شؤون محلية

مدرّسة احتفلت بوضع حجر الأساس عندما كانت تلميذة … وضع حجر الأساس لمدرسة قرية شباط منذ 1988 ولم يباشر بها للآن

| طرطوس- الوطن

قرية شباط قرية كبيرة في ريف طرطوس يصل عدد سكانها لأكثر من 3 آلاف نسمة، تعاني ومنذ أكثر من ربع قرن من واقع مدرستها الابتدائية التي تم بناء أول غرفتين منها سنة 1958 بالعمل الشعبي، ثم ثلاث غرف أخرى سنة 1973، وبسبب ذلك تم الاحتفال بوضع حجر أساس لبناء مدرسة ابتدائية جديدة بدلاً منها سنة 1988 لكن للأسف حتى الآن لم يباشر بها رغم خطورة البناء (القديم) القائم ورغم الحاجة الماسة للبناء الجديد.
مدير التربية في طرطوس عبد الكريم حربا ورداً على سؤال «الوطن» عن مسوغات عدم المباشرة خلال السنوات الثلاثين الماضية، أوضح لنا أنه فعلاً تم التنازل عن العقار المجاور للمدرسة القائمة وهو ملك للأهالي ومساحته 1200 متر مربع وأرسلت جميع الأوراق الثبوتية الخاصة به إلى مديرية التربية، ثم قامت لجنة فنية مشكلة من الخدمات الفنية بالكشف ومعاينة العقار، إلا أن اللجنة رفضت العقار لقلة مساحته وبناء على ذلك تم اقتراح موقع آخر بديل من الفعاليات الأهلية والحزبية في القرية، وبعد الكشف عليه تبين أنه يقع فوق مقبرة، وتوجد معارضة من البعض على إنشاء المدرسة في هذا الموقع، إضافة إلى عدم وجود طريق يؤدي إلى الأرض المقترحة ما أدى إلى امتناع مؤسسة الإسكان العسكري عن التنفيذ باعتبارها الجهة المتعاقد معها.
وفي عام 1992 ورد كتاب من إدارة المدرسة يتضمن اقتراحاً بالتوسع الشاقولي وبناء طابق إضافي فوق المبنى القائم، وبعد الكشف على الموقع ومعاينة عدد الطلاب وعدد القاعات المطلوبة تبين أن مساحة السطح غير كافية لاستيعاب المطلوب والبناء عليها، وكذلك البناء في ساحة المدرسة يؤثر سلباً في الحصة الدنيا من الساحات والملاعب التي لا يتوفر الحد الأدنى لها.
تابعنا الأمر مع رئيس بلدية بملكة التي تتبع قرية شباط لها وسألناه عن المخطط التنظيمي للقرية فأكد وجود مخطط تنظيمي منذ 1995 يلحظ مواقع للمدارس، وأشار إلى أنه عندما تسلم منصبه كان هناك إضبارة استملاك لطريق متحلق يصل إلى الأرض المخصصة للمدرسة في المخطط، وبسبب الإشكالات العديدة لم يصدر قرار استملاك حتى تاريخه رغم المتابعات من البلدية ومحاولات استدراك الملاحظات التي أعيدت من الوزارة أكثر من مرة!
بدوره أكد مدير المدرسة الحالي أن الحاجة ملحة جداً لبناء مدرسة بسبب واقع البناء الحالي من جميع الجوانب سواء لجهة قدمه أم لعدم استيعابه لتلاميذ الحلقة الأولى، مشيراً إلى أن تلاميذ الخامس والسادس يداومون مع طلاب الحلقة الثانية في بناء بعيد، أو لجهة وجود باحتها الصغيرة في نهاية طريق عام وقرب مستوصف تشغلها السيارات بشكل شبه دائم.
أخيراً نقول إن المدرسة الابتدائية قديمة وباتت آيلة للسقوط على رؤوس التلاميذ والمدرسين بأي لحظة، كما تؤكد إحدى المعلمات فيها مشيرة إلى أنها كانت طفلة عندما شاركت في الاحتفال بوضع حجر الأساس للمدرسة والآن تعلّم فيها ومعها أطفالها، وتتحسر لواقعها وتستغرب بألم حالة عجز الجهات المعنية عن حل مشكلة الأرض والطريق منذ 30 سنة وحتى الآن.. وتقول (لا حياة لمن تنادي)!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن