سورية

اعتبر أن هناك «شبهات» باحتفاظ واشنطن بـ«النصرة» لاستخدامها في «إسقاط النظام» … لافروف: التعاون مع أميركا للتسوية في سورية ما زال ممكناً

| وكالات

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الشبهات لا تزال ماثلة حتى الآن بأن الولايات المتحدة الأميركية لم تستهدف سابقاً جبهة النصرة الإرهابية (فتح الشام حالياً) لاستخدامها لاحقاً في «إسقاط النظام» السوري، إلا أنه اعتبر أنه ما زالت هناك إمكانية لإحياء التعاون بين روسيا والولايات المتحدة حول تسوية الأزمة السورية.
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «National Interest» الأميركية، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، قبل وصول قواتنا الجوية الفضائية إلى سورية، قامت بتوجيه ضربات على مواقع داعش بصورة نادرة جداً، ولم تنفذ مطلقاً غارات على أهداف جبهة النصرة، التي، حسب رأي الكثيرين، جرى الاحتفاظ بها لاستخدامها، إذا لزم الأمر في مرحلة ما، من أجل الإطاحة بالنظام».
وشدد لافروف على أن «هذا الانطباع بل الشبهات لا تزال ماثلة حتى الآن، لأن تنظيم جبهة النصرة، الذي غير اسمه مرتين، يحظى بدعم الممولين ذاتهم، الذين يواصلون تزويد هذا الهيكل بالأموال وجميع الموارد الضرورية لخوض الأعمال القتالية».
وفي سياق متصل، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه ما زالت هناك إمكانية لإحياء التعاون بين روسيا والولايات المتحدة حول تسوية الأزمة السورية.
وأوضح لافروف قائلاً: «لقد قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن مكافحة الإرهاب تمثل أولوية بالنسبة له في مجال السياسة الخارجية، وهذا، برأيي، أمر منطقي جدا، وأنا على يقين أننا سنلتزم بالنهج ذاته».
واستطرد لافروف مبيناً: «لقد سمعتم على الأرجح أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الروسية، جنرال الجيش فاليري غيراسيموف، أجرى لقاء مع الجنرال جوزيف دانفورد (رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية)، كما تحدثا مرتين على الأقل عبر الهاتف… وأعتقد أن توصلهما إلى اتفاق يشمل نقاطا أوسع من آلية منع وقوع الحوادث بين الجانبين، ولا أود هنا أن أستبق الأحداث، سيكون، حال حصوله، إشارة إيجابية تدل على أننا قادرون حقا على بذل جميع الجهود الممكنة من أجل أن يقوم كل من يواجه داعش وجبهة النصرة على الأرض بتنسيق عملياتهم».
واعتبر لافروف أن تنفيذ عمليات مشتركة للقوات الروسية والأميركية تحت قيادة موحدة أمر مستحيل، لكن التنسيق العسكري ممكن للغاية.
وأكد لافروف ضرورة أن تركز جميع أطراف النزاع في سورية، بما في ذلك اللاعبون الخارجيون، على العملية التفاوضية في جنيف ومحاربة الإرهاب وتثبيت نظام وقف إطلاق النار، بدلا من الفكرة الراسخة لإسقاط السلطة الشرعية في البلاد.
ولفت إلى أن كثيراً من الأطراف الخارجية ترفض حتى الآن دعم العملية التفاوضية التي تم إطلاقها في أستانا لتعزيز الهدنة في سورية ومراقبة عملها والرد على منتهكيها.
واعتبر الوزير أن هذه الأطراف «تسعى إلى حث المتشددين والمجموعات المسلحة المتطرفة في سورية على تكثيف عملياتهم وتنفيذ هجمات إرهابية، كما تشجعهم بأشكال مختلفة».
وأعاد إلى الأذهان أن المسلحين المتطرفين «أطلقوا هجوما واسعا في شمال محافظة حماة، ويقومون بتنسيق عملياتهم مع التنظيم الذي كان معروفا سابقا باسم جبهة النصرة».
وأوضح لافروف أن ما يجري هو «لعبة يتنافس المشاركون فيها على النفوذ في سورية».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن