الصفحة الأخيرة

تفوق وإبداع تحت التهجير..!

تأكيدا على استمرار الحياة وإرادة البقاء استطاعت الطفلة انجي الموسى أن تتغلب على مرارة وصعوبة التهجير وتحقق ما عجز الكثيرون عن تحقيقه من تفوق وإبداع. انجي الموسى طفلة خرجت مع أهلها كما تقول والدتها من مدينة الرقة في مطلع عام 2013 بأعجوبة بعد سيطرة المجموعات الإرهابية على المدينة. استقرت العائلة في دمشق والتحقت انجي بالمدرسة القريبة من مكان سكنها ونالت اهتمام والدها ووالدتها بالدرجة الأولى وكذلك معلمتها في المدرسة وبالرغم من مرارة التهجير التي عانت منها انجي استطاعت أن تحقق التفوق سنة تلو أخرى وتحصل على المركز الأول في كل عام.
الآن هي في الصف الرابع واستطاعت أن تحافظ على تفوقها. ليس هذا فحسب بل حاولت أن تواجه مرارة التهجير بتعلم الموسيقا من خلال مثابرتها على التدرب على آلة الأورغ واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تتقن تعلم معظم السلالم الموسيقية وتعزف أصعب المقطوعات. وتقديرا لتفوقها قام نائب محافظ الرقة الذي يتولى إدارة شؤون أبناء الرقة في مختلف المحافظات عبد خالد الحمود بتكريم الطفلة انجي واستقبلها في مكتبه في حماة في تأكيد على الاهتمام برعاية الطفولة.
«الوطن» وفي تسليط الضوء على هذه المبادرة تحض الجميع على الاهتمام بالحالات الإبداعية ورعايتها وهناك أمثلة كثيرة وحالات متفرعة في الإبداع على الرغم من الظروف الصعبة للجميع، وخصوصاً أن حالات الإبداع والتفوق غير العادي تشير إلى خامات مهمة يجب أن يتم الاشتغال عليها وتبنيها من خلال مؤسسات وطنية محددة لصقل هذه المواهب والاستفادة منها لأن بناء الوطن مسؤولية الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن