سورية

إخراج الدفعة الثالثة من مسلحي الوعر.. وعائلات مهجرة بدأت تعود … البرازي: نرحب بعودة مسلحين تعرضوا لمعاملة سيئة في جرابلس إذا سووا أوضاعهم

| الوطن– وكالات

أعلن محافظ حمص، طلال البرازي، أمس أن بعض العائلات المهجرة من حي الوعر بمدينة حمص بدأت بالعودة إليه، على حين تم إخراج الدفعة الثالثة من مسلحي الحي الرافضين للمصالحة وعوائلهم إلى إدلب تنفيذاً لاتفاق المصالحة. وكشف البرازي عن عودة مسلحين مع عائلاتهم بعد خروجهم حيت تمت تسوية أوضاعهم، وعن تلقي الجهات المعنية اتصالات من الذين خرجوا تؤكد رغبتهم في تسوية أوضاعهم والعودة إلى الحي بسبب المعاملة السيئة في جرابلس والمخيمات التركية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال البرازي: إن الدفعة الثالثة من مسلحي الحي وبعض أفراد عائلتهم تم إخراجهم من الحي باتجاه محافظة إدلب، وبلغ إجمالي الخارجين 1860 شخصاً بينهم 538 مسلحاً. وأوضح، أن عملية إخراج الدفعة الثالثة بدأت منذ الساعة الثانية ليلاً من يوم السبت واستكملت عند الساعة الواحدة والنصف من اليوم ذاته.
وأكد المحافظ، أن إخراج هذه الدفعة لم يواجه أي عقبات، معرباً عن مزيد من التفاؤل بإتمام تنفيذ اتفاق المصالحة وخروج كامل المسلحين الرافضين للمصالحة حتى نهاية الشهر الجاري.
وبعد أن أوضح البرازي، «أننا نعمل على تشجيع المهجرين من الحي للعودة إليه»، أكد أن «قسماً من الأهالي المهجرين بدؤوا بالعودة من دوار المهندسين».
وتم في الثالث عشر من الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق مصالحة في حي الوعر، بين ممثلين عن الحكومية وممثلين عن الحي برعاية من مركز تنسيق المصالحة الروسي في حميميم، يقضي بخروج المسلحين غير الراغبين بالمصالحة وذويهم إلى مناطق الشمال وتسوية أوضاع الراغبين وعودة الأمن والاستقرار وسلطة ومؤسسات الدولة إلى الحي.
وتضمن الاتفاق خروج المسلحين على ست دفعات بحيث تخرج في كل أسبوع دفعة، وإذا اقتضت الحاجة يمكن أن يصل عدد الدفعات إلى ثمانية. وخرجت في 18 الشهر الجاري الدفعة الأولى من المسلحين مع عائلاتهم وعدد من الجرحى من الحي إلى جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، وبلغ عدد المسلحين الخارجين 423 مسلحاً على حين بلغ عدد أفراد عائلاتهم الخارجين معهم 1056 شخصاً.
ويوم الإثنين الماضي، خرجت الدفعة الثانية باتجاه مدينة جرابلس، وتضمنت 1800 شخص بينهم أكثر من 530 مسلحاً.
وأمس، قال محافظ حمص في تصريح صحفي، نقلته وكالة «سانا»: إن «اتفاق حي الوعر يهدف بالأساس إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى الحي وعودة العائلات المهجرة إليه بعكس ما تشيعه وسائل الإعلام الشريكة في جريمة سفك الدم السوري»، مبيناً أن «بعض الأهالي المهجرين بدؤوا بالعودة إلى حي الوعر وأن مديرية التربية قامت بافتتاح 4 مدارس لاستيعاب الطلاب العائدين إلى الحي». ودعا البرازي أهالي حي الوعر والمسلحين إلى «البقاء في الحي وتسوية أوضاعهم والاستفادة من مرسوم العفو»، لافتاً إلى أنه «بلغ عدد من سووا وضعهم خلال الأسبوعين الماضيين 700 شخص».
وكشف عن تلقي الجهات المعنية بتنفيذ اتفاق المصالحة اتصالات من الذين خرجوا في الدفعتين السابقتين تؤكد رغبتهم في تسوية أوضاعهم والعودة إلى منازلهم في حي الوعر وذلك بسبب المعاملة السيئة في جرابلس والمخيمات التركية.
وأكد البرازي، «استعداد المحافظة لاستقبال جميع من يرغب بالعودة بمن فيهم المسلحون شريطة تسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم وفق القوانين والأنظمة النافذة»، مبيناً أنه بإمكان عائلات المسلحين الذين خرجوا في الدفعتين السابقتين العودة إلى الحي وهذا ما حصل بالفعل خلال تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق حيث عاد إلى حمص 7 مسلحين مع عائلاتهم بعد خروجهم إلى الدار الكبيرة وسووا وضعهم وعادوا إلى حياتهم الطبيعية.
وأشار المحافظ إلى أن «الأجواء الإيجابية خلال الأسبوعين الماضيين في الحي إضافة إلى المعاملة السيئة للذين يصلون إلى نقطة الوصول إلى جرابلس ستؤثر بشكل إيجابي في زيادة نسبة الأهالي الذين سيختارون البقاء في الحي تحت مظلة الدولة»، متوقعاً أن تتضاءل الرغبة بالخروج من حي الوعر خاصة بعد عودة كثير من الخدمات وافتتاح عدد من المدارس واستقرار عملية الدخول والخروج عبر طريق دوار المهندسين من الحي وإليه.
من جانبه، لفت قائد شرطة حمص اللواء خالد هلال إلى دور قوى الأمن الداخلي مع الشرطة العسكرية الروسية في تنظيم وترتيب خروج المسلحين من حي الوعر، مبيناً أنه في الأيام القادمة ستقوم الوحدات الشرطية بالدخول إلى الحي لإعادة الحياة إلى ما كانت عليه وفرض الأمن والاستقرار فيه.
ودعا هلال المواطنين إلى العودة لحي الوعر والمسلحين وعائلاتهم إلى القيام بالتسويات اللازمة لإعادة دمجهم بالمجتمع وتعليمهم معاني الوطنية.
من جانبه، قال مدير أوقاف حمص الشيخ عصام المصري: «نحن نصعد إلى كل حافلة وندعوهم للرجوع عن قرارهم بالمغادرة والبقاء في منازلهم.. الدولة لا تهجر أحداً وإنما هناك في الخارج من يدفع إلى التهجير كي يقبض الثمن».
ودعا مدير الأوقاف الأهالي إلى «العودة لحي الوعر والمساهمة في إعادة الإعمار وبناء ما تم تخريبه».
ويعد حي الوعر آخر أحياء مدينة حمص الذي تنتشر فيه مجموعات مسلحة تحاصر المواطنين وسبق أن تم إخراج المجموعات المسلحة من مدينة حمص القديمة في آذار عام 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن