رياضة

المدربون بين السالب والموجب … المدرب يتحمل وزر النتائج وسوء الإدارة والإمكانات

| نورس النجار

نتابع اليوم الحديث عن المدربين في الدوري وأثر التبديلات في الأندية، والتبديلات على العموم كان بعضها إيجابياً وبعضها الآخر سلبياً، لكن المشكلة في الدوري السوري أن تبديل المدرب لا يستند إلى أسس فنية، لأنه يأتي نتيجة عوامل مختلفة، منها الأجواء التي يعيشها الفريق، ومنها الدعم الذي تقدمه إدارة النادي لفريقها ومستواه، لذلك فالحديث عن المدربين يجب أن يترافق مع مجموعة هذه العوامل حتى لا يتعرض المدرب لأي ظلم.. فالأندية التي تعاني مشاكل إدارية أو مالية لا يمكننا أن نحمّل المدرب وزر النتائج لأنه يعيش وسط أجواء صاخبة، والأندية التي لم يتحضر فريقها كما يجب ولم تستقدم اللاعبين المتميزين لا يمكننا أن نحمّل مدربيها سوء النتائج أيضاً، فكرة القدم عملية تكاملية يشترك بها الجميع، لكننا للأسف نصر على أن نحمل المدرب كل سوء وأن نحمل نحن كل مفخرة.
في الحلقة الماضية استعرضنا التبديل الحاصل في أندية تشرين والوحدة والفتوة وجبلة واعتبرناه تبديلاً إيجابياً، فالواقع هو الذي تحدث عن ذلك، اليوم نستعرض بقية التبديلات على أمل أن نوفق في استعراضنا هذا، وإلى التفاصيل:

ثبات واستقرار
عدة أندية حافظت على مدربيها من دون أي تبديل أو تغيير، والسبب كان حصد النتائج الجيدة أو الحفاظ على الاستقرار الفني، من هذه الأندية الجيش ومدربه أنس مخلوف والشرطة ومدربه محمد شديد فالنتائج المحققة لا تدعو إلى أي تغيير حفاظاً على مسيرة الفريقين الناجحة.
الكرامة حافظ على مدربه عبد النافع حموية رغم سوء النتائج، وهذا يؤدي إلى أن إدارة النادي مقتنعة أن المدرب لا يتحملها رغم أنه قدم استقالته أكثر من مرة لكنها جوبهت بالرفض، ومؤخراً في الأسبوع الثاني عشر قدّم مدير الكرة حسان عباس استقالته ولا ندري ما الأسباب؟
فريق المجد في واقع مماثل ومدربه فراس معسعس مجتهد لأنه يبذل قصارى جهده ويقدم ما بوسعه، لكنه يصطدم بالحظ حيناً والتحكيم أحياناً، إدارة النادي دعمت صفوف كادرها الفني بالمدرب الوطني مهند الفقير ليتولى منصب مدير الكرة، علّ الوضع يتحسن.
نتائج النواعير الجيدة في الأسابيع الأخيرة حافظت على المدرب خالد حوايني الذي بدأ بشكل مهزوز وما لبث أن انتفض الفريق فحقق العديد من النتائج الإيجابية التي رفعت مكانة الفريق والمدرب معاً.
الكلام نفسه ينطبق على الوثبة الذي يخوض مع مدربه الجديد رافع خليل تجربة هي الأولى، إدارة النادي مقتنعة بالرافع، والفريق يقدم حسب إمكانياته نتائج مقبولة حتى الآن.
الجزيرة اعتمد على أبناء النادي في كل شيء (كوادره ولاعبوه) وليس بالإمكان أفضل مما كان، فبدأ مع مصعب محمد وعزّز جهازه الفني بلوسيان داوي بدءاً من الأسبوع الرابع، الجزيرة ما زال في المركز الأخير ولا شيء جديداً حالياً، إلا إذا كانت الإدارة الجديدة لها رأي آخر.
المحافظة أكثر الأندية استقراراً يقوده أنس السباعي وفي حال غيابه لعقوبة أو لسفره فالمهمة يتولاها فجر إبراهيم ومعهما مجموعة من المدربين المساعدين (عدنان دحلة- مازن زيتون وعصام خدام الجامع).

مشاكل متنوعة

بعض الأندية التي غيرت مدربيها لم تحصل على النتائج المرجوة، ما يدل أن العلة ليست في المدربين المقالين أو المستقيل، فحطين (مثلاً) صرف أحمد هواش لعدم تحقيق الفريق أكثر من التعادل في المباريات الأربع الأخيرة، وعينت بديلاً منه عمار ياسين وهو كان أحد أفراد الطاقم التدريبي فخسر أول مباراة قادها منفرداً أمام الوثبة 1/2، والأسابيع القادمة ستوضح لنا الصورة وسنعرف أين العلّة.
في الطليعة يقولون: إن تغيير مصطفى الرجب عائد لمشاكل مختلفة يحيلها البعض من أجل إفساح المجال أمام مدرب قادم ليقود الفريق، لا ندري صدق هذا الكلام من كذبه، المهم أن البديل كان مدير الكرة محمد جودت، والفريق بقي حاله (متذبذب) النتائج، وأمامنا وقت لنحكم بشكل أفضل فالتغيير حدث في الجولة العاشرة.
في الحرية الوضع سيئ لأن المشاكل تحيط بالنادي من كل جانب، واستقالة الإدارة تدل على وجود خلافات كبيرة دفع فريق كرة القدم ضريبتها باهظة الثمن، مصطفى حمصي بدأ الدوري مع الفريق وبعد مباراتين استقال، فكان البديل إدريس ماردنلي الذي لم يصلح شيئاً فاستقال بنهاية الأسبوع (11) ولا ندري حتى ما البديل.
التغيير الأول في نادي الفتوة لسوء نتائج الفريق مع جمال سعيد لم يأت بأي ثمرة فالبديل سائد سويدان لم يحقق إلا نقطة واحدة من ثلاث مباريات، حتى جاءت الطامة الكبرى بالمشكلة التي حدثت بمباراة النواعير فتم تغيير إدارة النادي، واللجنة الجديدة التي شكلت لتسيير الأمور عهدت فريق الكرة إلى أنور عبد القادر ليكون مديرها، وتم تعيين جمال سعيد مدرباً ففاز بالمباراتين اللتين قادهما، ثم انفرد أنور عبد القادر بإدارة الفريق وتدريبه.
مسألة نجاح أنور عبد القادر بالمهمة متعلقة باللاعبين ومدى محبتهم بالمدرب وقناعتهم به، فالموسم الماضي أخفق أنور بقيادة الفريق فاستقال سريعاً مطلع الإياب، ولا ندري هذا الموسم إن كان قادراً على فرض محبته وشخصيته على اللاعبين.
فريق الاتحاد مشكلته فنية بحتة، والنادي مع داعميه بما يملكون من دعم مالي وتقني ونفسي للفريق، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين المواهب الشبان والمخضرمين المتميزين من المفترض أن يتصدر قائمة الدوري لا أن يطب في فخ التعادلات التي أثرت في ترتيبه وقد تحرمه المنافسة الجدية على البطولة، فالفريق يملك شخصية البطل.
الاتحاد بدأ مع أنس صابوني، وفي الأسبوع السابع استقال واستلم محمد ختام، ومع ذلك لم تتغير النتائج، فأين العلة؟ وربما أهل مكة أدرى بشعابها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن