عربي ودولي

استشهاد عراقيين اثنين وإصابة ثلاثة بتفجير إرهابي شرق ديالى .. القوات العراقية تخوض معارك عنيفة داخل الأزقة الضيقة وسط الموصل

تخوض القوات العراقية بعد بلوغها المدينة القديمة وسط الجانب الغربي لمدينة الموصل، قتالاً شرساً من شارع إلى شارع ومنزل إلى منزل مع مقاتلي تنظيم «داعش» المتحصنين داخل هذه المنطقة المكتظة بالسكان.
كما أحبطت القوات العراقية هجوماً لـ«داعش» بجرّافة مفخخة على خط الاشتباك عند أطراف الموصل القديمة، حيث يقوم التنظيم الإرهابي بدفع الجرافات المفخخة لإزالة السواتر الترابية وعرقلة حركة القوات العراقية في المدينة القديمة.
وبدأت القوات العراقية في 19 شباط، تنفيذ عملية كبيرة لاستعادة الجانب الغربي من الموصل الذي يعد أقل مساحة لكنه أكثر اكتظاظاً من القسم الشرقي للمدينة الذي تم تحريره.
وقال النقيب فراس الزويدي من إعلام قوات الرد السريع: «القتال من زقاق لزقاق ومن منزل إلى منزل ونحن نواجه صعوبات بسبب ضيق الشوارع التي لا يمكن أن تدخلها عربات الهمرات».
وتتميز المدينة القديمة بمنازلها المتلاصقة وشوارعها الضيقة التي لا تسمح بمرور أغلب العربات التي تستخدمها القوات الأمنية، وهو ما يرجح أن تكون المعارك لاستعادتها أكثر خطورة وصعوبة. ويوجد في المنطقة جامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي «الخلافة» عام 2014. وقال الزويدي: إن «قوات الرد تبعد عن الجامع النوري 800 متر».
وتعمل قوات الرد السريع التي تبعد عن الجسر الخامس 130 متراً على تأمين جهة النهر في حين يندفع لواءان من هذه القوة الخاصة إلى عمق المنطقة القديمة.
ومن جهة أخرى، أشار الزويدي إلى المباشرة بـ«تطهير العمارات بمنطقة باب الطوب وباب السراي التي استعيدت السيطرة عليها (الجمعة)، وتم تفكيك أكثر من 250 عبوة ناسفة منتشرة فوق الأسطح والأبنية».
وتباطأت العمليات العسكرية مجدداً خلال اليومين الماضيين بسبب الأمطار وسوء الأحوال الجوية التي عادة ما يستغلها الإرهابيون لشن هجمات مضادة. وأكد الزويدي أن إحدى الصعوبات التي تواجه القوات في معارك اليوم هو «سوء الأحوال الجوية». ولا تحصل القوات العراقية على إسناد جوي كاف في الجو الممطر.
بدورها اعتبرت أنا غنوستوس من معهد دراسة الحرب أن «هذه المرحلة تعد ذروة العمليات العسكرية في غرب الموصل والتي تحتاج فيها القوات العراقية لتحقيق تقدم دون تكبد خسائر بين العسكريين والمدنيين على حد سواء».
وأوضحت «التركيز حالياً على الاقتراب من المدينة القديمة، المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان والبنى التحتية، وتنظيم داعش يظهر مقاومة شرسة في هذه المنطقة التي تضم شوارع ضيقة يصعب تحرك السيارات فيها، والجو سيئ»، وأضافت إن «التنظيم يستغل هذه العوامل كجزء من دفاعاته».
إلى ذلك أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت استعادة السيطرة الكاملة على «سوق الأربعاء ومحطة تجميع الحبوب في المدينة القديمة».
وأضاف إن « فصائل من الرد السريع والشرطة الاتحادية قامت بعملية تسلل مباغتة وحاصرت خلايا داعش في المدينة القديمة وقتلت 13 منهم بالقنابل اليدوية».
وأجلت الشرطة الاتحادية عدداً من النازحين الفارين من باب الطوب وباب البيض ونقلتهم إلى مناطق آمنة في محيط المدينة القديمة، بحسب قائد الشرطة الاتحادية.
وفر أكثر من 152 ألف شخص من غرب الموصل لجأ القسم الأكبر منهم أي نحو 98 ألفا إلى مخيمات تتوزع حول المدينة حيث يتلقون العلاج والطعام والفراش، وفقاً لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية.
ومنذ الجمعة، أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليزا غراندي عن قلقها إزاء مصير مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين بين المعارك وخطر الاستهداف من قبل الإرهابيين في حال قرروا الهرب، وأشارت إلى أن «العائلات التي اختارت البقاء تعيش في خطر، وحتى العائلات التي تهرب».
وتضطلع قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والرد السريع بدور رئيسي في عملية استعادة الموصل التي بدأت بدعم التحالف الدولي في 17 تشرين الأول.
إلى ذلك استشهد عراقيان اثنان أحدهما ضابط وأصيب ثلاثة آخرون جراء تفجير إرهابي شرق محافظة ديالى شرق العراق.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن مصدر محلي في ديالى قوله: «إن عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق انفجرت اليوم (أمس) لدى مرور مركبة تقل مجموعة كانوا في رحلة صيد في منطقة الداينية شرق ب‍عقوبة ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما ضابط وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة»، مشيراً إلى أنه تم نقل جثتي القتيلين إلى الطب العدلي والمصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وكان مدني عراقي قتل وأصيب ثلاثة آخرون إثر تفجير إرهابي بعبوة ناسفة الجمعة جنوب غرب العاصمة بغداد.
أ ف ب- سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن