سورية

وفد الجمهورية العربية السورية وصل إلى المدينة السويسرية … «جنيف5» ينطلق اليوم على وقع اعتداءات «النصرة» على شرق دمشق

| الوطن- وكالات

تنطلق اليوم جولة خامسة من المباحثات غير المباشرة بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفود من «المعارضات» في جنيف، لكن الآمال بتحقيق أي اختراق تبقى محدودة في ظل الهجوم الذي يشنه تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وميليشيات مسلحة متحالفة معه على دمشق من الناحية الشرقية.
ووصل وفد الجمهورية العربية السورية أمس إلى جنيف للمشاركة في «جنيف 5» من المباحثات السورية السورية. ويترأس الوفد مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ولا يوجد أي تغيير على أعضاء الوفد الذي شارك في «جنيف 4».
وأكد الجعفري خلال حوار مع قناة «الإخبارية السورية» الاثنين عزم وفد الجمهورية العربية السورية الذهاب إلى الجولة الخامسة من جنيف والعمل حسب جدول الأعمال الذي أنتجته الجولة الرابعة.
وانتهت جولة «جنيف 4» في الثالث من الشهر الحالي بإعلان الأمم المتحدة الاتفاق على جدول أعمال «طموح» من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها «في شكل متواز»، هي: الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، وهي ملفات خلافية بين طرفي المباحثات.
ولم تنجح الجولات السابقة التي عقدت برعاية الأمم المتحدة في جنيف منذ العام 2016 في تحقيق أي تقدم على طريق تسوية الأزمة السورية التي دخلت منتصف الشهر الحالي عامها السابع.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن كل الأطراف التي شاركت في الجولة الأخيرة أكدت الحضور إلى جنيف، في حين قال عضو وفد «منصة الرياض» إلى محادثات جنيف، فاتح حسون، بحسب وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء: إن لا تغييرات طرأت على الوفد الذي سيحضر الجولة الخامسة من المحادثات، والذي يترأسه نصر الحريري.
وشارك في «جنيف 4» ممثلون عن منصتي «موسكو» و«القاهرة» للمعارضة، والذين سعى المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، إلى دمجهم مع وفد «منصة الرياض» في وفد واحد إلا أن ذلك لم يتحقق، نظراً لاختلاف وجهات النظر حول عدة مسائل.
وبحسب الأمم المتحدة، سيتولى رمزي عز الدين رمزي، مساعد المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا استقبال الوفود الخميس وإطلاق جولة المباحثات، في وقت يجري فيه دي ميستورا جولة خارجية قادته الأربعاء إلى موسكو، أبرز حلفاء دمشق، ومنها إلى أنقرة الداعمة للمعارضة.
وقال مصدر غربي قريب من المفاوضات لوكالة «فرانس برس» إن الجولة ستكون عبارة عن «محادثات غير مباشرة»، موضحاً أن مهمة دي ميستورا «العمل على غربلة الأفكار وتدوير الزوايا» بين أطراف الأزمة.
ورغم الاتفاق على جدول الأعمال، لكن مهمة دي ميستورا لا تبدو سهلة وفق محللين ودبلوماسيين، بحسب «أ ف ب».
وقال الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة إدنبره توما بييريه لـ«فرانس برس»: «برأيي لا آمال» معلقة على هذه الجولة «فالنظام مستمر في التقدم ميدانياً (..) ولا يوجد أي سبب يدفعه إلى تقديم التنازلات». ورأى الباحث في «مجموعة الأزمات الدولية» نوا بونسي أن «النظام الذي لم يكن بوارد المساومة عندما كان يخسر ميدانياً، لن يفعل ذلك الآن وهو في أوج زخمه».
وحققت قوات الجيش العربي السوري منذ بدء موسكو عمليتها ضد الإرهاب في سورية إلى جانب الجيش في 30 أيلول 2015، تقدماً ميدانياً على حساب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في آن معاً وتمكنت من قلب موازين القوى لمصلحتها على جبهات عدة، أبرزها سيطرتها في كانون الأول بالكامل على مدينة حلب، وبدء تنفيذ اتفاق الأسبوع الماضي يقضي بإخراج المسلحين غير الراغبين بالمصالحة من آخر جيب يتحصنون فيه داخل مدينة حمص.
وقال دبلوماسي فرنسي لـ«فرانس برس»: إن «هذه المفاوضات صعبة للغاية (…) وعلى روسيا وإيران تحديداً ممارسة الضغط على النظام، في وقت تبدو المعارضة مشتتة».
واتسمت جولة المباحثات الأخيرة بخلاف كبير على الأولويات بين الطرفين، الانتقال السياسي أو الإرهاب. وأصرت المعارضة على تناول موضوع الانتقال السياسي أولاً، بينما طالب الوفد الحكومي بإضافة مكافحة الإرهاب إلى العناوين الثلاثة التي اقترحها أساساً دي ميستورا.
وتمت إضافة موضوع مكافحة الإرهاب إلى «السلال الثلاث» بطلب من دمشق، وفق دي ميستورا.
وتتمسك «معارضة الرياض» بمطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي تعتبره دمشق غير قابل للنقاش وتصر على أولوية مكافحة الإرهاب كمدخل إلى الحل السياسي.
وتأتي الجولة الجديدة من مباحثات جنيف بالترافق مع هجوم عنيف تشنه «النصرة» وميليشيات مسلحة متحالفة معها على مواقع قوات الجيش في شرق دمشق ويعد الأعنف في العاصمة منذ عامين، وتدور منذ الأحد معارك عنيفة بين الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن