عربي ودولي

معصوم: نهاية «داعش» عسكرياً ستكون قريبة لكن القضاء عليه كفكر إرهابي يحتاج إلى وقت … القوات العراقية في الموصل القديمة تخوض حرب شوارع مع التنظيم الإرهابي وتطوّقه في الساحل الأيمن

اعتبر الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن نهاية «داعش» كتنظيم مسلح يمكن أن تكون قريبة لكن القضاء عليه كفكر إرهابي يحتاج لوقت أكبر وإلى تضافر الجهود على كافة المستويات، معلناً أن التنسيق بين جهات الأمن العراقية والتحالف الدولي قائم، وإن كان يعتريه بعض الخلل، كما أكد أن الموصل تشهد كارثة إنسانية، لكن لا بد من تحريرها من «داعش».
يأتي ذلك في حين تواصل القوات العراقية المشتركة عمليات تحرير الساحل الأيمن من مدينة الموصل محققة تقدما في عدد من المحاور فيه حيث استعادت العديد من المناطق والأحياء بعد تكبيد إرهابيي تنظيم «داعش» خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد.
وقال معصوم في حديث لوكالة سبوتنيك: «يلزمنا وقت لاجتثاث داعش من جذوره والتخلص من فكره المتطرف الذي بات منتشراً وكخلايا تنشط بين الفترة والأخرى في بعض المدن العراقية ولكني أعتقد أنه كتنظيم مسلح على الأرض سينتهي خلال الفترة القادمة».
وأضاف معصوم: «هناك تنسيق بين التحالف الأميركي والجهات الأمنية العراقية، يوجد تنسيق، لكن أحياناً قد يكون هناك خلل في التنسيق»، وقال: «طبعاً ما يحصل (في الموصل) بالتأكيد كارثة إنسانية، مثلاً هؤلاء المواطنون الذين كانوا مستقرين في حياتهم قبل 3 سنوات والآن وصلت بهم الحالة إلى أن يعيشوا مشردين ونازحين، يعيشون في خيم، بالتأكيد حالة إنسانية صعبة».
وأوضح أنه «ليس من المعقول ترك الموصل هكذا تحت أيديهم والموصل تتحول إلى مركز لممارسة نشاطاتهم، فلا بد من محاربتهم وهذه المحاربة أيضاً لها ضريبتها، فأحياناً يقع أناس أبرياء قتلى وليس بقصد، وإنما طبيعة القتال».
وأكد الرئيس العراقي أن هناك تنسيقاً روسياً عراقياً، كما يوجد تنسيق روسي مع دول التحالف في محاربة تنظيم «داعش» في سورية والعراق، وأضاف «هناك تنسيق لأن داعش في سورية وفي العراق شيء واحد، وبالتالي الآن روسيا تقاتل في سورية والولايات المتحدة ومجموعة التحالف تقاتل في العراق وهناك تنسيق بين هؤلاء».
وأوضح أنه «بالنسبة للعراق، هناك أجواء مفتوحة لقوات دول التحالف وفي مقدمتها أميركا لضرب «داعش» في الداخل، ولكن في الوقت نفسه، هناك تنسيق مع روسيا».
وقال معصوم لـ«سبوتنيك»: «نحن في علاقاتنا لن نكون مع جانب دون جانب آخر، وهذه سياستنا العامة، لن نكون مع أميركا ضد روسيا ولا مع روسيا ضد أميركا.. نريد أن تكون علاقتنا مع روسيا جيدة ومتطورة، وكذلك مع الولايات المتحدة ودول الغرب ودول آسيوية أخرى».
وأضاف: «من الناحية المبدئية ليس لنا فيتو للتعامل مع روسيا وشراء الأسلحة، وليس لدينا أي اعتراض على تقدم العلاقات مع روسيا، كما قلنا بالنسبة لإيران ولأميركا، لا ننظر إلى أميركا بعيون روسية ولا إلى روسيا بعيون أميركية، فهذه الدول، كبريات الدول، ولها مصالحها الخاصة، ونحن أيضاً لنا مصالحنا وليس من مصلحتنا أن نكون ضد إحدى هذه الدول، طالما هذه الدول موقفها ودي تجاه العراق».
وأوضح الرئيس العراقي أن العراق يحتاج إلى كل مساعدة ممكنة من أجل أن يتجاوز الأزمة التي يعيشها الآن نتيجة للحرب مع تنظيم «داعش»، ما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية.
ميدانياً، تخوض القوات العراقية في الموصل القديمة معارك عنيفة مع عناصر داعش وتطوّق التنظيم في الساحل الأيمن للمدينة لمنع وصول التعزيزات إليه، فيما تدور حرب شوارع بين الجهتين وتتركز غرب المدينة. وتواصل القوات العراقية إرسال تعزيزاتها إلى محور الاشتباكات لإطباق الطوق على داعش، حيث إن الطائرات العراقية تحلق في الأجواء على وقع استمرار الاشتباكات. في حين يستخدم داعش رصاص «الستيل» الخارق للدروع في معاركه في الموصل القديمة. ومنع التنظيم الغذاء والماء عن أهالي الساحل الأيمن للمدينة.
وتحاول القوات العراقية قدر الإمكان تجنيب المدنيين المعارك في الموصل القديمة، مضيفة أنها تواصل تقدمها وسط حرب شوارع عنيفة بين الطرفين.
هذا ونصحت القوات العراقية المدنيين بعدم العودة إلى المناطق التي لا تزال ساحة للمعارك.
إلى ذلك قضى سلاح الجو العراقي على 50 إرهابيا من تنظيم «داعش» جنوب غرب تلعفر في محافظة نينوى شمال العراق.
وذكرت خلية الإعلام الحربي في بيان أن «سلاح الجو العراقي قضى على نحو 50 إرهابيا ودمر 10 سيارات للإرهابيين وعدة أوكار لهم في ناحية بليج جنوب غرب تلعفر في محافظة نينوى».
وأشار البيان إلى تدمير وكر لإرهابيي تنظيم «داعش» وبداخله غرفة عمليات بالكامل والقضاء على عدد من الإرهابيين في ناحية المحلبية في الموصل.
من جهته أشار قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان إلى تدمير معمل لتصنيع العبوات الناسفة وآخر لتصنيع السيارات المفخخة ومقر لما يسمى «الحسبة المالية» ومضافة للإرهابيين ومستودع للأسلحة وآخر للصواريخ في ضربات جوية نفذها الطيران العراقي في قضاء تلعفر.
روسيا اليوم – ا ف ب- رويترز – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن