ثقافة وفن

زوجة المرحوم نضال سيجري تدخل الأدب من «عتبة الباب» … سندس برهوم: «العتبة» هي مفترق الطرق بين قرارين هما أن تبقى أو أن تغادر

| سارة سلامة

الإبداع يولد في الإبداع ويخلق عنده متجدداً ففي غاليري «ألف نون»، وُقعت رواية للكاتبة السورية سندس برهوم تحت عنوان «عتبة الباب»، وفي إسقاط واضح على الأزمة التي تعصف ببلدنا تضع برهوم بين يدينا هذه الرواية عتبة الألم.. عتبة الحب.. عتبة الشجاعة، غمّسها الحب بألوان خرافية، ألوان نراها في وجه لور المذعور، في ثياب أطفالها الحزينة، على ستائر نوافذ بيتها المهشم.

العتبة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت الكاتبة سندس برهوم: إن «الرواية تتحدث عن الأزمة السورية، وما دفعني للتفكير بها هو مجموع الصدمات التي تعرضنا لها في هذه الحرب، ومن أكثر العناصر أهمية التي واجهتنا في الأزمة هو قضية الأمان التي افتقدناها بشكل كبير منذ البداية تقريباً، وهذا ما فتح لنا الباب أمام المواجهة مع الخوف بطريقة ما، وجعلنا نفكر بالأمور التي يمكن أن نفعلها لنواجه هذا الخوف، وكذلك كيف نستطيع الهرب من الخوف والتخلص من ملاحقته وما بوسعنا أن نفعله كي نصل إلى حد ما من الأمان».
وأضافت سندس إن «عتبة الباب، تناقش موضوع الخوف تحديداً وذلك من خلال امرأة سورية هي أم لطفلين وتعيش في دوامة أن تبقى في هذا البلد أو تغادره، وتعيش صراعاً بكل أبعاده النفسية «جسدياً، وصحياً»، وتعيش الغربة وهي داخل بلدها، وتتخيل نفسها أنها هاجرت مثل كثير من الناس الذين خرجوا لكي يبحثوا عن ملاذ أو ملجأ آمن من الخوف العاصف بهم».
وعن اختيارها العنوان أوضحت برهوم «اخترت هذا العنوان ببساطة لوجود كثير من الناس الذين قرروا بسرعة الخروج وغادروا البلد، ووجود ناس امتنعوا عن الخروج وقرروا البقاء رغم كل الظروف، «العتبة» هي مفترق الطرق بين قرارين هما أن تبقى أو تغادر»، مبينةً أن العتبة هي لحظة التفكير العميق الذي يصاحبه حزن شديد، وشعورك بلحظة تترافق مع كل الآلام سواء اخترت المضي بأي طريق فأنك لا بد أن تحمل كل الآلام وأنت تقف على العتبة».
أما عن شخصية الرواية فقد أفادت برهوم أنها «تعيش الألم الذي يخترق الرحيل، وتعيش كل الألم والخوف الذي يضني البقاء، لذلك بقيت هذه الشخصية على العتبة ولم تقدر أن تفعل شيئاً، لأنها لم تقدر على أن تقاوم هذا الحب الذي يجمعها بكل الناس الموجودين بوطنهم، وفي النهاية تختار إغلاق الباب والعودة إلى بيتها، واستطاعت أن تأخذ قراراً بعدم الرحيل والهرب باختصار هذه هي العتبة».
وحول حديثها عن أعمالها السابقة نوهت برهوم بأنه: «سبق لي أن أنجزت رواية صغيرة ولكن لا أستطيع اعتبارها الأولى بل هي تشكل لي العلاقة بنضال، قدمتها كهدية للأصدقاء إلى روح نضال سيجري، ومن المؤكد أنني اعتبرها بنتي الأولى ولكنها رواية صغيرة وكتبتها في فترة وجود نضال لذلك شعرت أنها لا تباع بل تهدى، وقررت أن العتبة هي البداية الأولى والانطلاقة».
ووجهت برهوم الشكر إلى غاليري ألف نون والأستاذ بديع جحجاح وقالت: «أنا سعيدة جداً لأنني وقعت الرواية بـ«غاليري» ألف نون، وأشكر الفنان بديع لإتاحة الفرصة للكلمة، وشيء جميل أن تأخذ دورها في هذا المكان الذي يمثل الجمال المطلق، وحضرنا اليوم الموسيقا المباشرة الحية من خلال العزف على الكمان الذي أضفى معنى جميلاً أو بمعنى آخر كل إضافة للجمال هي جمال آخر».

رواية مألوفة
وبدوره تحدث صديق الكاتبة إبراهيم زكريا عن الرواية وقال: «للوهلة الأولى ينتابك إحساس بأنها رواية مألوفة للقارئ وقريبة منه، لأنها ببساطة تلامس كل مرحلة وكل ظرف مررنا به في ظل الأحداث التي تعصف في بلدنا الحبيب سورية، ولامست أشياء توجعنا وتؤلمنا»، مضيفاً إن «الكاتبة بدأت بهذه الرواية لتعتبرها الانطلاقة لها في عالم الكتابة بعنوان «عتبة الباب»، وكم نحن بحاجة لتجاوز هذه العتبة وأن ندخل في العمق ونعيش في بلدنا».
وأفاد ذكريا أن «الرواية تتكلم عن وجع كل مواطن سوري عاش في هذا البلد، وتتكلم عن المأساة التي نعيشها، فبعد مرور 6 سنوات على الأزمة نبقى شعباً يقاوم ويحب ويعيش ويتأقلم مع كل الظروف، مبيناً أنه منذ أيام «ضرب الإرهاب مجدداً وسط العاصمة ورغم كل ما جرى نمارس حياتنا بالشكل الطبيعي، وهذا ما لامسته الرواية، عتبة الباب تحدثت عن معاناة الشعب السوري وعن المواطن السوري وعن سورية الجريحة».

داخل كل منّا موسوعة
ومن جهته أكد الصحفي لؤي سلمان أن: «هذه الرواية تعتبر بمنزلة التجربة الأولى للكاتبة سندس، حيث كان لها تجربة سابقة قدمت خلالها رواية صغيرة، ولكن هذه التجربة تؤكد أنها روائية واعدة وستبدأ بروايات جديدة وإذا ما قارنا بين التجربة الأولى والثانية نلاحظ فرقاً كبيراً سواء من حيث النوع، أم من حيث الطرح، أو من حيث التكنيك الكتابي، ومن عدة نواح نلاحظ أن هذه التجربة بدأت توضح وتتبين أكثر».
سندس برهوم كاتبة سورية من مواليد عام 1975، نالت إجازة في علم الاجتماع من كلية الآداب في سورية، ودبلوم علم نفس أطفال من الجامعة البريطانية، ودبلوم حماية طفل معنف من المعهد العالي للبحوث السكانية في سورية، وماستر في الرعاية النفسية الأولية في مناطق الكوارث والحروب: اختصاصية اجتماعية في وزارة الصحة السورية منذ عام 2000.
نشرت عدّة مقالات في مجلة «شبابيك» وجريدة «بلدنا»، «عتبة الباب» هو عملها الأوّل، ويذكر أنها زوجة المرحوم نضال سيجري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن