سورية

«وحدات الحماية» تؤكد أن أولويتها هي محاربة الإرهاب في كل سورية فـ«نحن جزء منها» ولا مشكلة لنا مع الدولة السورية … «البنتاغون» ينفي أن تكون بداية نيسان موعد انطلاق معركة الرقة

| وكالات

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن بدء معركة الرقة لطرد تنظيم داعش الإرهابي منها، وذلك عقب إعلان «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية أن الهجوم الذي تدعمه واشنطن لطرد التنظيم من مدينة الرقة سينطلق في بداية نيسان، بالترافق مع زيادة القوات الأميركية لعددها وعتادها في الشمال السوري تمهيداً لهذا الهجوم.
وأكدت «الوحدات» أنها لا تجد أي مشكلة مع الدولة السورية إذا ضمنت ما أسمته الحقوق الدستورية والقومية للأكراد، معتبرة أن محاربة الإرهاب هي أولويتهم في كل أنحاء سورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكابتن جيف ديفيس: «لم نتخذ أي قرارات بشأن كيفية أو موعد التحرك لتحرير الرقة»، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
جاء ذلك، عقب إعلان قائد «وحدات حماية الشعب» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) سيمان حمو الجمعة، أن الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة لطرد تنظيم داعش، من مدينة الرقة سينطلق في بداية نيسان وأن قواته ستشارك فيه رغم المعارضة الشديدة لتركيا، حسب «رويترز».
وأشارت الوكالة إلى أن التصريحات التي أدلى بها قائد الوحدات، هي أول مؤشر على موعد الهجوم على الرقة.
وأكد حمو، أن الترتيبات للهجوم في مرحلة متقدمة، موضحاً أن «الجاهزية القتالية من ناحية العدد والعتاد وأعداد المقاتلين كافية خاصة بعد أن طوقت المدينة وعزلت من الجهات الثلاث.. غربا وشمالا وشرقا».
وأضاف: «إن وحدات حماية الشعب ستقتحم الرقة مع مقاتلين عرب في تحالف قوات سورية الديمقراطية»، لافتاً إلى أن 25 بالمئة من القوة الإجمالية التي ستقتحم الرقة من مقاتلي «الوحدات» المتميزين في خبراتهم القتالية.
ورداً على سؤال بشأن تصريحات حمو بأن الهجوم سيستغرق أسابيع قال ديفيس: إنه لا يوجد جدول زمني بشأن المدة التي قد تحتاجها العملية.
وأضاف: إن وقتا طويلاً أتيح لداعش لبناء دفاعاته ومواقعه القتالية وتلغيم منازل وسيارات بشحنات ناسفة بدائية الصنع.
وتابع قوله: «كل ذلك ينتظر من سيتحرك لتحرير الرقة في نهاية المطاف، وإذا ما قورنت بمدن أخرى أصغر حجما في العراق، فستجد أن تلك الأمور تحتاج عادة لوقت أطول من ذلك».
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن المقاتلين العرب يشكلون نحو 75 بالمئة من الفصائل المتحالفة التي تقاتل لعزل الرقة.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة، عن قائد «وحدات حماية الشعب» في تصريحٍ لوكالة «باسنيوز» الكردية أن الهدف السياسي لوحداته العسكرية هو ضمان ما أسماه حقوق الشعب الكردي في سورية حقوقياً ودستورياً، مشيراً إلى أنهم يطمحون بأن تتحقق هذه الأهداف بالمفاوضات السياسية حينها لن تكون هناك مشكلة مع «النظام»، رغم المواجهات العسكرية التي حدثت سابقاً. وقال حمو: «إن الأولوية بالنسبة لوحدات حماية الشعب الكردية هي محاربة الإرهاب في كل أنحاء سورية نظراً لكوننا جزءا من سورية». وكانت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) سلمت الجيش العربي السوري عشرات القرى قرب مدينة منبج.
وتضغط أنقرة على الولايات المتحدة كي تتخلى عن تحالفها العسكري مع الميليشيات الكردية التي تعتبرها تركيا جزءا من «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره انقرة إرهابيا.
ووفقاً لـــ«رويترز» فإن دور «الوحدات» نقطة خلاف رئيسية بين الولايات المتحدة وتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي. وتريد تركيا من واشنطن أن تعتمد أكثر على الميليشيات المسلحة السورية المدعومة من أنقرة في الهجوم على الرقة التي يغلب على سكانها العرب. وقطعت (قسد) الشهر الماضي الطريق الرئيسي للخروج من المدينة في وقت سابق هذا الشهر بدعم من ضربات جوية وقوات خاصة أميركية.
وحسب «رويترز» فإن الطريق الوحيد للخروج من الرقة حالياً هو عبر نهر الفرات الذي يحد المدينة من الجنوب وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض: «إن جميع الجسور على النهر قد دمرت». وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أعلن الأسبوع الماضي أنه تم نشر وحدة مدفعية من قوات مشاة البحرية بسورية للمساعدة في تسريع حملة هزيمة الدولة الإسلامية في الرقة لينضموا إلى نحو 500 عسكري أميركي منتشرين بالفعل في سورية. ونقلت «رويترز» عن مصدر عسكري كردي قوله: «من الواضح أن القوات الأميركية تزداد عدداً وعتادا في الشمال السوري بهدف خلق توازن إستراتيجي وإعطاء معركة الرقة وما بعد الرقة زخما أكبر وهذا الزخم قابل للزيادة مع اقتراب موعد معركة الرقة الفعلي بداية شهر (نيسان)».
وكانت تقارير أفادت في التاسع من الشهر الجاري بأن الولايات المتحدة سترسل 400 من عناصر مشاة البحرية (المارينز) إلى سورية لدعم قوات محلية في معركة استعادة مدينة الرقة، معقل داعش في سورية، حسب محطة «بي بي سي» البريطانية. وذكرت التقارير بأن تلك القوات وصلت منذ أيام قليلة لإنشاء ثكنة، يستطيعون من خلالها شن هجمات بالمدفعية على مواقع التنظيم، الواقعة على بعد 32 كيلومتراً من تمركزهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن