عربي ودولي

مشهد الدم يتواصل في مصر.. الإرهاب يوقع عشرات الشهداء .. و«ولاية سيناء» تتبنى

في مشهد باتت الحدود فيه شبه ملغاة، حيث الإرهاب يتابع تمدده عابراً لتلك الحدود وحتى القارات، حافظت مصر على تصدرها للأحداث، ولكن من الناحية الدموية، بفضل التنظيمات التي كانت قوتها في إلغاء الحدود المصطنعة بين الدول أقوى من كافة المحاولات المبذولة لإزالة ما رُسم على خرائط سايكس – بيكو.
تنظيمات إرهابية أبقت المشهد المصري بلون الدم لليوم الثاني، فبعد اغتيال النائب العام المصري هشام بركات في القاهرة الإثنين الماضي، تابع الإرهاب حصد العديد من الأرواح وهذه المرة من أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية، إضافة إلى المدنيين، في اعتداءات طالت مواقع للجيش المصري في مدينة الشيخ زويد شمال سيناء، لتتمم يد الإرهاب داخل مصر ما بدأته الأذرع الأخرى هذا الأسبوع في تونس والكويت وحتى في فرنسا، ولكن هذه المرة الحصيلة كانت في مصر أكبر من تلك العمليات الإرهابية في مسجد الكويت وفندق تونس، وذلك حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وتباينت المعلومات حول حصيلة ضحايا الاشتباكات في الشيخ زويد التي نتجت عن اشتباكات اندلعت بعد أن شن نحو 70 مسلحا إرهابيا هجمات متزامنة على 5 نقاط أمنية تابعة للجيش المصري جنوب الشيخ زويد، في رسالة أراد الإرهابيون توجيهها إلى المؤسسة العسكرية بعد رسالتهم إلى المؤسسة القضائية، مفادها بأن أمن مصر سيكون مضطرباً طالما أن الدولة تلاحق وتواجه وتحاكم القيادات الإرهابية الإخوانية، خصوصاً بعد أحكام الإعدام التي صدرت بحق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي والعديد من القيادات الإخوانية التي حرصت على تكريس مشهد الإرهاب المغمس بالدم من ثلاثينيات القرن الماضي حتى الآن، ليتابع أحفاد اليوم ما بدأه أجداد الأمس في منظومة الإرهاب الإخواني من حيث تطوير وتنفيذ النظريات الإرهابية.
وكانت الأنباء التي يدلي بها المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية ترجح دائماً ارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف الجيش والإرهابيين على حد سواء، إضافة إلى خسائر في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات.
من جانبه قال مصدر أمنى مصري لـ«اليوم السابع»: إن العناصر الإرهابية التي نفذت الهجمات التي لحقت بأكمنة الجيش في شمال سيناء تصل أعدادها إلى نحو 120 إرهابياً، استخدموا سيارات مفخخة وأسلحة ثقيلة.
وأوضح المصدر أن العناصر الإرهابية هاجمت 19 كميناً ونقطة ارتكاز، بمدافع هاون وآر بي جي إلى جانب استخدام 3 سيارات مفخخة وأسلحة ثقيلة. وأوضح المصدر أن الجماعات الإرهابية المسلحة استخدمت 3 سيارات مفخخة في الهجوم على قوات الأمن بشمال سيناء، في موقع نادي الضباط بالعريش، وكمين السدرة، وأبو رفاعي بالشيخ زويد.
بدوره قال مصدر طبى بشمال سيناء: إن أعداد شهداء الحوادث الإرهابية، التي لحقت بـ15 كمينا في شمال سيناء في صفوف قوات الأمن وصلت إلى 64 حتى الآن، في حين وصل عدد القتلى في صفوف الجماعات الإرهابية إلى 35 إرهابيا حتى الآن. من ناحية أخرى، قال شهود عيان إن سيارات الإسعاف في شمال سيناء بدأت في عمليات إخلاء الجرحى والمصابين في الحادث الإرهابي بعد تأمين الطرق من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الجماعات الإرهابية لتعطيل مرور سيارات الإسعاف أو وحدات الدعم القادمة لحماية الأكمنة.
وأوضح شهود العيان أن رجال الجيش الثاني الميداني ينتشرون في مدينة الشيخ زويد ورفح لملاحقة المجموعات المسلحة التي نفذت الحادث، بالإضافة إلى الإسراع لتأمين المواقع والأكمنة، التي قد تتعرض لهجوم إرهابي من جانب المجموعات المسلحة.
هذا وأفاد شهود عيان داخل مدينة الشيخ زويد بسماع دوي انفجارات قوية وأصوات إطلاق نار، بينما تحدثت مصادر إعلامية عن استهداف مواقع أمنية في المدينة بسيارات مفخخة.
كما ذكرت مصادر أمنية أن امرأة لقيت مصرعها وأصيب 5 آخرون من أسرة واحدة بقرية الشهاوين جنوب الشيخ زويد نتيجة الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية صباح أمس. كما أعلنت مصادر أمنية وطبية عن مقتل طفلين وإصابة 3 أشخاص آخرين من أسرة واحدة، نتيجة سقوط قذيفة على منزلهم، جنوب الشيخ زويد.
وأوضحت المصادر أن قذيفة صاروخية مجهولة المصدر سقطت على منزل بقرية الظهير جنوب الشيخ زويد، ما أسفر عن مصرع طفل عمره 5 سنوات، وشقيقته التي بلغت 6 سنوات من العمر، وإصابة كل من والديهما وشقيقهما البالغ من العمر 9 سنوات.
وكان تفجير عبوة ناسفة على طريق تسلكه حافلة تقل عاملين بهيئة الطرق والكباري بمحافظة شمال سيناء المصرية، الإثنين، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 9.
جاء هذا الهجوم بعد ساعات على إعلان الداخلية المصرية مقتل ثلاثة مسلحين بانفجار سيارة تقلهم كانت تحمل متفجرات في مدينة السادس من قرب قسم للشرطة. وتحدثت مصادر أمنية مصرية عن أن السيارة كانت تستهدف قسم الشرطة لكنها انفجرت قبل الوصول إليه.
ووقع الحادث بعد ساعات من قرار وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار برفع الحالة الأمنية إلى الدرجة «ج»، تحسبا لوقوع عمليات إرهابية، وذلك غداة تفجير شرق القاهرة، راح ضحيته النائب العام في مصر هشام بركات.
وقال المتحدث باسم الجيش في بيان أن 22 «إرهابياً» قتلوا عندما اشتبك معهم جنود.
وذكرت المصادر أن مركزا للشرطة استهدف في الهجوم وان 20 فرداً من قوات الأمن قتلوا دون أن تحدد ما إذا كانوا من الجنود.
هذا وقتل يوم الإثنين الماضي النائب العام هشام بركات في هجوم بسيارة ملغومة استهدفت موكبه في القاهرة، ما أثار تساؤلات بشأن قدرة مصر على احتواء الاضطرابات.
وحلت يوم الثلاثاء الذكرى الثانية للاحتجاجات الشعبية التي سبقت عزل مرسي.

«ولاية سيناء» تتبنى العملية الإرهابية
وتبنى تنظيم «ولاية سيناء» والذي كان معروفا سابقا بـ«أنصار بيت المقدس» سلسلة الهجمات على كمائن للجيش المصري في الشيخ زويد ومحيطها.
وحث التنظيم أتباعه على تصعيد الهجمات خلال شهر رمضان وإن لم يحدد مصر كهدف.
وأعلن التنظيم الإرهابي الذي أقدم على مبايعة داعش وتغيير اسمه إلى «ولاية سيناء»، أن مسلحيه هاجموا الأربعاء 1 تموز، 15 موقعا عسكريا وأمنيا، وقاموا بـ3 عمليات انتحارية استهدفت نادي الضباط في العريش وكميني السدرة وأبو رفاعي جنوب مدينة الشيخ زويد. كما جرى استهداف كمائن عديدة للجيش والشرطة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف «أر بي جي» والهاون.

الجيش المصري يستهدف
تجمعاً للإرهابيين
في المقابل أوضح المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير أنه جرى استهداف منطقة تجمعت فيها عناصر إرهابية، وتم القضاء عليهم جميعا.
وتشارك في العملية التي يجريها الجيش المصري في شمال سيناء ضد الإرهابيين مروحيات «أباتشي» تستهدف مواقعهم، وطائرات «إف-16» المكلفة بتأمين القوات البرية المشاركة في العملية.
وأكد مصدر أمني أن طائرات الأباتشي نجحت في تصفية 10 عناصر إرهابية مسلحة من مهاجمي النقاط الأمنية في الشيخ زويد إضافة إلى إصابة آخرين.
كما أعلن مصدر أمني مصري أنه تم إرسال تعزيزات أمنية إضافية إلى مناطق الشيخ زويد ورفح في سيناء شمال شرق مصر إثر الهجمات الإرهابية.
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن المصدر قوله: «إن القوات تواصل إطلاق النيران وملاحقة مجموعات المسلحين الذين انسحبوا من مواقع الهجمات بعد انتشارهم لنحو ساعتين بعد أن اقتربوا من نقاط أمنية ونفذوا هجمات بقذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة وسيارات مفخخة».
ومع تلك التطورات الميدانية أعلنت مديرية الصحة والسكان بشمال سيناء حالة الطوارئ القصوى مع استمرار الاشتباكات العنيفة في مدينة الشيخ زويد ومحيطها. وقال مصدر طبي إنه جرى استدعاء الأطقم الطبية وتوفير أكياس الدم والمستلزمات الطبية بجميع مستشفيات المحافظة خاصة مستشفى العريش العام، كما رفعت درجة الاستعداد بإسعاف شمال سيناء.
في سياق متصل قتل أمين شرطة مصري من قوة الإدارة العامة للسياحة والآثار بنيران إرهابيين يستقلون سيارة بمنطقة حلوان.
ونقل موقع «اليوم السابع» عن مصدر بوزارة الداخلية المصرية قوله «إن مجهولين أطلقوا مساء أمس النار باتجاه شرطة الخدمات الأمنية المعينة لتأمين عدد من الحجرات داخل قطعة أرض فضاء بدائرة قسم شرطة حلوان والمستخدمة كمخزن لمقتنيات متحف الشمع ما أسفر عن استشهاد أمين الشرطة وليد عيد معوض وإصابة فرد أمن خاص «مبيناً أنه جرى على الفور تعزيز الجهود الأمنية لملاحقة الجناة وضبطهم».
وفي السياق نفسه انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعها مجهولون بجوار مبنى الأحوال المدنية بحي كيمان فارس بمدينة الفيوم صباح أمس ما أسفر عن إصابة شخص بالاختناق وتم نقله إلى مستشفى الفيوم العام.
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية أعلنت أول من أمس القبض على 40 إرهابياً خلال حملات أمنية نفذتها في عدة محافظات.

 

أ ف ب – اليوم السابع – الميادين – رويترز – سانا – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن