رياضة

الأجمل ولكن؟!

المحرر الرياضي : 

كانت سهرة الأربعاء الفائت في ملعب تشرين حيث مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية بين ممثلينا الآسيويين الوحدة والجيش مرتقبة لاعتبارات عديدة.
فمن جهة أولى يعد اللقاء الأقوى في الموسم الكروي 2014/2015 بوصفهما متصدري مجموعتي دوري المحترفين والمرشحين الأبرز للفوز ببطولة الدوري.
ومن جهة ثانية يضمان نخبة لاعبي سورية الأفضل في السنوات القليلة الماضية.
ومن جهة ثالثة تعد المباراة الأقوى في مسابقة الكأس حتى الآن، بل إن البعض نظر إليها على أنها النهائي المبكر للمسابقة والفائز يقطع شوطاً بعيداً نحو التتويج إلا إذا كان لفريق الشرطة رأي مغاير.
ومن جهة رابعة هي بروفة أولية لمباريات الدور النهائي لتحديد بطل الدوري، والأهم من كل ذلك هي بوابة لعودة الجمهور الغفير لملاعبنا الخضراء على اعتبار أن الجمهور البرتقالي هو الأكثر صخباً وعدداً، وعند هذه النقطة نقف لنقول: جمهور الكرة فاكهة أي مباراة، وما من أحد لم تسحره اللوحة الكرنفالية التي رسمها الجمهور البرتقالي، لكن جمالية هذه اللوحة كادت تذهب أدراج الرياح على مراحل متقطعة من المباراة، تزامناً مع كل صافرة لا تروق له.
نعم جمهور الوحدة كان أجمل ما في المباراة بهتافاته التشجيعية التي اشتقنا لسماع عذوبة أدائها وعمق صداها، وفي الآن ذاته كان الجمهور -للأسف- أسوأ ما فيها، ويا لها من معادلة مؤلمة!
صراحة لا مبرر لهتافات خادشة للحياء تنفّر المشاهدين وتجعلهم يندمون على الحضور، فماذا فعل حكم المباراة حتى يتم شتمه وسبه، وماذا فعل لاعبو الجيش حتى يتم نعتهم بألفاظ نابية؟ وما ذنبنا كمشاهدين حتى نعيش الحالة؟ وهل يروق لرئيس نادي الوحدة التدخل مراراً طالباً من جمهور فريقه الهدوء والالتزام بأدب الملاعب؟ وهل يُسر القائمون على رياضتنا سماع مثل هذه الألفاظ وهم على رؤوس الأشهاد؟ وهل يريد جمهور الوحدة حكماً ومنافساً وأجواءً مفصلة على مقاسه حتى ننعم بمشاهدة مباراة خالية من الشوائب خارج المستطيل الأخضر؟
ما حدث في نصف نهائي الكأس من لوحات مزركشة أخّاذة مشوبة بعبارات لا أخلاقية نسخة فوتوكوبي عما شاهدناه في نهائي دوري السلة أمام من بيدهم القرار ومرّ ذلك مرور الكرام دون رادع، لذلك نأمل من أصحاب القرار التدخّل هذه المرة وأخذ ضمانات من إدارة نادي الوحدة بعدم تكرار ذلك عبر جلسات هادفة مع رابطة المشجعين، وإلا فإن اللعب دون جمهور، وهذا ما لا نتمناه، أولى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن