سورية

رحبت بكل ما يساعد على مكافحة داعش والنصرة بما في ذلك جهود القوات الخاصة الأميركية في الرقة والأكراد … موسكو تطالب واشنطن وأنقرة بتشكيل جبهة ضد الإرهاب بالتنسيق مع دمشق

| وكالات

طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كل الأطراف التي تقاتل التنظيمات الإرهابية في سورية بتشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب بالتنسيق مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن واشنطن بدأت تدرك أن تحقيق التنسيق الجماعي لمكافحة الإرهاب هو الهدف وليس تحقيق مكاسب سياسية.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، أشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي أنجيلينو الفانو في موسكو أمس، إلى أن اجتثاث التنظيمات الإرهابية مثل داعش و«جبهة النصرة» وباقي التنظيمات المصنفة إرهابية من قبل مجلس الأمن سواء في سورية أو العراق أو العالم كله يشكل مصلحة مشتركة للجميع.
وقال: «إننا مقتنعون بأن اهتمامنا المشترك يجب أن يكون لمحاربة الإرهاب ضمن الجبهة الموحدة التي اقترحها الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل عام ونصف العام».
وأضاف: «إننا ندعو كل أولئك الذين يتواجدون في سورية بدعوة من حكومتها الشرعية وكذلك الذين هناك من دون مثل هذه الدعوة لكنهم أعلنوا عن هدفهم بالمشاركة في المعركة ضد الإرهابيين إلى أن يقوموا جميعهم بتنسيق أنشطتهم معا وهذا يشمل بالطبع التنسيق مع الحكومة السورية».
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن لافروف تأكيده، أن موسكو ترحب بكل ما يساعد على مكافحة إرهابيي داعش و» النصرة»، بما في ذلك بجهود «الأكراد» والقوات الخاصة الأميركية في الرقة السورية.
وأشار لافروف، إلى أن بلاده عملت على هذا النهج مع الإدارة الأميركية السابقة من خلال البدء بفصل ما سمي «المعارضة المعتدلة» عن الإرهابيين لكن الطرف الأميركي عجز عن تنفيذ الاتفاق، لافتاً إلى عودة هذا المسار من جديد عن طريق منصة «أستانا» بالتعاون مع الإيرانيين والأتراك للوصول إلى نهج عملي حول كيفية تفريق «المعارضين» عن الإرهابيين.
ورأى لافروف أن هناك سبباً للاعتقاد بأن إدراك تصحيح هذا الوضع بدأ يصل إلى عقول شركاء روسيا، بمن فيهم الأميركيون، بشأن تحقيق التنسيق الجماعي لمكافحة الإرهاب، معرباً عن أمله أن يكون الهدف هو مكافحة الإرهاب وليس تحقيق «مكاسب سياسية».
يشار إلى أن واشنطن تقود «تحالفاً دولياً» يدعم «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في عملياتها ضد داعش في محافظة الرقة، دون أي تنسيق مع الحكومة السورية، بل علاوة على ذلك يقوم هذا «التحالف» باستهداف المدنيين بغاراته التي ينفذها بحجة استهداف معاقل التنظيم ويرتكب المجزرة تلو الأخرى بحق هؤلاء، في حين تدعم أنقرة ضمن ما تسمى عملية «درع الفرات» اللاشرعية، في شمال البلاد ميليشيات مسلحة بحجة محاربة التنظيم أيضاً ومقاتلة القوات الكردية التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية.
من جهة أخرى، أعرب لافروف عن استغرابه من خطوات الولايات المتحدة في مدينة الموصل العراقية والتي تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين، مبيناً أن موسكو دعت إلى إجراء جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي حول مقتل المدنيين في الموصل نتيجة خطوات الأميركيين.
وقال لافروف: «إن موسكو بالطبع تدعم تحرير الموصل من الإرهابيين إلا أنها تدعو إلى القيام بخطوات دقيقة لتحقيق ذلك»، داعيا «التحالف الدولي» إلى اتخاذ خطوات مماثلة لما جرى أثناء تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب من الإرهابيين، حيث تم فتح ممرات إنسانية.
من جهته قال الفانو: «إن إيطاليا تعتبر روسيا شريكا استراتيجياً في مكافحة الإرهاب الدولي وهذه الشراكة دائمة وضرورية لكل من يعتبر الإرهاب أكبر خطر اليوم».
في غضون ذلك، ذكر موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي، أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سيتوجه في 29 من الشهر الجاري إلى العاصمة الروسية موسكو، وبحسب مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية، فإن جاويش أوغلو سيلتقي خلال زيارته مع نظيره لافروف وسيبحثان آخر التطورات الميدانية والسياسية المتعلقة بالأزمة السورية، والتعاون القائم بين أنقرة وموسكو لإنهاء الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من 6 سنوات.
يجدر بالذكر أن روسيا وتركيا أشرفتا على اتفاق «وقف إطلاق النار» بين قوات الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة في 29 كانون الأول الماضي، غير أن تلك الميليشيات خرقت الاتفاق من خلال استهدافها لمواقع الجيش والمناطق الآمنة بالقذائف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن