سورية

حسين وصف المهاجمين بـ«المرتزقة» واعتبر أن مصير الغوطة الشرقية ودرعا مثل حلب … خدام: لا أستبعد أن يكون داعمو «النصرة» ومنهم قطر وراء الهجوم على دمشق والهدف تعقيد جنيف

لم يستبعد المعارض منذر خدام، أن تكون الدول الداعمة لـ«جبهة النصرة» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية ومنها قطر وراء الهجوم الذي تشنه الجبهة وميليشيات مسلحة متحالفة معها على مواقع الجيش على أطراف حي جوبر شرق العاصمة بهدف تعقيد مباحثات جنيف المقبلة، في حين وصف رئيس تيار بناء الدولة المعارض لؤي حسين مقاتلي الجبهة والميليشيات المشاركين في الهجوم بأنهم «جهاديون مرتزقة»، معتبراً أن مصير غوطة دمشق الشرقية سيكون شبيهاً بما آل إليه الوضع في حلب من سيطرة للجيش العربي السوري.
وشنت «النصرة» وميليشيات «فيلق الرحمن» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» فجر أمس هجومها انطلاقاً من حي القابون في شمال شرق العاصمة على مواقع الجيش العربي السوري، بعد أن شنت الجبهة وتلك الميليشيات الأحد هجوماً مفاجئاً انطلاقاً من حي جوبر على حي العباسيين، تصدت له قوات الجيش العربي السوري وشنت هجوماً معاكساً تمكنت خلاله من طرد المسلحين من المواقع والمناطق التي تسللوا إليها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال خدام في تعليقه على هجوم المسلحين على العاصمة انطلاقاً من المناطق التي يسيطرون عليها في شرق العاصمة: «ربما يستعدون لركوب الباصات الخضر!!!»..
ونجحت الدولة السورية مؤخراً في إنجاز اتفاقات مصالحة في العديد من المناطق في ريف دمشق ومناطق في محافظات أخرى آخرها في حي الوعر في مدينة حمص، تم بموجبها إخراج المسلحين غير الراغبين بالمصالحة إلى شمال البلاد في حافلات نقل منها خضراء اللون تابعة لشركة النقل الداخلي وتسوية أوضاع الراغبين.
واعتبر خدام، أن النصرة ومن خلال الهجوم الذي تشنه على دمشق «تحاول أن تذكر بوجودها بعد هزائمها في حلب وريف حماه الشمالي الشرقي».
ويأتي هجوما أمس والأحد قبيل جولة مباحثات «جنيف 5» التي من المقرر أن تبدأ غداً الخميس برعاية الأمم المتحدة.
وأعرب خدام عن اعتقاده بأن هجوم أمس وما سبقه من هجوم يوم الأحد «لن يؤثر» في مباحثات جنيف، مشيراً إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية إلى المباحثات «سوف يطالب بإدانة الهجوم».
وإن كان للعامل الإقليمي الخارجي دور في إشعال معركة شرق دمشق، قال خدام:
«في كل معارك سورية كان العامل الخارجي حاضراً، وليس غريباً أن تكون بعض الدول الداعمة للنصرة مثل قطر تريد تعقيد المفاوضات في جنيف…».
وأعرب خدام عن اعتقاده بأن الحكومة السورية لن تسمح بأن تطول مدة المعركة و«لذلك سوف يحشد (النظام) قوات إضافية لحسم المعركة وسوف يدعمه الروس…». ورأى خدام أن معركة شرق دمشق لن تؤثر في اتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ الـ30 من كانون الأول الماضي. وإن كانت معركة أحياء شرق دمشق سوف تجعل الحكومة السورية تسرع من خطوات الحكومة لشن معركة حاسمة في غوطة دمشق الشرقية، قال خدام: «المسألة ليست سهلة ففي دوما عدد كبير من المدنيين إضافة إلى أن «جيش الإسلام» لم يشارك في معركة جوبر»، وأضاف: «من المرجح أن يعمل النظام على حسم معركة القابون وبرزة عسكرياً أو من خلال تسوية».
من جانبه كتب رئيس تيار بناء الدولة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إن ما يجري منذ أول من أمس (الأحد) بما يسمى «هجوم المعارضة على دمشق»، هو ليس سوى هجوم النصرة وأخواتها من المجموعات الجهادية لتحسين حصة الدول الداعمة لها في المحاصصة الدولية على سورية بعد أن تم استبعاد هذه الدول عن أستانا». وأضاف: وبات من المؤكد أن المجموعات الجهادية هي عبارة عن مجموعات مرتزقة تنفذ حرفياً ما تريده منها الأطراف الخارجية الداعمة.
واعتبر حسين أن «ما يجري الآن لن يكون له أي أهمية إطلاقاً على الصعيد السياسي، ، فكل ما سينجم عنه هو تعطيل عمل الناس في المناطق التي تستهدفها المجموعات الجهادية، وازدياد كمية الأضرار البشرية والمادية».
ولفت حسين إلى أن «النصرة هي التي تقود هذه المعارك ويتعاون معها جهاديو أحرار الشام وجيش الإسلام، فليسوا ثواراً ولا جيشاً حراً، بل عبارة عن جهاديين مرتزقة».
وأضاف: «أظن أن هذه العملية ستسرع كثيراً بحسم موضوع الغوطة (الشرقية)، بعد أن بقيت آخر منطقة في محيط دمشق خارج سيطرة روسيا أو النظام. إذ لن يكون مصير دمشق أفضل من حلب و(من) حمص. ولاحقاً سيتم التعامل مع مدينة درعا التي يوجد فيها بعض مجموعات النصرة. أما إدلب فسيعتبرها المجتمع الدولي عموماً على أنها مدينة إرهابيين».
وختم حسين بالقول «الحرب انتهت، ولم يعد مسموحاً روسياً سوى الانضمام إلى أستانا، ومن لا يشارك في هذا المعطى الجديد فسيكون مصيره مصير حلب أو حمص».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن