رياضة

بعد فوزه على المنتخب الأوزبكي 1/صفر … منتخبنا حقق الإنجاز.. فهل يحقق الإعجاز؟

| ناصر النجار

من حق منتخبنا الوطني علينا أن نرفع له القبعات احتراماً وتقديراً على ما قدمه لنا يوم الخميس وعلى الفوز الكبير الذي ناله بعزيمة الرجال على المنتخب الأوزبكي بهدف نظيف.
والفوز لم يكن محض مصادفة، أو بهدف من قناص حافظ عليه منتخبنا، بل جاء نتيجة إستراتيجية وخطة محكمة لعب فيها الفريق طوال المباراة التي كانت أجمل مباراة يؤديها في التصفيات حتى الآن.
ومنتخبنا فاجأ النقاد بالأداء والنتيجة التي قدمها وحققها، فغير كل التوقعات وأدخل المنتخبات الأخرى في دوامة ما بعدها دوامة، فهو من جهة أحبط المنتخب الأوزبكي الذي كان يطمح المنافسة على مقعدي التأهل من بوابة منتخبنا، فوجد نفسه مهدداً بالاقتراب من التأهل، بل بعيداً عنه، والكوريون الذين خسروا أمام الصينيين أحسوا بحراجة موقفهم وصعوبة لقائهم القادم (الثلاثاء) مع منتخبنا، وبالمختصر المفيد أثبت منتخبنا أنه الرقم الصعب في المجموعة وحصانها الأسود، فبدل أن يكون جسر عبور لبقية المنتخبات، صار منافساً قوياً يقارع الكبار.

في المباراة
قدم منتخبنا أداء جيداً في المباراة أشعرنا أنه يلعب بإستراتيجية جيدة وأسلوب متميز، فكان نداً أغلب المباراة للمنتخب الأوزبكي وهدده عدة مرات، ولم يكن من جهة أخرى لقمة سائغة فيها يتعرض للضغط من المنتخب الضيف، ويواجهه بلعب دفاعي مع أسلوب قتل اللعب حرصاً على نتيجة التعادل، وعلى العكس تماماً وجدنا أن المنتخب الأوزبكي كان حريصاً على الخروج بنقطة التعادل بعد أن وجد منتخبنا صعباً وصلباً ومن الصعب اختراقه.
وتغلب مدرب منتخبنا على الغياب في صفوفه وخصوصاً في الدفاع فملأه بشطارة وأدى اللاعبون ما عليهم دفاعاً، وكان خط الوسط محور العمليات فمسك زمام المباراة واستطاع جناحا المنتخب الاختراق من على الأطراف بمهارة وحرفية عالية فكانت هجمات منتخبنا تتسم دائماً بالخطورة وتشكل مصدر قلق للدفاع الأوزبكي بشكل دائم.
في التفاصيل فقد أجاد منتخبنا السيطرة على المناطق الخلفية بدقة ومن خلال تركيز عال عبر انتشار صحيح، وتغلبوا على عامل الطول الذي يمتاز به مهاجمو المنتخب الضيف، وكذلك السرعة التي امتازوا بها بالاختراق، وحرص لاعبونا على عدم الوقوع بالأخطاء داخل منطقة الجزاء تجنباً لأي ركلة جزاء تأتي بغير محلها، وكان حارسنا مبدعاً كعادته فحمى منطقته بمهارة، وكان توقيت خروجه من المرمى مناسباً، فلم تحدث إرباكات أو مفاجآت، منتخبنا بغنى عنها.
ومارس خط الوسط دوره الدفاعي بإتقان، فلم يتنازل عن حقه الدفاعي مقابل الإفراط في العملية الهجومية.
الشوط الثاني كان أفضل من الأول على صعيد أداء منتخبنا الهجومي، وتوافرت له العديد من الفرص لو استثمرت بشكل صحيح لطرقنا مرمى المنتخب الأوزبكي بشكل مبكر.
طاقم التحكيم كان جيداً بشكل عام، ويحسب للحكم الإماراتي احتسابه لركلة جزاء لمنتخبنا صحيحة في وقت قاتل من المباراة، مع الإشارة إلى حرمان منتخبنا من هدف صحيح ألغي بلا مبرر، كما طالب منتخبنا بركلة جزاء رآها الكثير من خبراء التحكيم أنها صحيحة لو احتسبت.
مدربنا أجاد التبديل في الشوط الثاني، وكانت تبديلاته بوقتها ومتناسبة مع مجريات المباراة، لكن البعض ألمح إلى تأخر نزول فراس الخطيب الذي أثمرت تحركاته الخطرة عن ركلة جزاء نفذها عمر خريبين بحرفنة الكبار.

بعد المباراة
منتخبنا قدم ما عليه وأكثر، وما وصل إليه تجاوز حد الإنجاز، ونحن ننتظر الإعجاز بالتأهل، وهو حلم يقترب منا يوماً بعد يوم ونأمل أن نصل إليه بالمباريات القادمة، وهذا يتطلب أن نقف مع منتخبنا بكل ما نملك لا أن نبقى على الضفة الأخرى منتقدين لمجرد الانتقاد، منتخبنا رغم كل الظروف أثبت أنه فوقها وأنه أقوى منها.
وعلى الصعيد القيادي فإن المطلوب من القيادة الرياضية دعم المنتخب بشكل أكبر وخصوصاً أن اللواء موفق جمعة كان حاضراً على الفوز من خلال متابعته للمباراة على الطبيعة، ونأمل أن يحرك هذا الانتصار جيوب القيادة الرياضية والداعمين والمحبين لتحقيق عوامل أفضل للمباريات القادمة، أجمل شيء كانت دموع مدربنا الوطني أيمن الحكيم التي غالبت كلامه في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، فأهدى الانتصار إلى كل السوريين، معتبراً أن الفوز الذي تحقق كان سورياً بكل أبعاده وتفاصيله.

القادمات
النتائج التي تحققت في الجولة الأولى من إياب التصفيات فتحت المنافسة على مصراعيها في المجموعة مع الإشارة إلى أن إيران انفردت بالصدارة بعد فوزها على قطر، الصراع على المركزين الثاني والثالث بات مفتوحاً وهو الآن تحت قبضة كوريا الجنوبية التي ستسعى للفوز على منتخبنا لتثبيت أقدامها فيه وتستيعد حقها في المنافسة على الصدارة، منتخبنا بات قريباً من المركز الثالث ويفصله عن المنتخب الأوزبكي، نقطة واحدة، كذلك نجد التنين الصيني يزحف نحو هذا المركز وخصوصاً بعد تجدد آماله بفوزه الكبير الذي حققه على المنتخب الكوري الجنوبي 1/صفر، لذلك ستكن الجولة القادمة التي تجري يوم الثلاثاء حامية الوطيس وخصوصاً من الفرق الخاسرة لتعوض ما فقدته من نقاط ولتستيعد هيبتها.

نتائج ومباريات
في مجموعتنا فاز منتخبنا على أوزبكستان، والمنتخب الصيني على منتخب كوريا الجنوبية، ومنتخب إيران على قطر، وكل النتائج انتهت بهدف أبيض، وفي المجموعة الثانية فازت السعودية على تايلاند 3/صفر واليابان على الإمارات 2/صفر وتعادلت العراق مع أستراليا 1/1، وفي ترتيب هذه المجموعة تتصدر السعودية واليابان بـ13 نقطة ثم أستراليا بعشر نقاط والإمارات بتسع نقاط والعراق بأربع نقاط، وأخيراً تايلاند بنقطة واحدة.
وتجري الجولة الثانية من الإياب يوم الثلاثاء القادم وفق الجدول التالي: كوريا الجنوبية مع سورية، إيران مع الصين، أوزبكستان مع قطر في مجموعتنا الأولى، وفي الثانية تلعب أستراليا مع الإمارات واليابان مع تايلاند والسعودية مع العراق.

أرشيف المباراة
سورية × أوزبكستان: 1/صفر، ركلة جزاء عمر خريبين د88.
الملعب: هانغ جابيت ميلاكار – ماليزيا.
التاريخ: الخميس 23 آذار 2017 – الساعة الثانية بتوقيت دمشق – الثامنة بتوقيت ماليزيا.
المناسبة: الجولة الأولى من إياب التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم (روسيا – 2018).
الحكام: محمد عبد الله حسان، محمد أحمد الحمدي، حسان محمد المهري، عديل علي المهري (الإمارات)، المراقب: أليكس شونغ (هونغ كونغ).

تشكيلة منتخب سورية
إبراهيم عالمة – عمرو ميداني – أحمد صالح – عمرو جنيات – مؤيد العجان – تامر حاج محمد – خالد المبيض- محمود المواس (فراس الخطيب د88) – فهد يوسف (عدي جفال د75) – مارديك ماردكيان (نصوح نكدلي د66) عمر خريبين.

تشكيلة منتخب أوزبكستان
أليكساندر لوبانوف – أنزور إسماعيلوف – ايفور كريميت – توكتا كوصيف ايسلوم – وافرونبيك – ماشارييوف جلال الدين (شامردوف إلدور د54) – عزيزبيك خيفروف – سيغير جيبروف – اكميدول عديل – مارات بيكيف (أليكساندر جيزيك د77) – تيمور كوجا عبد كوليكوف (إيغور سيرغيف د63).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن