سورية

طالب الاتحاد الأوروبي بمحاربة الإرهاب ودعم استقرار سورية من دون اشتراطات مسبقة غير منطقية … جودة: عدم التقدم في «جنيف 5» سببه الترقب من التحرك الأميركي والانتقال بمعنى تسليم السلطات مرفوض

| سامر ضاحي

اعتبر رئيس «حركة البناء الوطني»، أنس جودة، أنه لا يوجد تقدم موضوعي في «جنيف 5»، بسبب «الترقب من التحرك الأميركي»، مطالباً الاتحاد الأوروبي بإستراتيجيات مناسبة تقوم على محاربة الإرهاب ودعم استقرار سورية من دون اشتراطات مسبقة غير منطقية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال جودة: «رغم التقدم الشكلي في المسار التفاوضي بعد الاتفاق على المواضيع الأساسية للنقاش أو ما عبر عنه بالسلال الأربع إلا أنه لا يوجد تقدم موضوعي في المسار فالترقب من التحرك الأميركي يسود الأجواء في جنيف أو في العواصم المختلفة».
وأوضح، أن «المعادلة التي نشأت على أساسها اتفاقيات فيينا التي أنتجت لاحقاً القرار 2254، هي الشراكة الروسية الأميركية لإدارة الوضع السوري والمنطقة وهذه المعادلة بنيت بشكل رئيسي بسبب الجهود الروسية العسكرية في تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب».
ورأى جودة أنه «من الواضح أن الأميركي، بغض النظر عن تغير الإدارة، لن يعطي الروسي ما يريده من التوافق على الشراكة الجديدة لإدارة العالم وهو يريده أن يبقى شرطياً إقليمياً فقط يحمل مسؤولية عدم إنفلات الإرهاب خارج سورية والشرق الأوسط، إضافة إلى أنه يسعى لعمل طويل الأجل قد يغير من واقع المنطقة»، معتبراً أن «العمليات العسكرية في الرقة لا تهدف فقط «لتحرير» الرقة بل هي عمليات تستهدف بشكل رئيسي النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة بشكل عام عبر بناء سد في وجهه في الحد الأدنى وفي حدها الأعلى قد تسعى هذه العمليات لخلخة كيانات المنطقة عبر دعم الوجود الكردي». وعبّر جودة عن اعتقاده بأن «مرحلة (القرار) 2254 قد انتهت والواقع اليوم يسعى باتجاه خلق معادلات جديدة عبر عمليات عسكرية يمولها الخليج وتنفذها قوات التحالف الأميركي».
وكشف عن إمكانية مشاركته في «لقاءات لعدد موسع من ناشطي المجتمع المدني في الداخل والخارج قبل مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في بدايات الشهر القادم للبحث في عدة أمور ليس من بينها موضوع إعادة الإعمار، بل ستتناول مواضيع التماسك المجتمعي والسلم الأهلي والحوار الوطني»، معتبراً أن «الرسالة التي من الواجب أن يحملها المجتمع المدني هي بشكل رئيسي موضوع رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية أو بالأحرى الإجراءات العقابية أحادية الجانب التي تضر بالاقتصاد السوري وبحياة المواطنين وموضوع دعم المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الدولة السورية التي تضم العدد الأكبر من السوريين مقيمين أو نازحين».
ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر في بروكسل في 5 نيسان المقبل يترأسه الاتحاد الأوروبي وألمانيا والكويت والنرويج وقطر والمملكة المتحدة والأمم المتحدة بصورة مشتركة حول «دعم مستقبل سورية والمنطقة»، على أن يجمع مسؤولين وزاريين من 70 وفداً من الاتحاد الأوروبي والمنطقة وكذلك من الأسرة الدولية، والأمم المتحدة، وجهات مانحة والمجتمع المدني، والمنظمات الإنسانية والتنموية.
وبدا لافتاً أن الاتحاد الأوروبي أوضح في وقت سابق، أنه لن يكون قادراً على المساعدة في إعادة إعمار سورية «طالما لا تبدأ هناك عملية حقيقية وشاملة للانتقال السياسي».
وحول هذه النقطة أوضح جودة أن «الانتقال السياسي مطلوب سورياً والانتقال الذي نتحدث نحن عنه هو انتقال سورية من حالة إلى حالة أخرى وليس تسليم السلطة، معتبراً أن «الانتقال بمعنى تسليم السلطة مرفوض».
وأضاف: «الاتحاد الأوروبي يظن أن تمويل إعادة الإعمار قد يكون الجزرة التي يقدمها للسوريين وهذا غير واقعي إطلاقاً»، مشدداً على أن «على الاتحاد الأوروبي البحث عن إستراتيجيات مناسبة تقوم على محاربة الإرهاب ودعم استقرار سورية من دون اشتراطات مسبقة غير منطقية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن