عربي ودولي

ألمانيا تضيق ذرعاً بتجسس تركيا «اللا محتمل» على أنصار غولن

اتهم مسؤول ألماني أمس تركيا بممارسة تجسس «غير مقبول ولا يحتمل» في ألمانيا على مؤيدي الداعية فتح اللـه غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب تموز 2016. كما فتحت النيابة الفدرالية الألمانية في مدينة كارلسروه تحقيقاً في قضية التجسس من الاستخبارات التركية على أنصار غولن على أراضي ألمانيا.
وقال وزير الداخلية في مقاطعة ساكسونيا السفلى شمال غرب ألمانيا بوريس بيستوريوس الثلاثاء «من الملاحظ الكثافة والشراسة المستخدمة في التحقيق بأمر الأشخاص الذين يعيشون في الخارج».
وقال في مؤتمر صحفي: إن هذا «غير مقبول ولا يمكن احتماله مطلقاً».
وكشف المسؤول الاشتراكي الديمقراطي الذي يشرف على أجهزة الاستخبارات المحلية، أن أنقرة طلبت من برلين مساعدتها في التجسس على 300 شخص ومنظمة في جميع أنحاء ألمانيا، تعتبرهم مقربين من حركة الداعية فتح اللـه غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الصيف الماضي.
وأضاف: إنه تم تسليم القائمة إلى حكومات المقاطعات.
وقال بيستوريوس: «هذا لا يحتمل وغير مقبول إطلاقاً»، داعياً حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى التصدي لأنقرة بـ«كلمات عادلة وواضحة»، بعدما خاضت مؤخراً خلافاً مع أنقرة حول الحملة التي تخوضها السلطات التركية تمهيداً للاستفتاء حول توسيع الصلاحيات الرئاسية في 16 نيسان. وأوضح بيستوريوس أنه سيتم إبلاغ 10 إلى 15 من الأهداف الواقعة في سكسونيا السفلى، بينها مدرسة وشركتان على الأقل، بأنها عرضة للتجسس.
إلا أن مقاطعة ساكسونيا قررت بدلاً من ذلك إبلاغ أكثر من 10 من الأهداف الواردة على القائمة ومن بينها مدرسة وشركتان على الأقل خشية أن يتعرض الأشخاص إلى «عمليات انتقامية» في حال زاروا تركيا وهم يعلمون أنهم على قائمة الأشخاص المراقبين. وأضاف: إن السلطات التركية تتصرف بطريقة «تنم عن خوف من المؤامرة يمكن وصفها بالمرضية». وقال: إن هذه السلطات تفترض أن «جميع أنصار غولن هم إرهابيون وأعداء للدولة رغم عدم وجود أي دليل على ذلك».
وأضاف: «حتى اليوم ليس لدينا أي دليل يذكر على أن أنصار غولن خالفوا أي قوانين بأية طريقة ممكنة».
ورغم أن الداعية غولن (75 عاماً) الذي يعيش في الولايات المتحدة نفى على الدوام أي علاقة له بالمحاولة التي هدفت للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن أنقرة شنت حملة قمع شديدة على أنصاره. واعتقلت أنقرة أكثر من 41 ألف شخص بسبب الاشتباه في علاقتهم بحركة غولن، كما أقالت نحو 100 ألف شخص أو أوقفتهم عن العمل، ومعظمهم من المدرسين والشرطة والقضاة والصحفيين.
وفي شباط داهمت الشرطة الألمانية منازل أربع دعاة مسلمين أتراك يشتبه في تجسسهم على أنصار غولن لحساب حكومة أردوغان.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن