الأولى

روائح صفقة تفوح من وراء انسحاب داعش من البادية

| عبد اللـه علي

يذهب البعض إلى أن تنظيم داعش الإرهابي اضطر إلى الانسحاب من مناطق في القلمون الشرقي وأخرى في البادية السورية، منذ عدة أيام، بسبب الضغوط الهائلة التي يتعرض لها في العراق وسورية، على حين يرى فريق ثان أن انسحاب داعش لم يكن من قبيل الضعف والانهيار، بل جاء نتيجة مفاوضات.
وفي هذا السياق أشار القيادي السابق في جبهة النصرة أبو محمد صالح الحموي، وكان يشغل منصب «أمير حماة» وعضو مجلس الشورى، إلى «قيام الفصائل الإسلامية بالتفاوض مع داعش من أجل إقناعه بالانسحاب من سورية بكاملها والذهاب إلى العراق، مقابل أن يأخذ معه ما يشاء من مقاتلين ومهاجرين وأسلحة»، وأضاف الحموي في تغريدات له على حسابه على «تويتر»: إن الميليشيات رفضت شروط داعش التي طرحها للموافقة وبذلك انتهت المفاوضات بحسب الحموي.
وأكد المفاوضات مع داعش، الناشط المعارض عبد اللـه عبد الكريم، وهو من مدينة القريتين في ريف حمص، القريبة من منطقة المحسا التي تعتبر آخر أهم معاقل داعش التي لم ينسحب منها، فقال في تغريدة على حسابه على «تويتر»: إن «انسحاب تنظيم داعش من البادية تم بالاتفاق عليه مع طرف نتحفظ على ذكر اسمه في الوقت الحالي»، وحول مضمون الاتفاق ذكر الناشط أن انسحاب التنظيم لن يقتصر على البادية والقلمون بل سيشمل أيضاً «ريف حماة الشرقي».
وذكر الناشط أن الاتفاق قضى بأن «الطرف الذي اتفق مع التنظيم يلتزم بتأمين السلاح وإرساله إلى داعش عبر وسطاء»، مشيراً إلى أن هذا «لا يعني وجود اتفاق بين التنظيم وبين الوسطاء لكنه تقاطع مصالح فقط».
وبالرجوع إلى ما ذكره عبد الكريم حول شمول ريف حماة الشرقي بالاتفاق، فإن انسحاب داعش من مناطقه هناك سيعني أن الميليشيات سيكون لها خط إمداد يمتد من الحدود التركية في الشمال وصولاً إلى المناطق التي انسحب منها التنظيم في البادية بالقرب من الحدود الأردنية جنوباً، وقد تكون هذه هي مصلحة الميليشيات من وراء الاتفاق لأن قنوات الدعم التي طالما حجبت عنها بفعل الطوق الذي فرضه الجيش السوري عليها خلال السنوات الماضية، ستعود إليها وتزيد من قوتها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن