رياضة

قوة الشهباء..

| مالك حمود

تتجه معظم الأحاديث الرياضية حول منتخب كرة القدم ورحلته التاريخية نحو المونديال وتفصيلاته ومستجداته، حيث الفعل ورد الفعل، ورحم اللـه من قال: (تمنيت لو أمتلك رقبة كالزرافة كي أراقب كل كلمة قبل التفوه بها) ولاسيما عندما يصدر الكلام من أناس يفترض أن يكونوا من قادة الرأي، ولكن أين هم من الصائب والمفيد للمجتمع والبلد.؟! فمثل اللسان كمثل السبع إن لم توثقه عدا عليك ولحقك شره، ولله في خلقه شؤون.
والأجدر الحديث في جانب آخر بعيد عن التنظير، وسأبقى في رياضتنا وضمن ملاعبنا المحلية ولحلب مع الرياضة حكاية عشق لم ولن تنتهي مادام هناك أناس يعملون بصدق ومحبة وإخلاص لبناء رياضة الشهباء التي تمثل جزءاً مهماً من رياضة الوطن.
بالأمس كانت الصورة الأحلى في صالة البطل الأولمبي بحلب وهي تشهد بطولة حلب للصغار برفع الأثقال والمصارعة.
روعة المشهد كانت متعددة المحاور والألوان، بدءاً من العدد الكبير والمشجع للمشاركين، مروراً بالمستويات المبشرة لأولئك المشاركين ما يعكس الجهد المبذول في تدريبهم وتعليمهم أساسيات اللعبة وفق أسس صحيحة وسليمة، وصولاً إلى نوعية البطولة التي تخصصت بألعاب القوة واختارت اثنتين من الألعاب الصعبة والبعيدة عن الجماهيرية، والتفوق في كل واحدة يحتاج إلى صبر ودأب وتحمل للوصول إلى درجة التألق والبطولة.
بطولة حلب لألعاب القوة ورغم اقتصارها على لعبتين إلا أنها تمثل انطلاقة مهمة وكبيرة لرياضة القوة في الشهباء إن لم نقل على مستوى سورية بشكل عام، مادامت ألعاب القوة واحدة من أهم مصادر تحقيق البطولات والإنجازات الدولية لسورية دولياً، وبالتالي فإن عودة بطولات ألعاب القوة إلى حلب بعد ست سنوات من الغياب لفئة الصغار بالذات يقدم الرافد المهم والرائد للرياضة السورية ولاسيما بتلك العودة القوية والواثقة والواسعة، فالعشرات من المواهب التي ظهرت في تلك البطولة لابد أن تزهر أبطالاً في المستقبل.
ولأن بناء البطل أصعب من أي بناء آخر فلا بد من إنصاف أصحاب المبادرة الكامنة وراء تلك النهضة التي تشهدها رياضة القوة في حلب، فالجهد الخاص والكبير الذي يبذله بطلنا الذهبي السابق برفع الأثقال عبد اللـه إسكندراني جلي وواضح بدءاً من مشروع البطل الأولمبي لبناء أجيال واعدة، مروراً بالبطولة المذكورة للأثقال والمصارعة، وبالطبع فإن وجوده في فرع حلب يساهم كثيراً في تنفيذ مشروعه الرياضي البنائي الواعد، ليلقى الدعم والمساندة من القيادة الرياضية في حلب العاشقة للرياضة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن