شؤون محلية

ماذا بعد حلّ مجلس مدينة طرطوس؟.. خشية وتشكيك وخوف من سوء الاختيار … أبناء المدينة يطالبون بمكتب تنفيذي جدير بالمهمة وبعيد عن ضغوط المتنفذين

| طرطوس – الوطن

لاشك أن حلّ مجلس مدينة طرطوس أراح الكثير من أبناء مدينة طرطوس بشكل خاص والمحافظة بشكل عام، وخاصة أن إجراءات الحلّ تأخرت لعدة أشهر، وتحديداً منذ سمع وقرأ الناس عن الهجوم الذي شنّه محافظ طرطوس على رئيس المجلس والمجلس (ونشرته الوطن) خلال استضافته منتصف آب 2016 في منبر الصحفيين الشهري بطرطوس، حيث توقع الطراطسة منذ ذلك التاريخ ألا تطول المعالجة لواقع الترهل والخلل والتقصير الذي يحكم عمل المدينة ومجلسها.
و السؤال الأهم الذي يتداوله المواطنون الآن ماذا بعد حل المجلس؟ ومن ثم هل ستتمكن الجهات المحلية والمركزية المعنية من اختيار أشخاص أكفاء يتمتعون بنظافة اليد والخبرة والسمعة الحسنة والقدرة على العمل لرئاسة وعضوية المكتب التنفيذي المؤقت للمدينة وهل سيكون هذا الاختيار -الذي يتم العمل عليه الآن – وفق أسس دقيقة وموضوعية بعيداً عن العلاقات الشخصية والمرضية والمصلحية وبعيداً عن طلب وضغط بعض المتنفذين من أصحاب العقارات والمصالح الكبيرة داخل المدينة؟!
في الحقيقة نستطيع القول من خلال متابعاتنا واتصالاتنا ولقاءاتنا ومن خلال ما يكتبه الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي بعد صدور مرسوم الحلّ أن هناك خشية وتشكيكاً وخوفاً من سوء الاختيار، ومن ثم هناك من يرى أن الخيارات لن تكون موفقة لأسباب مختلفة لا داعي للخوض فيها الآن، لكن بالمقابل هناك من أعرب عن أمله وتفاؤله بإمكانية اختيار مكتب تنفيذي متميز يستطيع إدارة شؤون المدينة وفق صلاحيات مجلس المدينة ومعالجة حالات الخلل والفساد التي حصلت في السنوات الماضية واتخاذ قرارات جريئة من شأنها تطوير واقع المدينة في جميع المجالات وبما يليق بطرطوس أم الشهداء ويليق بالجرحى (الشهداء الأحياء) وبأسر الشهداء العظام.
ونقول أيضاً أنه بعيداً عن الأسباب الموجبة لهذه النهاية الدراماتيكية لمجلس المدينة على أهميتها البالغة وبعيداً عن الدخول في تفاصيل التفاصيل التي بدأت منذ اليوم الأول لممارسته مهامه، وبعيداً عن ملف الأكشاك الشائك والروائح الفاسدة التي فاحت وتفوح منه، وبعيداً عن ملف النظافة والحال الذي وصلت إليه المدينة، وبعيداً عن ملف الاستثمارات الخانق بما فيها ملف انترادوس الذي لم يصل إلى النتيجة المنتظرة من تشكيل وعمل اللجان المحلية والمركزية المتخصصة حتى الآن، وملف الحدائق الذي قيل عنه ما قيل وما لم يقل بعد أكثر!!
بعيداً عن التنافر وعدم التجانس بين الأعضاء، وبعيداً عن الترهل والفوضى في الاجتماعات الدورية وغير الدورية.. بعيداً عن كل ما تقدم وغيره فالأهم الآن هو العمل كي لا نصل مرة جديدة لما وصلنا إليه خاصة وأن الوقائع أثبتت أن أي تغيير مهما كان بسيطاً رحلته طويلة جداً ومؤلمة وموجعة!!
وحل المجلس ليس هو نهاية المطاف بل المطالبة بمراجعة كل ما قام به تبدو أولوية على التفكير بمن سيخلفه تعييناً (في الفترة الحالية) أو انتخاباً عندما تحصل انتخابات الإدارة المحلية، والأهم من ذلك أن تكون صلاحيات المكتب التنفيذي المعين والذي سيكلف بتسيير الأمور وإدارة شؤون المدينة مقوننة ومراقبة بدقة، فوقف الانهيار يبدأ من هنا قبل البدء بالمراجعة واستخلاص الدروس واستعادة الاستثمارات الفائتة بفوات منفعتها للمصلحة العامة.
أخيراً…
ربما من المفيد التذكير هنا أن المشكلة بدأت مع نجاح نسبة غير قليلة من هذا المجلس في الانتخابات السابقة، وكل من اقترع لهم من المواطنين أعطاهم الغطاء القانوني لما فعلوه وما كانوا سيفعلونه بالمدينة وبمن انتخبهم لو لم يهبط علينا مرسوم حل المجلس بهذه الطريقة التي وإن تأخرت أثلجت صدور الكثيرين كما ذكرنا.
من هنا المفترض نشر التوعية لدى المواطنين من الآن بأهمية اختيار الأكفأ والأنظف والأجدر من المرشحين وقبل ذلك مطالبة الأحزاب ومن ضمنهم حزب البعث الحاكم بعدم ترشيح أي اسم في قوائمهم تكون سمعته مشوبة بأي شائبة مهما كانت بسيطة فالمرحلة الحالية والقادمة تتطلب الانتباه لكل شاردة وواردة على جميع الصعد.
هذا وكان صدر المرسوم الجمهوري رقم /74/ تاريخ 16/3/2017 بحل مجلس مدينة طرطوس وقال محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى في تصريح صحفي لنا أن حل المجلس جاء بناء على اقتراح المحافظة مع فرع حزب البعث نتيجة ترهّل عمل وأداء المجلس وحصول مخالفات عديدة للقوانين والأنظمة النافذة.. وبعد تبني الاقتراح من وزير الإدارة المحلية والبيئة ورئيس مجلس الوزراء ومتابعتهما بخصوصه.
وأكد أبو سعدى أن المحافظة ستعمل بالتعاون مع الجهات المحلية والمركزية المعنية لاختيار مكتب تنفيذي مؤقت لقيادة المدينة والقيام بكل اختصاصات مجلس المدينة وفق ما ينص عليه قانون الإدارة المحلية الصادر بالمرسوم التشريعي 107 لعام 2011 بما في ذلك معالجة جميع حالات الخلل والتقصير والترهل، وتطوير الواقع في كل المجالات بالشكل الذي يليق بطرطوس أم الشهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن