قضايا وآراء

من المجموعة الأميركية التي «تدير» الموضوع الفلسطيني مع حكومة إسرائيل؟

| تحسين الحلبي 

تحت عنوان: «العصر الذهبي» للاستيطان ودعمه من رجال ترامب من اليهود الأميركيين نشر الموقع الإلكتروني لمجلة «بلومبيرغ» الأميركية الشهيرة سجلاً عن أهم الذين اختارهم الرئيس الأميركي ترامب في متابعة الموضوع الفلسطيني مع حكومة إسرائيل وأبرزهم «ديفيد فريدمان» السفير الأميركي الجديد لواشنطن المحامي المستأجر لشركات «ترامب» منذ فترة طويلة ورئيس لجنة يهودية- أميركية لجمع الأموال من أجل تسليح إسرائيل و«جيسون غرينبلات» المبعوث الأميركي الخاص لمتابعة المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية وهو يهودي أميركي من المتدينين ودرس في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية وكان من بين المستوطنين لفترة دراسته و«جاريد كوشينر» صهر ترامب اليهودي الأميركي الذي عين مستشاراً خاصاً للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والمعروف عنه شدة التعصب الديني اليهودي، فقد فرض على زوجته ابنة ترامب إجراء طقوس تهويدها عند أحد الحاخامين المنتمين للمذهب الليبيرالي لأن المذهب اليهودي الأوروثوذكسي يبدي تشدداً تجاه مثل هذه الإجراءات ويرفضها غالباً وهؤلاء الثلاثة فريدمان- وغرينبلات- وكوشينر سيديرون سياسة نتنياهو في الضفة الغربية كلها وللثلاثة صلة خاصة بمستوطنة تعد من المستوطنات التي تشبه فنادق سبعة النجوم هي «بيت إيل» القريبة من «رام الله» والتي كانت تابعة لها، يقول أحد أعضاء مجلسها الاستيطاني «حاييم سيلبير شتاين»: «يجب على بيت إيل كتابة ضريبة إخلاص للرئيس ترامب على عشرات الملايين من الدولارات التي منحها علناً لها». وللسفير الأميركي علاقة خاصة بهذه المستوطنة فأينما سار المستوطنون فيها يروا أسماء عائلته، والده «الحاخام موريس فيريدمان» أحد أوائل المؤسسين الذي افتتح باسمه «مركز علوم الكمومبيوتر» ومركز «فريدمان للسكن في الكلية» ومركز (فريدمان للياقة البدنية) وهو يتولى تمهيد شبان المستوطنة للخدمة في الأكاديمية العسكرية الإسرائيلية، وكان «غرينبلات» قد زار زملاءه من المستوطنين بعد زيارته الأولى للسلطة الفلسطينية كمبعوث أميركي للعملية السلمية ويدرس في «بيت إيل» (1100) شاب وتستضيف المستوطنة مئات الشبان اليهود الأميركيين في المستوطنة لتحويلهم إلى حاملي الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية وكان منهم «غرينبلات» الذي أقام في مستوطنة أخرى، وتتمتع مستوطنة بيت إيل بدعم دائم سنوي بعدة ملايين من الدولارات يقدمها ثلاثة من اليهود الأميركيين من أصحاب المليارات ومن المشاركين في دعم الليكود، ويقول رئيس مجلس مستوطنة «بيت إيل» «شاي ألون» أنه سيقوم ببناء 500 وحدة سكنية استيطانية أخرى لأن الكثيرين من اليهود في أميركا يرغبون في شرائها وزيارة المستوطنة.. أما اختيار اسم «بيت إيل» لهذه المستوطنة فقد جاء من تراث التوراة لأنها ذكرت فيه حين دخل «ابراهام» لأول مرة إلى «أرض كنعان» من ذلك المكان وفي فصل «حلم يعقوب» جاء أنه أطلق على ذلك المكان اسم «بيت إيل» أي «بيت الله» في اللغة المتداولة في ذلك الوقت في كنعان وبلاد الشام وأعد في ذلك الموقع «عموداً من حجر باسم بيت إيل» ولذلك قام المستوطنون بوضع «عمود» قالوا إنهم عثروا عليه من زمن يعقوب على شكل حجر رمزاً للمستوطنة الأولى ولكي يوظفوه في مزاعمهم وأساطيرهم موقعاً «دينياً يهودياً» يسبق عهد مزاعمهم حول الهيكل في مدينة القدس.
ويرى الحاخامون أن «بيت إيل» تعد بوابة السماء لأن «رب إسرائيل ظهر ليعقوب في رؤيا وطلب منه الإقامة فيها لكي يتبعه بنو إسرائيل إليها» يبدو أن اليهود الأميركيين وفي مقدمهم آل فريدمان السفير الإسرائيلي الجديد صاحب مشاريع الاستيطان فيها سيعملون على تحويلها إلى مدينة كبيرة تضم أكثر من نصف مليون مستوطن من يهود أميركا والعالم بموجب ما يجري التخطيط في بنيتها التحتية وتوسيع وحداتها الاستيطانية وسيشرف على كل هذا المشروع ثلاثة هم السفير الأميركي (فريدمان) والمبعوث الأميركي «غرينبلات» والمستشار الأميركي الخاص للرئيس ترامب «كوشينر» والثلاثة من المتدينين اليهود الصهيونيين الذين يشرفون بالدعم والتوجيه على مدارسها وكليتها وأكاديميتها العسكرية بشكل علني ومباشر أمام أعين الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن