المسلحة) لم يكن في صالحها». وقاطعت الفصائل المسلحة اجتماع «أستانا3»، وزعم المتحدث باسمها، أسامة أبو زيد (الذي استقال أمس)، أن القرار جاء بسبب «عدم تنفيذ أي من التعهدات الخاصة بوقف إطلاق النار».
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلن مسؤول الإعلام في وزارة الخارجية الكازاخية أنور جاينبيكوف أن رؤساء وفود الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا سيجرون الأربعاء اجتماعاً في إطار اجتماع أستانا 3 حول سورية. وقال: إن «الاجتماع سيجري بحضور وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمانوف».
بدورها ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء، أن الوفدين الروسي والإيراني يعقدان اجتماعاً ثنائيا في إطار اجتماع أستانا 3 حول سورية.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية أجرى في اليوم الأول للاجتماع لقاءات مع الوفدين الروسي والإيراني حيث أعلن الجعفري في تصريحات للصحفيين عقب لقاء ثان مع لافرنتييف، أن الوفد «ناقش مع الوفد الروسي إلى الاجتماع كل التحضيرات الجارية لنجاحه وبما يضمن الخروج بنتائج إيجابية تتناسب مع الجهد الكبير الذي بذلته روسيا وإيران والحكومة السورية» مؤكداً انخراط وفد الجمهورية العربية السورية بنفس إيجابي لإنجاح الجولة الثالثة من أستانا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن