ثقافة وفن

د. رفعت هزيم عضو جديد في مجمع اللغة العربية في دمشق .. اللغات الساميّة هي لغات عروبية رغم ظهورها قبل العربية

| سوسن صيداوي

اعتزازاً بما تحمله اللغة العربية من فكر علمي وفلسفي، ولأنّ اللغة العربية هي السبيل الأمثل لمعرفة العالم وهي في الوقت نفسه الناظم لمشاعرنا والباني لفكرنا والحافظ لتوازن شخصيتنا والضامنة لبقاء الانتماء لثقافتنا، ولأهمية وضرورة كل ما سبق، لا يزال يستقبل مجمع اللغة العربية أعضاء جدداً، ومؤخراً استقبل الدكتور رفعت هزيم حيث تم تقليده الشارة المجمعية خلال حفل، تضمن كلمات لرئيس المجمع الدكتور مروان المحاسني، وللدكتور محمد محفل، ولعضو المجمع الجديد، في قاعة المحاضرات في المجمع.

اللغات السامية… عروبيّة
في كلمة رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور مروان المحاسني، رحب بعضو المجمع الجديد الدكتور رفعت هزيم المتخصص بما يسمى اللغات السامية، قائلاً: «نحن نطلق على هذه اللغات اسم اللغات العروبية، وهي اللغات التي سبق ظهورها على صفحات التاريخ ظهورَ اللغة العربية، التي حملتها الرسالة إلى مكانتها العالمية. هي لغات شرق أوسطية تتصف بنظام لغوي مشرقي، شديد القربى من نظامنا العربي الاشتقاقي، ولكنها لا تمت بأي صلة للغات الدخيلة التي أوصلتها الحروب إلى بلادنا، كالتركية الآتية من سهوب آسيا، وهي لغة إلصاقية، أو الكردية الآتية من جبال آسيا الوسطى، وهي تنتمي إلى اللغات الهندية الأوروبية، وأقدم هذه اللغات الغازية اللغة الحثية التي ظهرت في شمال بلادنا في عصر عُرف فيه معدن الحديد، واختُرع فيه الدولاب».

محورية اللغة العربية في ذاتيتنا الثقافية
تابع رئيس المجمع في حديثه عن محورية اللغة العربية في ذاتيتنا الثقافية، من خلال مورث لغتنا لنا من فكر ثقافي وإنساني، والذي مازال حاضراً على الرغم مما تفرضه الحداثة الجارفة نحو العولمة، وما يقابله من سعي منا لإثبات وجودنا، رغم تأثيرها في ذاتيتنا الثقافية، متابعاً: «إنه موقف يفرضه احترامنا لذاتيتنا الثقافية الموروثة، وهي محمولة على اللغة التي نعبر بها عن مشاعرنا. وهذا ما يؤكده «ماسينيون» المستشرق الكبير حين يقول: «لا يقابل محورية الإسلام في حياة الأمة العربية سوى محورية اللغة العربية في الحضارة العربية الإسلامية». إنها محورية لا يمكن إنكار وجودها، فهي تعطي المعنى الخاص لألفاظ حياة المجتمع، في التفريق بين مفهومات متقاربة، كتفريق الأخوّة عن الصداقة، وتوضيح الفروق بين الحلال والحرام، كما تدخل في دقائق ما نريد أن نعبّر عنه من مشاعر، وما نريد أن نُثبتَه ونعضّدَه من علاقات، وتفتح لنا أبواب اشتقاقاتها واسعةً نختار منها الألفاظ المعبّرة عما نريد أن نُسبغه من قِيم على تصرفات أفراد المجتمع. ولابد من القول بأن الموقع الذي وصلت إليه لغتنا في أعماق شخصيتنا الثقافية لا يمكن أن يؤرخ له بمنطلق توالي دخول الجيوش العربية إلى سورية، في أعقاب معركة اليرموك، إلا ممن تجاوزوا معطيات التاريخ وأنكروا حقائقه».

سيرة لعضو المجمع الجديد
خلال حفل استقبال العضو الجديد، قام الدكتور محمد محفل بتقديم سيرة ذاتية عن الدكتور رفعت هزيم، ذاكراً ما حصل عليه من شهادات، والمناصب العلمية التي تبوأها، والإسهامات الكبيرة التي قدمها في مجال اختصاصه، فكانت دراسته الجامعية في المرحلة الأولى بقسم اللغة العربية بجامعة دمشق ودرس في ثانويات العاصمة لمدة سنتين قبل أن يسافر إلى مصر لمتابعة دراسته في جامعة عين شمس ونال منها شهادة الماجستير عام 1980.
يشار إلى أن الدكتور رفعت هزيم، حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق، ودكتوراه في الفلسفة قسم اللغات السامية من ألمانيا، عمل محاضراً في قسم اللغات السامية بجامعة ماربورغ الألمانية، وهو عضو هيئة التدريس بقسم النقوش بجامعة اليرموك بالأردن، ومحاضر بكلية الآداب في جامعة حلب، وخبير بهيئة الموسوعة العربية بدمشق، ولديه العشرات من الأبحاث العلمية والمؤلفات منها: ألفاظ عربية معربة، تاريخ إثيوبية وحضارتها، دراسة لغوية لأسماء حلب، صيغة اسم الفاعل في العربية أصلها وتطورها، المعجم الألماني العربي، الوافي في النحو وغيرها.
كلمة عضو المجمع الجديد

تحدث د. هزيم في كلمته خلال الحفل، عن دراسته في ألمانيا، وانتسابه إلى جامعة ماربورغ، وحصل منها على شهادة الدكتوراه في اللغات السامية، ثم تولى التدريس في الجامعات الألمانية قبل أن تطلبه جامعة اليرموك الأردنية للتدريس لديها، بعدها غادر إلى اليمن ليرأس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة تعز، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير، كما قام بترجمة كتاب «بحوث المسند» عن الإنكليزية، إضافة إلى نشر بحوثه في العديد من المجلات المحلية والعربية. بعدها انتقل للحديث عن الباحثة المجمعية الراحلة الدكتورة ليلى الصباغ، التي تتمتع بشخصية قوية وطموح علمي عال، مشيراً إلى أنها نالت شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف من القاهرة عام 1966، وعملت في التدريس الجامعي في أقسام التاريخ والجغرافيا واللغة العربية والآثار بكلية الآداب وفي كلية التربية بجامعة دمشق لسنوات عديدة، ثم حظيت من دون زميلاتها السوريات بأنها كانت أول سيدة في هذا المجمع نهاية القرن العشرين. مشيراً إلى أنها في عام 1984 تم اختيارها رئيسة لقسم الحضارة العربية في هيئة الموسوعة العربية بدمشق، حيث عملت على مراجعة أمهات المصادر التاريخية ومعاجم الأعلام والموسوعات العالمية، لتنتقي منها ما تراه مناسباً للموسوعة الجديدة، متمكنة من إنجاز خمسة آلاف جذاذة(وريقات صغيرة تضم معلومات للاحتفاظ بها ومراجعتها)، مشيراً إلى أن صلتها لم تنقطع بالهيئة لأن عشرات الموضوعات في الموسوعة العربية تحمل اسمها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن