ثقافة وفن

«وجهات نظر» أمسية غنائية لجوقة قوس قزح … بريمو: لدينا ميراث من الألحان الجميلة

| سارة سلامة

بكل حرفية وجمالية وأسلوب جديد وبأصوات الشباب أراد المايسترو حسام الدين بريمو أن يصوغ اللحن التقليدي ويحوله إلى لحن محدّث خارجاً عن المألوف، ربما رأى أن التراث بحاجة إلى إنعاشه ليحيا من جديد، فكان العرض منوعاً بوجهات نظر مختلفة تعبر عن موزعيها، وأثبت لنا أنه ليس فقط للفكرة وجهة نظر، إنما للموسيقا أيضاً وجهات نظر متعددة، وهذا ما ترجمه في أمسية «وجهات نظر» الغنائية التي أحيتها جوقة «قوس قزح» بقيادته على خشبة مسرح المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق.

جماليات جديدة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»: قال حسام الدين بريمو إن هذه التجربة المحدثة من حق كل فنان سوري ونتيجة طبيعية لاستمرار الموسيقا: وإن الفنان في بلدنا تواق لأن يقول وجهة نظره بما يسمع، ونحن دائماً نحمي التراث ولكن إذا ما تم تقديم التراث كما هو والأسلوب نفسه، فذلك شيءٌ جميل لكنه اشبه بالثلاجة أو المتحف، ونحن لدينا متحف ولدينا حياة في الشارع وبطبيعة الحال نحن نقدم الموسيقا بشكلها التقليدي كما فعلنا في العرض وذلك من خلال 4 آلات موسيقية ولحن واحد وهذا ما نال إعجاب الناس»، مضيفاً: «إن من حقنا كموسيقيين نعيش في سورية إبداء وجهة نظرنا بالورثة التي ورثناها عن سلفنا ألا وهي الألحان الجميلة، ولذلك قدمنا وجهات نظر تعبر عن 11 فناناً سورياً كل واحد منهم أبدى وجهة نظره بقطعة موسيقية تراثية، ومعنى ذلك أننا نستطيع أن نضيف للجمال الذي ورثناه من أسلافنا جمالاً جديداً هو ليس مطابقاً إنما مختلف، لأن الغناء على 4 ألحان أو أكثر هو جمال مضاف للقيمة الجمالية الأساسية، لا تطابقها، بل تشبهها، فما المانع من إضافة جماليات جديدة لألحان معروفة ووجهة نظر محدثة حسب وجهة نظر الموزع؟.

الأغاني المقدمة
قدمت جوقة «قوس قزح» 13 أغنية تنوعت بين العربية والآرامية موزعة كورالياً من 11 موسيقياً في محاولة لإبراز جمالية اللحن الأساسي بطريقة مختلفة مثيرة ومختلفة وهي:
«لما بدا يتثنى» كلمات قديمة، ألحان محمد المسلوب، وجهة نظر ادوارد طوريغيان و«بعدك على بالي»، كلمات وألحان الأخوين الرحباني، وجهة نظر عاصم مكارم، «بالفلا جمّال ساري» ألحان رفيق شكري، كلمات عمر الحلبي، وجهة نظر وسيم إبراهيم، «نفيكا» كلمات جورج رزق الله، ألحان ناظم نعيم، وجهة نظر حسام الدين بريمو و«ع الروزانا، ألحان تراث، وجهة نظر بشر عيسى و«يا حلاوة الدنيا»، ألحان زكريا أحمد، كلمات بيرم التونسي، وجهة نظر الياس زيات و«ملقى الصهبة»، كلمات وألحان سيد درويش، وجهة نظر زياد حرب و«فوق النا خل»، ألحان تراث، كلمات تراث شامي، وجهة نظر حسام الدين بريمو و«سماعي»، كلمات حسان الدين بريمو، ألحان عدنان فتح الله، وجهة نظر عدنان فتح الله و«الباروكة»، ألحان سيد درويش، كلمات عبد العزيز الأحمد، وجهة نظر كمال سكيكو و«حلوة يا بلدي»، ألحان جيف بارنل، كلمات مروان سعادة، وجهة نظر شانت كاشيشيان و«نار نار»، كلمات وألحان الأخوين الرحباني، وجهة نظر صالح كاتبة، وكان الختام بأغنية «خاين يا طرخون»، كلمات وألحان حسام الدين بريمو، وجهة نظر حسام الدين بريمو. والمستوحاة من الباعة الجوالين في دمشق.
ويذكر أن جوقة قوس قزح تتبع لفرقة لونا للغناء الجماعي منذ تأسيسها عام 1999 بقيادة المايسترو بريمو وتؤدي أعمالاً متنوعة من عصور مختلفة وبلغات عدة تقارب 20 لغة تجمع بينها بأسلوب فريد، وشاركت إلى الآن بنحو 90 حفلاً في كل من سورية ولبنان والأردن والإمارات، على حين تتألف فرقة «لونا» من خمس جوقات هي «قوس قزح» و«ألوان» و«ورد» و«شام» و«سنا» وأوركسترا «ندى»، والتي تعمل معاً لإنعاش الغناء الجماعي وإظهار جماليته والمساهمة في إعادته إلى المشهد الثقافي العربي لما يختزنه من قيم جمالية واجتماعية بناءة وراقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن