سورية

عباس شددت على أن الدور الروسي في سورية أخلاقي وإنساني .. نائب رئيس الدوما الروسي: القيادة السورية جزء لا يتجزأ من الحل

| سامر ضاحي

أكد وفد برلماني روسي أوروبي مشترك أن القيادة السورية جزء لا يتجزأ من الحل في سورية، على حين شددت رئيس مجلس الشعب هدية عباس على أن الدور الذي تقوم به روسيا قيادة وحكومة وشعباً على الساحة السورية هو دور أخلاقي وإنساني.
وخلال لقاء عباس للوفد الذي يرأسه نائب رئيس مجلس الدوما الروسي فلاديمير فاسيلييف أشار الأخير إلى العمل الذي تقوم به قوات الجيش العربي السوري على الأرض مع القوات الروسية علاوة على العمل السياسي الذي تقوم به القيادة السورية في أستانا وجنيف. وأضاف: «من الواضح الآن أن القيادة السورية جزء لا يتجزأ من الحل لمستقبل سورية». واعتبر فاسيلييف، أن «أي كلام حول أن هذه القيادة غير جاهزة للحوار انتهى منذ وقت طويل فالرئيس السوري (بشار الأسد) اليوم عندما أبلغنا عن تطورات الوضع الميداني، أشار إلى أن أغلبية النجاحات على الأرض تمت بفضل الجهود العسكرية وحدد دور القوات المسلحة في هذه النجاحات بـ70 بالمئة ومع ذلك أشار إلى ضرورة رفع دور الحوار السياسي وترسيخ العمل لمصلحة مستقبل سورية».
وأوضح رئيس الوفد، أن وفده يضم 10 برلمانيين من إسبانيا وإيطاليا والتشيك وصربيا وبلجيكا منهم رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بيدرو اغرامونت، وزعيم مجموعة «تحالف الليبيراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا» جورجي شوكلا، ورئيس لجنة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الجمعية ألين ديستيكس.
وكشف فاسيلييف، أن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي «قدم للرئيس الأسد (خلال لقائهم أمس) اقتراحات مهمة تمت صياغتها بناء على موافقة القيادة السياسية الروسية والعسكرية كنتيجة تشاورية مع زملائنا في سورية»، معتبراً أن «روسيا اضطرت لمواجهة الإرهاب والإيديولوجيا اللاإنسانية قبل سورية وعندنا انطباع كامل عن هذه الظاهرة ودفعنا ثمناً باهظاً للقضاء عليه».
وأضاف: «عندما ظهرت مسألة دعم سورية في حقها بمكافحة الإرهاب الدولي لم يكن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا عند البرلمان الروسي ولا عند الشعب الروسي خيار إلا بدعمكم في هذا الكفاح فالساسة الروس والشعب الروسي يفهمون ذلك وليس في روسيا فحسب بل من الواضح أنه علينا أن نوقف الإرهاب المتطرف قبل مجيئه إلى منازلنا».
من جانبها، أعربت عباس عن تقدير سورية للدعم الروسي لسورية «لأنكم وقفتم وقفة الدعم والمساندة الحقيقية لسورية ولشعبها في الوقت الذي تكالبت فيه قوى الشر والإرهاب على هذا الشعب لضربه بالحرب والحصار الاقتصادي والسياسي». وأضافت: إن «صمود شعبنا وجيشنا أسطوري والذي عزز هذا الصمود هو السيد الرئيس بشار الأسد وكذلك وقوفكم معنا في هذه الأزمة»، معتبرة أن «ما يجمعنا كبرلمانيين في مجلس الدوما وفي البرلمان الأوروبي ليس موقفاً سياسياً أو مصالح اقتصادية بل هو أهم بكثير، فالمعركة التي نخوضها كتفاً بكتف، حيث امتزجت دماء الجندي الروسي والجندي السوري هي معركة شرف وانتصار، معركة الإنسان والإنسانية في مواجهة قتلة البشرية والإنسانية وقتلة المستقبل».
ورأت عباس أن «الدور الذي تقوم به روسيا قيادة وحكومة وشعباً من خلال القوات المنتشرة على الساحة السورية هو دور أخلاقي وإنساني». وأضافت: نحن نكتب المستقبل المضيء لشعبنا ومنطقتنا وللعالم أجمع».
كما رحبت عباس بالبرلمانيين الأوروبيين، وقالت: «نعول عليهم كثيراً وعلى زملائهم الآخرين بتغيير السياسات الخاطئة لحكوماتهم». وأضافت: «نحن الآن نقول إننا بمساعدة الأصدقاء الروس والأشقاء الإيرانيين والمقاومة اللبنانية حققنا انتصارات مهمة على الساحة السورية».
كما شكرت «من الأعماق الأصدقاء الروس الذين ساعدونا في المسار السياسي وذلك من خلال المصالحات التي تجري يومياً على الساحة السورية».

مرجانة: الدستور قراره للشعب السوري
وخلال اللقاء اقترح فاسيلييف، أن تعقد «جلسة مشتركة بين لجنتي العلاقات الخارجية في البرلمانين لأن الهدف الرئيسي والأهم لحضور وفدنا هو هذا الاجتماع»، وقد وافقت عباس على الاقتراح. وخلال اجتماع اللجنتين برئاسة سلوتسكي من الجانب الروسي ورئيس لجنة العلاقات العربية والخارجية في مجلس الشعب بطرس مرجانة عن الجانب السوري، قدم الأول عدة اقتراحات تتعلق بتشكيل لجنة دستورية مختصة في إطار مجلس الشعب تقوم بتوحيد المبادرات والجهود والأفكار التي تطرح في أستانا وجنيف وغيرها من المحافل الدولية». وأضاف البرلماني الروسي: «نعتقد أنه من المهم أن تتطور العملية الدستورية في إطار مجلس الشعب باعتباره ممثلاً لمصالح الشعب السوري بأسره ونحن بدورنا جاهزون للمشاركة في المناقشات المتعلقة بهذه المبادرة ومستعدون لتقديم دعمنا لتطويرها وفق طلبكم».
بدوره أوضح مرجانة، أن هذه اللجنة موجودة في مجلس الشعب وهي اللجنة القانونية والدستورية، مؤكداً أنه «في حال أفرزت محادثات جنيف بأن سورية بحاجة لتعديل الدستور الحالي أو بحاجة لدستور جديد فهذا سيكون قراره للشعب من خلال تشكيل لجنة أو جمعية من الشعب السوري وقد يكون أعضاء مجلس الشعب الحالي أعضاء فيها»، مشدداً على وجود «مسلمات في الدستور الحالي متفق عليها الشعب السوري بالكامل وهي وحدة الأراضي السورية، وسيادة الدولة على كامل أراضيها، واستقلال قرار الشعب السوري وعلمانية الدولة».
وأكد أعضاء اللجنة عن الجانب السوري أن الحديث عن دستور جديد غير ممكن الآن قبل أن نقضي على الإرهاب بحيث يصبح بعدها التفكير في أي موضوع ممكناً، إلا إذا ارتأت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس الأسد أن طرح هذا الموضوع يفيد في الحل السياسي لسورية ويعرض ذلك على الشعب السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن