سورية

اعتبر أن «جنيف 5» كسابقاتها لم تحقق أي تقدم والأمور لا تزال تراوح مكانها … خدام: موقف أميركا الجديد تحول مهم وسينعكس إيجاباً على التسوية

اعتبر المعارض منذر خدام، أمس، أن جولة «جنيف5» من الحوار السوري السوري لم تحقق أي تقدم لحل الأزمة السورية التي دخلت عامها السابع، لكنه اعتبر أن الإعلان الرسمي لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هدفها الأساسي ليس «إزاحة» الرئيس بشار الأسد وإنما هزيمة تنظيم داعش الإرهابي هو «تحول مهم» وسينعكس إيجاباً على مباحثات تسوية الأزمة.
وانتهت الجمعة الجولة الخامسة من مباحثات جنيف غير المباشرة بين وفد الجمهورية العربية السورية الذي ترأسه بشار الجعفري ووفود منصات «الرياض» و«موسكو» و«القاهرة»، والتي استمرت ثمانية أيام وكان جدول أعمالها مطروح فيه أربع سلال هي: الحكم، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب.
وأعلن الجعفري في مؤتمر صحفي عقده في ختام الجولة أن هذه الجولة انتهت دون أن نتلقى رداً من المنصات الأخرى على أي ورقة من الأوراق التي قدمها الوفد، مبيناً أن هذا لم يعد مستغربا لأن هؤلاء لا يريدون مكافحة الإرهاب ولا الحل السياسي. وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر خدام أن «النتائج لم تكن مفاجئة. الأمور لا تزال تراوح مكانها فوفد الحكومة يركز على مكافحة الإرهاب.. و«وفد الرياض» يركز على المرحلة الانتقالية ولهذا بتقديري كانت جولة مثل الجولات السابقة لم تحقق أي تقدم حتى الآن».
وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا الجمعة في مؤتمر صحفي أنه تم خلال الجولة الخامسة تناول القضايا بالتوازي ونقاش السلات الأربع بتعمق. وقال: «باستطاعتي أن أقول إن كل المدعوين في هذه العملية تناولوا طائفة من القضايا بالتوازي طيلة هذه الأيام التسعة ولحسن الحظ لم نتحدث كثيراً عن الشكل أو الإجراءات وإنما عن الجوهر.. ولا ينبغي توقع انهيار المحادثات أو نجاح كبير فيها والمهم الآن هو أننا نتقدم في جدول الأعمال والعمل جار ولا ينبغي التقليل من شأنه ولا تجاهله».
وأضاف دي ميستورا: «في نهاية اليوم حصلنا على دلالات من جميع الأطراف بأنهم مستعدون للعودة إلى جنيف وإجراء جولة حوار جديدة.. وناقشت معهم كيفية التواصل فيما بين الجولات من أجل أن نتعمق في كل سلة من السلات».
وفي تصريحه لـ«الوطن» اعتبر خدام أن الإعلان الرسمي من البيت الأبيض بأن هدف الإدارة الأميركية الأساسي ليس «إزاحة» الرئيس بشار الأسد وإنما تنظيم داعش الإرهابي هو «تحول مهم وخصوصاًً عندما يعلن بشكل رسمي». وأشار إلى الإدارة الأميركية وحتى السابقة «لم تكن تريد إسقاط السلطة أو تنحية النظام. هي تريد تغيير سياسيات النظام».
وأوضح خدام أن هذا الموقف الأميركي «المعلن والصريح غير الملتبس كما كان في عهد أوباما سيساعد كثيراً في إزالة بعض الأوهام لدى المعارضين وخاصة معارضة الرياض، في إشارة إلى المطالبات المتكررة لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي تتخذ من الرياض مقراً لها بتنحي الرئيس الأسد.
وأعرب خدام عن اعتقاده أنه حتى بعض الدول الإقليمية المؤثرة في الداخل السوري وتحديداً السعودية ستلتحق بالموقف الأميركي، بعد أن أظهرت تركيا موقفا مشابهاً للموقف الأميركي.
واعتبر خدام أن هذه التحول المهم في الموقف الأميركي «يجب استنتاج العبر السياسية منه من قبل بعض المعارضين الذين لا يزالون يتمسكون برحيل (الرئيس) الأسد»..
ورأى خدام أن الموقف الأميركي الجديد «ينبغي أن ينعكس على مفاوضات جنيف القادمة»، وقال: «حتى الآن الإدارة الأميركية لم تزج بنفسها بكامل قوتها بمفاوضات جنيف والملف بيد روسيا وتركيا وإيران ولكن بقناعتي أي تسوية لا يمكن أن تتم دون أن تضع أميركا بصمتها عليها».
وأضاف: «أعتقد أن أميركا ليست بعيدة ويتم التشاور معها والروس قالوا ذلك أيضاً، لكن يبدو أن المطلوب أن تتدخل أميركا أكثر وفق النهج الجديد في سياق المفاوضات عل وعسى أن تدفع الجميع للتفكير بالمفاوضات والمسائل الإجرائية المهمة للشعب السوري، أما التعامل مع كل طرف أنه مهزوم ويجب أن تملى عليه الإرادة السياسية لهذا الطرف فهذا منطق أثبت إخفاقه ولا يمكن أن يؤدي إلى حل».
واعتبر خدام أن الموقف الأميركي الجديد سيؤدي إلى تقارب بين موسكو وواشنطن فيما يتعلق بتسوية الأزمة السورية، وقال: «أميركا تردد (الآن) ما تقوله موسكو منذ البداية وشيء طبيعي أن يكون هناك تفاهم حول هذه المسألة وهذا مهم جداً».
وعن إمكان أن نشهد انخراط أميركي أكثر في مفاوضات تسوية الأزمة السورية بعد هذا الموقف قال خدام: «يجب أن يكون له تداعياته على مستوى العملية السياسية وأعتقد أن كل الأطراف الأخرى تغير من مواقفها السياسية السابقة».
وختم خدام تصريحه بالقول: «أعتقد أنه خلال الجولات القادمة (من مباحثات جنيف) سوف نشهد تقدماً أكثر من الجولات السابقة لأنه إذا بقيت معارضة الرياض تكرر نفس الأسطوانة لوحدها أعتقد أنها سوف تكون خارج اللعبة بكاملها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن