أرقام تتساقط
| خالد عرنوس
أصبحت لعبة كرة القدم مجالاً رحباً للأرقام فلم تعد تلك اللعبة للتسلية والمتعة أو لعبة فائز وخاسر أو بطل وفاشل بل أضحت لعبة الأرقام تشكل مصدراً للفخر أو الخزي حتى إن اتحاداً خاصاً أنشئ لهذه الغاية اسمه (الاتحاد الدولي لإحصائيات وأرقام كرة القدم) وإن لم تؤثر بعض الأرقام كثيراً إلا أنها بالمطلق وُضعت لتكسر في لعبة لا تنتهي عند رقم معين إلا نادراً.
إذاً هي لعبة مسلية وعالم خاص لمن أراد الدخول فيه لكنه بحاجة إلى ذاكرة حديدية لجمع أكبر عدد من الأرقام ولهذا فمن الصعب الإلمام بكل الأرقام، وفي الأسبوع الماضي ضمن أيام الفيفا وقع العديد من الأرقام التي شكلت مادة خصبة للمهتمين وبعضها مرّ مرور الكرام، ومنها أن الحارس الإيطالي بوفون خاض مباراته رقم 1000 كلاعب محترف وهو ما وصل إليه عدد محدود من النجوم المشهورين أمثال البرازيليين بيليه وفريد نرايش وروماريو والإنكليزيين سيمان وشيلتون والويلزي غيغز والأرجنتيني زانيتي.
وبالطبع فإن رقم الحارس الرائع قابل للزيادة على الرغم من اقترابه من الأربعين حاله حال البرتغالي رونالدو الذي أصبح ثالث أكبر اللاعبين الأوروبيين تسجيلاً للأهداف (71 هدفاً) على الصعيد الدولي الذي يتوقع له أن يتجاوز رقم بوشكاش (85 هدفاً) بسهولة ويسر بالطبع عندما يواصل معدلاته التهديفية العالية.
رقم آخر سجلته البرازيل في تصفيات المونديال وهو الفوز الثامن على التوالي وهذا حدث للمرة الأولى في تصفيات الكونيمبول وسجل نيمار النجم الأعلى للسامبا هدفه الدولي 52 ليصبح الهداف الرابع للبرازيل تاريخياً وهو رقم هائل وخاصة إذا ما عرفنا أن نيمار لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره والوقت مفتوح أمامه ليتخطى رقم روماريو (55) ورونالدو (62) ثم بيليه (77) هدفاً، وها هو المكسيكي تشيشاريتو يتخطى زميله غاريد بورغيتي ليصبح أفضل هداف في تاريخ التريكولور برصيد 49 هدفاً، أما التشيلياني سانشيز فقد عادل رقم سالاس برصيد 37 هدفاً، وآخر الأرقام التي تستحق الإشادة ما فعله المنتخب الإيراني الذي حافظ على نظافة شباكه للمباراة العاشرة على التوالي وهو رقم غير مسبوق في تاريخ التصفيات العالمية.
أرقام وإحصائيات كثيرة تلفت الانتباه وتثير الشجون عند الحديث عن أرشيف الكرة السورية فلا أرقام دقيقة ولا إحصائيات شاملة وكل ما يخرج بين الحين والآخر هو اجتهاد شخصي قلما يكون دقيقاً وإن كانت هناك جهود مشكورة لبعض الزملاء إلا أنها قليلة وتحتاج إلى تدعيم.