سورية

اعتبر أن دعوات تغيير مناهج الفلسطينيين تهدف لتصفية القضية الفلسطينية … المقداد: سورية تدعم استمرار عمل «الأونروا» في جميع أماكن اللجوء الفلسطيني … كرينبول: زيارتي إلى سورية تندرج في إطار استمرار التواصل مع الحكومة السورية

| وكالات

عبر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد عن دعم سورية لاستمرار عمل «الأونروا» في جميع أماكن اللجوء الفلسطيني وتقديمها الخدمات الصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين من دون أي تغيير، واعتبر أن دعوات تغيير المناهج التي يتم تعليمها للفلسطينيين تندرج ضمن سعي إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية.
واستعرض المقداد مع المفوض العام للأونروا بيير كرينبول والوفد المرافق له أمس التعاون المستمر بين الحكومة السورية والأونروا من أجل تحسين ظروف وواقع حياة اللاجئين الفلسطينيين في سورية وسبل تعزيز هذا التعاون.
وأكد المقداد وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء استمرار الموقف الثابت للدولة السورية في دعم القضية الفلسطينية وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
وعبر المقداد عن «دعم سورية لاستمرار عمل الأونروا في جميع أماكن اللجوء الفلسطيني وتقديمها الخدمات الصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين من دون أي تغيير».
وأكد دعم سورية لعدم تغيير المناهج التي يتم تعليمها للفلسطينيين وخاصة في الأراضي المحتلة بسبب الضغوط التي تمارسها بعض الدول الغربية لتتناسب مع الضغوط الإسرائيلية بغية حرف التعليم الفلسطيني عن تدريس أسباب نكبة الشعب الفلسطيني ومسؤولية الصهيونية عن ذلك معتبراً أن هذه الدعوات تندرج ضمن سعي «إسرائيل» إلى تصفية القضية الفلسطينية.
من جانبه قال كرينبول: «إن زيارته إلى سورية تندرج في إطار استمرار التواصل مع الحكومة السورية وتبادل وجهات النظر بين الجانبين بهدف تحسين التعاون المشترك في مجال تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في سورية نظراً لأن سورية لها تاريخ طويل وسجل ناصع في مجال مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتقديم العون لهم والحرص على ضمان حياة كريمة لهم».
وأكد كرينبول استمرار الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في سورية وللدول المضيفة الأخرى، مثمناً الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مجال حماية اللاجئين الفلسطينيين وتحسين سبل معيشتهم والاستمرار في إيصال المساعدات الإنسانية لهم رغم الأزمة التي تتعرض لها والتهديدات التي تحيط بمخيماتهم.
وفي تصريح للصحفيين أشار المقداد إلى أن المناقشات في هذه الزيارة تمحورت كما في كل الزيارات السابقة حول مساهمات سورية في توفير أفضل ظروف العيش للأشقاء الفلسطينيين المقيمين فيها ولعمل الأونروا.
وقال: «ناقشنا في هذا اللقاء كل الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل توفير أفضل فرص العيش للإخوة الفلسطينيين الذين يتمتعون بالخدمات نفسها التي تقدمها الحكومة للمواطنين السوريين وإنه لا تمييز بين الفلسطيني والسوري مع الحرص على أن يمارس الفلسطيني حق العودة إلى بلاده بموجب قرارات الشرعية الدولية وبناء دولته المستقلة على أرضه بعيداً عن العنف والأساليب التي تمارسها حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة ضد الشعب الفلسطيني وعدم انصياعها لقرارات الشرعية الدولية في هذا المجال».
وأضاف: نحن «سنتابع دعم الأونروا في سورية وسنتابع عملها لحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير وتحدثنا أيضاً حول إجراءات أخرى تتعلق بقضايا تتعامل معها الأونروا في كل الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين بما في ذلك الحفاظ على المناهج التي توصّف نضال الشعب الفلسطيني ومعاناته وأسبابها وبشكل خاص الناجمة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتدخله اليومي في حياة الشعب الفلسطيني لجعلها أكثر سوءاً إضافة إلى محاولات تهويد الأراضي العربية المحتلة وطرد الفلسطينيين من القدس وحتى من الضفة الغربية والقضاء على أملهم في إنشاء دولتهم المستقلة».
وأكد المقداد أن دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى انتهاء معاناته وعودته إلى أرضه وتحقيق كل ما يتطلع إليه.
وفي تصريح مماثل أشار المفوض العام للأونروا إلى أنه استعرض مع المقداد سبل التعاون وتبادل المعلومات حول وضع اللاجئين الفلسطينيين في سورية والمنطقة ولاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن.
وقال: «أعي تماماً أن هناك ملايين السوريين الذين تضرروا جراء الأوضاع في سورية وأنا ممتن لحقيقة أنه بإمكان اللاجئين الفلسطينيين الحصول على الكثير من الاهتمام في الوقت ذاته وهذا أمر مهم جداً فهؤلاء أناس استقبلوا في سورية بانتظار حل كارثتهم التاريخية وحالة الظلم التي تعرضوا لها منذ عام 1948 وبالتالي فإن القدرة المستمرة على مساعدتهم هنا في ظل هذه الظروف الصعبة أمر أساسي».
وأكد كرينبول التزام الأونروا بعملها الذي تقوم فيه من تعليم ورعاية صحية وإغاثة وخدمات اجتماعية وبرامج طوارئ من أجل القيام بأفضل ما يمكنها للوصول إلى الناس والتحقق من حصولهم على الدعم المناسب مشيراً إلى سعي المنظمة باستمرار لضمان وجود ما يكفي من تمويل لمشاريعها.
ولفت كرينبول إلى أهمية زيارته لسورية بانتظام لإجراء تقييماته حول حاجات اللاجئين الفلسطينيين فيها والقدرة على الحديث والحوار المباشر مع الحكومة ومع اللاجئين الفلسطينيين مشيراً إلى تطلعه الدائم إلى لقاء اللاجئين والإصغاء لمطالبهم والتعاون القائم مع وزارة الخارجية والمغتربين في سورية وغيرها من الشركاء.
حضر اللقاء من الجانب السوري مدير الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سورية علي مصطفى ومدير مكتب نائب وزير الخارجية والمغتربين محمد محمد ومدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات في وزارة الخارجية والمغتربين قصي الضحاك ومن جانب الأونروا مدير مكتب الأونروا في سورية محمد أدار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن