سورية

الدبلوماسية الروسية تنشط في جنيف وعمان لدفع عجلة المباحثات.. و«وفد الرياض» يتهرب من مناقشة سلة الإرهاب .. لقاءات لوفد سورية مع غاتيلوف ومندوب إيران لدى الأمم المتحدة واتفاق على مواصلة التنسيق

| الوطن – وكالات

فيما يمكن اعتباره جرعة منشطة على طريق إنجاح حل سياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها السابع، برزت أمس جهود دبلوماسية روسية في أروقة مباحثات «جنيف 5» للدفع قدما بهذه المباحثات، بالترافق مع جهود دبلوماسية روسية مماثلة في أروقة القمة العربية التي من المقرر أن تعقد اليوم في الأردن.
ورغم مضي خمسة أيام على انطلاق الجولة الخامسة من مباحثات جنيف التي يشارك فيها وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة بشار الجعفري ووفود منصات «الرياض» و«موسكو» و«القاهرة» التي يفترض أن تبحث أربع سلال هي الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات، إلا أنها وحتى الآن لم تشهد أي تقدم يذكر.
ولإعطاء جرعة إسعافية للمباحثات حط ليل الثلاثاء نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ورئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقية في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين في جنيف. وقال الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» إن زيارة غاتيلوف وفيرشينين إلى جنيف تهدف إلى «دعم المفاوضات السورية».
والتقى وفد الجمهورية العربية السورية مع غاتيلوف وفيرشينن في مقر البعثة الروسية بجنيف وجرى تبادل وجهات النظر حول سير الحوار السوري السوري في اجتماعات جنيف 5 وتم الاتفاق على مواصلة التشاور بما يساعد على تحقيق تقدم في المحادثات، وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وأكد الوفد السوري خلال اللقاء أنه قدم العديد من الأوراق وينتظر رؤية جدية الأطراف الأخرى في التفاعل مع هذه الأوراق.
من جانبه، قال مصدر سوري مواكب لوفد سورية بحسب وكالة «ا ف ب» للأنباء: إن اللقاء مع غاتيلوف تناول «مجريات جولة المفاوضات التي لم تحقق أي تقدم حتى الآن»، مضيفاً «لم يسجل أي اختراق أو إنجاز خصوصاً مع غياب المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا لأيام عدة» عن المباحثات.
وأشار إلى أن زيارة غاتيلوف إلى جنيف «رسالة قوية تدل على اهتمام روسيا بدفع المسار التفاوضي إلى الأمام وخصوصاً أنها إحدى الدول الراعية لهذا المسار».
وكان وفد سورية قدم خلال جلسة المحادثات التي عقدها أول من أمس مع رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية والتي تطرقت إلى الدستور ورقة مبادئ أساسية للبدء بشكل صحيح في أي حوار حول العملية الدستورية، بعد أن كان عقد جلسة محادثات يوم السبت الماضي مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حيث أفادت مصادر مقربة من الأمم المتحدة بأن الوفد قدم خلالها لدي ميستورا ورقة لمكافحة الإرهاب.
ولدى وصوله إلى جنيف كان غاتيلوف قال في تصريحات صحفية: إن روسيا تبذل كل الجهود الضرورية لضمان بقاء الهدنة في سورية، مضيفاً: «كل ما علينا فعله بصفتنا جهة ضامنة (للهدنة)، نفعله بدقة كبيرة». وأكد استعداد الدبلوماسيين الروس للبقاء في جنيف حتى نهاية الجولة الراهنة من المفاوضات السورية ولقاء جميع أطرافها. وأضاف: إن الحديث عن نتائج «جنيف-5» سابق لأوانه.
من جانبه قال فيرشينين: إن اللقاء القادم في العاصمة الكازاخستانية أستانا، حيث تتم مناقشة المسائل المتعلقة بالهدنة، سيجري في 3-4 أيار المقبل. ورداً على سؤال عما إذا أكد طرف من الأطراف مشاركته في هذا اللقاء، قال الدبلوماسي إنه من المبكر الحديث عن ذلك وعن ماهية الوثائق التي قد يتم تبنيها في أستانا.
كما التقى وفد سورية، أمس، مع مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف محسن نظيري أصل في مقر البعثة السورية الدائمة للأمم المتحدة في جنيف. وتم التطرق خلال اللقاء إلى مجريات الجولة الخامسة من مباحثات «جنيف 5» والتأكيد على استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين.
وفي وقت لاحق من يوم أمس جاء في الحساب الرسمي للبعثة الروسية الدائمة لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أن «غاتيلوف بحث مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا (بعد عودته من الأردن) سير الجولة الخامسة من المفاوضات السورية في جنيف وآفاقها»، وفق «روسيا اليوم».
وبحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، فإنه من المتوقع أن يجري غاتيلوف، الثلاثاء، لقاء مع ممثلي «منصة موسكو»، على أن يلتقي اليوم الأربعاء وفد «منصة الرياض» المعارضة.
على خط مواز، بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع الوزير الجزائري للشؤون المغاربية عبد القادر مساهل في عمان الوضع في سورية وقضايا أخرى ملحة، وفق ما ذكرت «سانا».
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن «الجانبين تبادلا خلال لقائهما في العاصمة الأردنية عمان الآراء حول القضايا الإقليمية الملحة مع التركيز على الأوضاع في سورية وليبيا ومنطقة الساحل»، وأشار الجانبان إلى أهمية تفعيل الجهود المنسقة للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولفت البيان إلى أن اللقاء تناول أيضاً بعض المسائل المحددة لتطوير التعاون الروسي الجزائري في مختلف المجالات بما في ذلك تعميق الحوار السياسي بين البلدين. ومن المقرر أن تعقد اليوم في الأردن القمة العربية الثامنة والعشرون.
كما بحث بوغدانوف مع دي ميستورا في عمان قبل أن يعود الأخير إلى جنيف، التسوية السياسية للأزمة السورية وسبل دفع محادثات جنيف وأستانا لتحقيق ذلك.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، بحسب «روسيا اليوم»: إن بوغدانوف ودي ميستورا اجتمعا في عمان حيث تجري التحضيرات للقمة العربية، وبحثا «مجموعة من المسائل المرتبطة بدفع مسار المحادثات في أستانا وجنيف، الهادف إلى تعزيز وقف إطلاق النار والأعمال القتالية، ومحاربة الإرهاب، والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254».
وبالعودة إلى مباحثات «جنيف 5» فقد التقى دي ميستورا وفد «منصة الرياض» المعارضة، وقال رئيس الوفد نصر الحريري في مؤتمر صحفي بعد اللقاء عرضته محطات فضائية «ناقشنا مع دي ميستورا «الإجراءات الأمنية» في المرحلة الانتقالية». ويرى مراقبون أن مصطلح «الإجراءات الأمنية» الذي يتحدث عنه الحريري هو تهرب من قضية مكافحة الإرهاب.
وبدأت جولة «جنيف 5 « يوم الجمعة الماضي وعلى جدول أعمالها أربعة عناوين رئيسية هي مكافحة الإرهاب والحكم والانتخابات والدستور على أن يتم بحثها بشكل متواز.
ووزع دي ميستورا على الوفود المشاركة في اليومين الماضيين «لا ورقة» تتضمن العناوين الأربعة في جدول الأعمال مع بنود تفصيلية لكل منها، وطلب إعداد ردود عليها. وتتجاهل الورقة بشكل «شبه كامل» قضية الإرهاب.
وأول من أمس دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف المعنية إلى «العمل على ضمان نجاح مفاوضات جنيف حول سورية». وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق في مؤتمر صحفي: إن «الأمين العام يكرر إعرابه عن دعم مبعوثه الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا» بحسب ما أوردت وكالة الأناضول».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن