سورية

لا تأكيد على إحياء اتفاق البلدات الأربع كفريا الفوعة والزبداني مضايا

| سامر ضاحي

لم تؤكد مصادر دبلوماسية أجنبية في دمشق وأخرى مطلعة، ما يتم الترويج له في مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن مفاوضات تجري في أنقرة والدوحة بشأن إحياء اتفاق المدن الأربع (كفريا الفوعة الزبداني مضايا) وأنه تم خلالها التوصل إلى اتفاق شبه نهائي.
وقال مصدر دبلوماسي في دمشق لـ«الوطن»: إن مجمل ما يتم تناقله من أنباء يندرج ضمن اتفاق المدن الأربع، ولكنه أضاف: إنها «تبقى أنباء لا يمكن تأكيدها أو نفيها».
وجرى في دمشق أمس لقاء «تشاوري» بين وفد روسي ووفد من «الهيئة الوطنية الأهلية لمدينة الزبداني»، وفق ما قال مصدر حضر الاجتماع لـ«الوطن»، وذكر أن الروس «كانوا مستمعين أكثر مما كانوا متحدثين، وهم لم يؤكدوا أو ينفوا ما يجري الحديث عنه حول الاتفاق بشأن الفوعة والزبداني» دون الكشف عن تفاصيل إضافية عنه.
وأكد المصدر أن وفد «الهيئة الوطنية» طلب من الوفد الروسي فك الارتباط بين البلدات الأربع خلال اجتماعات أستانا المقبلة، في حين طلب الروس أن يتم صياغة رسالة بهذا الخصوص يتم حملها إلى المتفاوضين.
وترددت في تقارير إعلامية أول من أمس أنباء عن أن العاصمة التركية أنقرة، شهدت الأحد الماضي، مفاوضات بين عدة أطراف، تبعه لقاء مماثل في قطر بين الأطراف ذاتها أسفر عن الوصول إلى «اتفاق شبه نهائي» ينص على إخراج مسلحي مدينة الزبداني وبلدتي مضايا وبقين غربي دمشق مع عائلاتهم باتجاه الشمال السوري، مقابل إخراج دفعة من بلدتي كفريا والفوعة شمالي إدلب»، وأن العملية ستنتهي قبل منتصف نيسان المقبل.
وذكرت الأنباء أن الاتفاق يشمل إخراج 170 مقاتلاً من المتبقين في الزبداني وهم ينتمون لميليشيا «كتائب حمزة بن عبد المطلب» التي يقودها المدعو أبو عدنان الزبداني والتابعة لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» مع عائلاتهم المتواجدين في مضايا والزبداني، إضافة إلى عشرات المسلحين من بلدة مضايا المجاورة مع عائلاتهم، على أن يخرج في المقابل عدد من أهالي الفوعة وكفريا في مقدمتهم الحالات الصحية الحرجة أكثر من غيرها، دون أن يحدد العدد.
ولفتت المصادر إلى أن الاتفاق لا يشمل من يسمون أنفسهم «ثوار الجبل الشرقي» في الزبداني على اعتبار أنهم ينتمون لـ«جبهة النصرة» ويقدر عددهم بمئة مقاتل. ووفق المصادر فإن «النصرة» لم تقبل بالاتفاق وهي تسيطر عبر «هيئة تحرير الشام» على المناطق التي من المقرر أن تعبر منها قوافل الخارجين من الفوعة وكفريا، فطلبت في المقابل إدراج مقاتليها في جنوب دمشق ومخيم اليوموك على وجه الخصوص في بنود الاتفاق»، مرجحة أن يتم حل هذه العقدة خلال اليومين القادمين.
ومساء أمس نقلت مواقع معارضة عن المدعو «أبو عدنان» تأكيده «التوصل لاتفاق بخصوص البلدات الأربع».
وتحاصر تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة منذ بداية عام 2015 أهالي الفوعة وكفريا، ومن أبرزها جبهة النصرة المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، على حين تحاصر قوات الجيش العربي السوري تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة، في مدينة الزبداني وبلدة مضايا وتتخذ من المدنيين دروعاً بشرية.
وفي صيف عام 2015، تم التوصل مع ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، إلى ما أطلق عليه اتفاق هدنة المدن الأربع ومدته ستة أشهر، ونصّ على إخراج عشرة آلاف مدني من الأطفال والنساء والشيوخ من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، مقابل خروج من يرغب من مقاتلي الفصائل المسلحة في الزبداني وعائلاتهم لمحافظة إدلب، إلا أن التنظيمات الإرهابية لم تلتزم بالاتفاق وعرقلته.
وبعد تضييق الخناق على مسلحي الأحياء الشرقية لمدينة حلب أواخر العام الماضي تم التوصل إلى ما أطلق عليه اتفاق حلب ونص على خروج نحو 4500 من الجرحى والعائلات من الفوعة وكفريا، مقابل إخراج قرابة 50 ألفاً من المسلحين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، على أن يتم الإخراج بشكل متزامن وعلى ثلاث دفعات لمسلحين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب والجرحى وعائلاتهم من الفوعة وكفريا.
وقسم الاتفاق الخارجين إلى 3 دفعات تشمل الأولى خروج 1250 من الفوعة وكفريا مقابل خروج 15 ألفاً من الأحياء الشرقية، وكذلك الأمر بالنسبة للدفعة الثانية على أن يرتفع العدد في الدفعة الثالثة إلى 2000 من الفوعة وكفريا مقابل 20 ألفاً من الأحياء الشرقية.
وبينما تم إخراج جميع مسلحي الأحياء الشرقية غير الراغبين في تسوية أوضاعهم وعائلاتهم، لم يخرج من الفوعة وكفريا سوى 900 من الجرحى وعائلاتهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن