ثقافة وفن

في معرض رده على الانتقادات…الداهوك: «سورية كما هي» لم يقدم حالة مناطقية ولا طائفية

السويداء- عبير صيموعة : 

فيلم (سورية كما هي) الذي استعرض حادثة تاريخة حدثت في محافظة السويداء، وتحدث عن نفي عدد من الثوار إلى مدينة الحسكة، وعن كيفية استقبال أهل الحسكة لهؤلاء الثوار كتعبير عن وحدة الوطن السوري وعيش أهله كنسيج واحد رغم تعدد الطوائف التي فيه، فهل حقق الفيلم الغرض المراد أم إنه وقع في بعض الهفوات التي جعلته دون الارتقاء بمستوى الهدف المطلوب.
في لقاء مع مخرج العمل الأستاذ عصام الداهوك يقول: أولا الغاية من الفيلم كانت تقديم حادثة تاريخية ضمن الواقع المرير الذي وصلت إليه سورية في ظل الأزمة الحالية وبما للفن من أثر جعلنا نقوم من خلال فيلم تلفزيوني بدراسة اجتماعية تطرقنا فيها إلى البعدين التاريخي والاجتماعي من خلال حادثتين الأولى من التاريخ السوري المعاصر إبان الثورة السورية الكبرى عام 1925 والتي تظهر الحالة الوطنية على امتداد المساحة السورية من السويداء إلى الحسكة وهي حادثة نفي زعماء الجبل إلى الحسكة من الجنرال الفرنسي ساراي وكيف تمت استضافتهم من عشائر الحسكة ومن الرجل الوطني الشيخ مسلط الجبور الذي قدم أبناءه الستة افتداء لهؤلاء الزعماء حيث أرسلوا إلى الحسكة ليكونوا تحت إشراف الجنرال الفرنسي «أرنو» وهذا بعد آخر وتم تجسيد هذه الحادثة في الفيلم عبر الأداء الدرامي التمثيلي لإظهار أهميتها ثم جسد حادثة ذات بعد اجتماعي ضمن إطار السلوك الإنساني لمجموعة من الأديان والملل وهي حادثة الجمل وكيف أن الرجل المسلم سقى كل أهالي قريته من كل الأطياف ولم يترك لنفسه ماء ليشرب.
وتم اختيار قرية «عنز» أنموذجاً للعيش السلمي لوجود صحن دار واحدة يقفل بباب واحد داخله ثلاثة أبواب لثلاثة بيوت ذات انتماءات دينية مختلفة.
وفي الجانب السردي كانت الأحاديث مفتوحة على التاريخ والعادات والتقاليد من مجموعة من انتماءات بيئية وطائفية متنوعة. تحدث الجميع ضمن الخط الدرامي للفيلم الذي اعتبر السويداء مركزا له وسورية بأكملها مستقر والعكس صحيح. لقد كانت السويداء مكان الثورة الملتهب وكيف تداعى رجال سورية الشرفاء من كل مناطقها ليشاركوا في الثورة السورية الكبرى واتجاه الفيلم الدرامي بحث في وحدة نسيج الشعب السوري ماضيا وحاضرا ومستقبلا وأستطيع القول إن خمسين دقيقة لا يمكن لها أن تعرض وتتعرض لكل الأماكن والأحداث التاريخية الحاصلة ولكنها تلخص وتنتقي لتصل إلى غاية منشودة وهي (سورية كما هي).
وفي معرض الرد على اتهام الجهل ببعض الحوادث التاريخية أو عدم عرضها في الفيلم أو المرور عليها سريعا تابع: في الفيلم عرضنا حادثة تاريخية معينة بحثنا عنها وهي تجسيد الحادثة التي تخدم غاية الفيلم في عرض العيش السلمي القديم في سورية ورغم إيماننا بأهمية كل النضالات أيام الاحتلال الفرنسي ولكن الفكرة كانت العيش السلمي للسوريين وهو عرض لحالة من الذاكرة وأردنا صياغة ثقافة وخطاب إعلامي يوجه بشكل صحيح إلى شبابنا لنساعد في تجاوز الأخطاء التربوية والسياسية السابقة التي أدت إلى التحاق الكثير من الشباب باتجاهات تضر البلد. أردنا من خلال اللقاءات توصيل ما تكلم به رجال الدين وضيوف الفيلم وإلقاء الضوء على أراء شريحة واسعة من المجتمع يمثلهم هؤلاء الذين يعون تماما ماذا يعني التعصب الديني والثقافي والسياسي وكيف كان أجدادنا وذكرت الحادثة عن لسان سلطان باشا الأطرش وغيره في الفيلم الذين يريدون بناء سورية دولة مدنية وديمقراطية.

رداً على اتهامنا بتسخير
الفيلم لحالة سياسية
الفن لا يمكن فصله عن السياسة ولا عن الواقع الاجتماعي والتاريخي ولكن التاريخي الذي يجمعنا كقول سلطان الأطرش (الدين لله والوطن للجميع) وفيما يتعلق بركاكة اللغة النحوية فنحن تركنا ضيوف الفيلم يتكلمون من دون تكلف وتوجيه والمقصود توصيل الحوادث التي أرادوا سردها بعفوية والفيلم يتوجه إلى المجتمع عموماً وهو يتوزع بين اللهجة المحكية والفصحى والدارجة ولم يتخذ الفيلم منهجا واحدا كي نوحد اللغة العربية الفصحى ولم تكن هذه المسألة من أولويات الفيلم وليست ضرورية في الدراما.
بالنسبة لأماكن التصوير كان لدينا حلول إخراجية وهي مستخدمة في أضخم الأفلام العالمية وكانت الأماكن المصور فيها تخدم العمل بشكل كامل ولأول مرة الموسيقا التصويرية يتم فيها دمج الاوركسترا بموسيقا التراث الشعبي للمؤلف فراس الأعوج، وبالنسبة لانتقاء الممثلين بناء على قرب الشكل للشخصية المراد تجسيدها تاريخياً، علما أن الممثلين الذين أدوا أدوار الفيلم من الممثلين المعروفين والمحترفين.
الأستاذ فايز بشير كاتب سيناريو وناقد تحدث عن الفيلم:
الفيلم التقط لحظة تاريخية مجتزأة من التاريخ وموجودة في التاريخ والمجتمع حيث حقق الفيلم الغاية منه بالتقاطه لحظة تخدم لغة الفيلم وعنوانه. الفيلم بشكل عام أدى رسالته الفنية وقد يكون هناك بعض الأخطاء اللغوية أو الإخراجية وهذا لا يسلم منه أي عمل إلا أنه استطاع الغوص في عمق التاريخ وفي عمق الذاكرة لإيجاد طريق استدلالي نحو ما هو عليه اليوم وسورية كما هي، ونتمنى أن تتضافر الجهود لمتابعة السلسلة التي لا تزال هاجس مخرج العمل في إخراج الفيلم في بقية المحافظات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن