عربي ودولي

استدعت سفير سويسرا إثر تظاهرة مناهضة لأردوغان .. تركيا تهدد أوروبا بموجات هائلة من اللاجئين الأفغان

حذرت تركيا الاتحاد الأوروبي، الذي تخيّم خلافات على علاقاتها به، من موجة هجرة هائلة باتجاهه عبر أراضيها، داعية إياه إلى إعادة النظر في اتفاقية الهجرة معها لمنع تدفق هؤلاء المهاجرين، في وقت استدعت السلطات التركية سفير سويسرا لديها لإبلاغه «استياءها» غداة تظاهرة مؤيدة للأكراد في برن وصفتها أنقرة بأنها «تجمع إرهابي». وتحدث ويسي كايناك، نائب رئيس الوزراء التركي، عن وجود ثلاثة ملايين لاجئ، معظمهم من الأفغان، يستعدون للجوء من إيران إلى تركيا في طريقهم إلى أوروبا. واستغل ذلك للقول إن أنقرة ترى أن الوقت ربما يكون قد حان لإعادة النظر في اتفاقية الهجرة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.
وقال كايناك، في لقاء خاص على قناة «سي إن إن ترك»: «تلقينا معلومات عن وجود 3 ملايين لاجئ في إيران، أغلبيتهم من الأفغان، يستعدون للنزوح إلى تركيا»، لافتاً إلى أن «إيران تغض الطرف عن نزوح أولئك اللاجئين إلى تركيا».
وأشار إلى أن 30 ألف شخص دخلوا من إيران إلى محافظتي آغري وإغدير شرقي تركيا بطرق غير شرعية في العام 2016 وقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.
وكشف عن أن بلاده تملك معلومات تفيد بأن هؤلاء اللاجئين لا ينوون البقاء في تركيا، وإنما العبور إلى أوروبا. وقال كايناك: «الاتحاد الأوروبي، لم يلتزم بتعهداته بشأن التعاون مع الحكومة التركية لحل أزمة اللاجئين المقيمين داخل الأراضي التركية».
وأضاف: «من غير الممكن أن نستخدم اللاجئين ورقة مساومة، ولكن يحق لتركيا إعادة النظر باتفاقية إعادة القبول، إذا لم تلتزم أوروبا بتعهداتها، ولا يمكن الاستمرار باتفاقية إعادة القبول بوضعها هذا».
وكانت أنقرة تنتظر من الاتحاد الأوروبي إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأتراك بحسب اتفاقها معه، وتسريع الإفراج عن مساعدة سابقة لها بقيمة 3 مليارات يورو، كان الاتحاد الأوروبي قد وعد أنقرة بها، لتلبية احتياجات اللاجئين في تركيا، واتخاذ قرار بشأن التمويل الإضافي، فضلاً عن إعداد قرار بشأن افتتاح ملفات جديدة للتفاوض، بخصوص انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن خلافات بين الجانبين عصفت بهذا الاتفاق وأوقفت تنفيذه.
وسعى الاتحاد الأوروبي لإلزام تركيا، مقابل منح مالية، بتحسين أوضاع اللاجئين السوريين الذين يقيمون على أراضيها، والتعامل بجدية مع مسألة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الاتحاد الأوروبي. لكن الخلافات الكثيرة التي خيمت على العلاقات بين تركيا وأغلبية الدول الأوروبية، دفعت رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لاتهام بعض دول الغرب بالوقوف وراء تنظيم فتح اللـه غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تموز الماضي، ودعمه، فقال: «رأينا الآن من يقف وراء تنظيم فتح اللـه غولن الإرهابي في الغرب وكيف يتعاونون في هولندا وألمانيا وسويسرا».
من جهة أخرى استدعت السلطات التركية الأحد سفير سويسرا لديها لإبلاغه «استياءها» غداة تظاهرة مؤيدة للأكراد في برن وصفتها أنقرة بأنها «تجمع إرهابي»، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية. وقال مسؤولون أتراك طلبوا عدم كشف هوياتهم: «استدعي والتر هافنر إلى وزارة (الخارجية) حيث تم إبلاغه استياءنا لقد أبلغ السفير أنه ينبغي إحالة المذنبين على القضاء».
وتظاهر الآلاف السبت ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة السويسرية تلبية لدعوة جمعيات كردية وأحزاب سياسية سويسرية.
واعتبرت السلطات التركية أن هذا التجمع هو تظاهرة نظمها حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه «إرهابياً».
وأظهرت مشاهد بثتها تلفزيونات تركية لافتة رفعت خلال التظاهرة عليها صورة أردوغان مع مسدس موجه إليه وعبارة «اقتل أردوغان».
ووجه أردوغان انتقاداً شديداً إلى السلطات السويسرية في خطاب ألقاه أمس في إسطنبول وقال: «ستحصدون ما زرعتموه» على وقع هتافات أنصاره.
أ ف ب- روسيا اليوم

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن