شؤون محلية

بعد ثلاثين عاماً في أميركا… مغترب سوري يضع رصيده المادي والإنساني بإمرة الوطن

صبا العلي : 

قرر عدنان أحمد حزم حقائبه وإنهاء حسابه في بنوك نيويورك والعودة إلى وطنه الأم سورية بعد أن أدمى قلبه جرحها النازف نتيجة العدوان الكوني عليها.
وتحدث عدنان أحمد 55 عاماً عن الأسباب الجوهرية التي دفعته لاتخاذ قراره المصيري بالعودة وخصوصاً في مثل هذه الظروف الحساسة التي تمر بها سورية حيث لا يزال شبح الإرهاب والعدوان الكوني يشن على أرضها الطاهرة إلا أن ثقته بخطا الجيش وثوابت السوريين وصمودهم والشعور بالانتماء الذي رضعه مع حليب أمه وكل قيم الإنسان التي يجدها في وطن طيب ومعطاء كسورية هي المحرك الأساس للرغبة بالرجوع للانضمام إلى صمود السوريين قيادة وجيشا وشعبا.
لقرية الرويسة بهوائها المنعش على سفوح الشيخ بدر عبق خاص أراد عدنان أحمد أن يغذي به أنفاس طفليه (سيباستيان) 11عاماً و(تياما) 10 أعوام وجنين ينمو في رحم أمه الأميركية (سيليست نونيز) التي قدمت برغبة منها مع أسرتها التي أكدت أن سعادتهم وأمنهم هو مطلبها، ورغم أن عملهما كان في الولايات المتحدة متألقا ومربحا فكان عدنان أحمد يعمل كمتعهد إشراف على نظام تغذية مشاهير هوليوود ومنهم كوريستوفر ريف «سوبرمان» وفينيسيا ويليام، وتوم هانكس، وشارل هيستون، وجوليان مور، بينما زوجته كانت مشرفة على لباسهم بإطلاعهم على أبرز التصاميم العالمية. تركا كل هذا العالم الكبير والبلد العملاق حسب تعبيرهم بعد أن خشوا على أبنائهم من مستقبل غامض.
وأضاف أحمد أن خوفه على ولديه وهما مقبلان على سن المراهقة من الانخراط في قيم المجتمع الأميركي المزيفة كان من الدوافع المهمة التي دفعته للتفكير بالعودة، فبلد يشرف تمثال الحرية على شواطئه المطلة على الأطلسي يقيد شعبه ويستعبد العالم ويقيم حضارته المزيفة على دماء الشعوب هو عنوان للزيف والكذب موضحاً أن كل شيء فيه مرسوم ومقيد.
«البوليس» يقبع فوق الرؤوس حتى الريف فيه سجن ومحكمة، وظاهرة الإرهاب المتفشيه التي يعيشها شعب هذا البلد وظاهرة الاكتئاب التي خشي على أبنائه منها يعاني منها كل الناس في هذا البلد المؤجر لكل من يعيش فيه ولا يتعايش فوق أرضه أحد.
وأوضح أحمد أن طفليه بعد عودتهما ليتنفسا عبق الطمأنينة والحرية في سورية يتحركان بعفوية وحرية في جو أسري حميم في حضن العمات وأبناء العم والأصحاب.
وأكثر ما أحزن عدنان أحمد بعد عودته قوافل الشهداء التي تمر أمام منزله وتمنى أن يعود إلى الانخراط في صفوف الجيش السوري ليمارس دوره في الدفاع عن وطنه سورية وقد أمضى ثلاث سنوات في خدمة العلم قبل سفره إلا أن عزاءه أنه وضع رصيده الإنساني والمادي في خدمة وطنه وقد تكالبت عليه دول العالم بإيعاز ممن تغنى بتصدير الحريات وهو يتربع على بحر دماء الشعوب المستضعفة.
اليوم يزرع أحمد برفقة ولديه شجر الكرز والليمون والخوخ في بستانه الصغير ليعلمهم حب الأرض في أرض الجدود وقد خشي أن يضيع هذا الشعور في غياهب بلاد الاغتراب والكراهية والضياع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن