سورية

كشف عن إرجاء اجتماع المعارضة في الرياض «إلى حين تأمين أسباب نجاحه»…خدام: لا علم لنا بـ«طائف سوري» ونوافق على أي حل يوقف الحرب ولا يتعارض مع مصالح الشعب ووحدة سورية

أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة أن السعودية، أجلت اجتماع المعارضة الذي تُحضّر له، بشكل «مؤقت لحين تأمين أسباب نجاحه»، مرجحة أن تعود أسباب التأجيل إلى علاقة بـ«التغيرات التي حصلت (مؤخراً) في السعودية» وخصوصاً تغيير وزير الخارجية سعود الفيصل.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عضو المكتب التنفيذي في الهيئة منذر خدام رداً على سؤال حول ما تردد في تقارير صحفية عن أن السعودية أجلت اجتماع المعارضة الذي كان من المقرر أن يعقد اليوم في الرياض: هذا «صحيح.. وأعتقد أن السبب له علاقة بالتغيرات التي حصلت في السعودية وخصوصاً تغيير وزير الخارجية».
والأسبوع الماضي كشف خدام في تصريح لـ«الوطن»، أن «هيئة التنسيق» تلقت دعوة من السعودية لزيارتها وأنها ستلبيها، لافتاً إلى أن الرياض تسعى لعقد اجتماع للمعارضة السورية «قريباً» يضم ممثلين عن «الائتلاف» المعارض و«هيئة التنسيق» وأعضاء آخرين من المعارضة، وذلك ربما لتشكيل وفد معارض من 25 إلى 30 شخصاً استعداداً لمفاوضات مع النظام في جنيف، بينما نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية الممولة من السعودية عن مصادر عربية مطلعة: أن الرياض تعدّ لعقد اجتماع موسع للمعارضة السورية في بداية أيار المقبل (ربما في ٣ منه) يضم ممثلين عن «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» وأعضاء من المعارضة على الأرض.
وأصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز فجر الأربعاء 25 أمراً ملكياً عين فيه ابن شقيقه ووزير الداخلية محمد بن نايف ولياً للعهد وعين ابنه محمد بن سلمان ولياً لولي العهد وأبقاه وزيراً للدفاع. كما عين عادل الجبير وزيراً للخارجية بدلاً من سعود الفيصل.
وإن كان الفيصل هو من كان يعد لاجتماع المعارضة في الرياض، قال خدام: «في الواقع ليس لدي معلومات دقيقة حول ذلك».
وفيما ذكرت التقارير التي تحدثت عن إرجاء السعودية للاجتماع عن أن الرياض لديها خطط بديلة في المرحلة المقبلة، أوضح خدام أنه «في رسالتهم إلى الهيئة لم يذكروا أي خطط بديلة، وأن التأجيل مؤقت لحين تأمين أسباب نجاح اللقاء».
ووصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، إلى قاعدة الرياض الجوية في زيارة قصيرة للسعودية يلتقي خلالها الملك سلمان، وأكد السفير عفيفي عبد الوهاب، سفير مصر بالرياض، أن زيارة السيسى تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين في هذه المرحلة التي تتسم بالدقة والحساسية، وما تمر به الأمة العربية والمنطقة من تطورات يشهدها الجميع، خاصة الأحداث في اليمن وسورية والعراق، الأمر الذي يستدعي المزيد من التشاور والتنسيق بين البلدين.
وإن كان تأجيل اجتماع المعارضة في الرياض له علاقة بزيارة الرئيس المصري للرياض، ووجود مشاورات سعودية مصرية لتشكيل الوفد المعارض الذي سيفاوض النظام، قال خدام: «ليس سراً أن مصر والسعودية تتشاوران باستمرار حول الأزمة السورية.. وأن مصر حريصة على نجاح مؤتمر القاهرة القادم.. لكن ليس لدي علم حول أن تشكيل وفد معارض لمفاوضة النظام هو الموضوع الذي يتشاوران حوله».
وجاءت زيارة السيسي بعد أيام من لقاء جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في الأمم المتحدة بنيويورك على هامش مؤتمر متابعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. كما التقى الوزيران، كل على حدا، بنظيرهما الأميركي جون كيري.
ويوم الأربعاء الماضي نقلت تقارير صحفية عمّا سمته «مصادر خاصة»: أن اجتماع الرياض سيدعو إلى الخروج بوثيقة تفاهم من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الرئيس بشار الأسد تقود المرحلة الانتقالية، من خلال توزيع الصلاحيات والنفوذ بحسب محاصصات طائفية وحزبية.
وفي هذا السياق، أوضحت المصادر الخاصة، أن الوثيقة التي سيتم الخروج بها من المؤتمر وفق المحاصصات الطائفية؛ هي نسخة محدثة عن اتفاق الطائف بشأن لبنان الذي رعته السعودية في عام 1989 في مدينة الطائف.
وفي تصريحه لـ«الوطن»، ورداً على سؤال: إن كانت «هيئة التنسيق» ستقبل باتفاق في سورية شبيه باتفاق الطائف اللبناني، قال خدام: «هيئة التنسيق توافق على أي حل يوقف هذه الحرب المجنونة ولا يتعارض مع مصالح الشعب السوري ووحدة سورية أرضاً وشعباً وينهي نظام الاستبداد… لا علم بطائف سوري؟!!
على خط مواز، أرجع الكاتب السعودي جمال خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار في السعودية، تأجيل بلاده اجتماع المعارضة السورية المفاجئ إلى التغييرات الميدانية التي شهدتها سورية.
وقال «خاشقجي» مدير قناة العرب المملوكة للأمير السعودي الوليد بن طلال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، نقلاً عن مصادر، لم يسمها: «اجتماع المعارضة السورية في الرياض تأجّل، والسبب أن التقدُّم على الأرض تجاوز أي حل سلمي ممكن والدعم السعودي سيأخذ بُعداً آخر»، في تلويح على ما يبدو بزيادة الدعم للمسلحين.
من جهة ثانية، أعلن خدام، أنه وبناء على دعوة رسمية من المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية دانيال روبنستين، وعلى دعوة مشابهة من المكلف بالملف السوري في وزارة الخارجية الفرنسية فرانك جيليه التقى وفد من هيئة التنسيق برئاسة المنسق العام حسن عبد العظيم كلا منهما على حدا وتبادلا حديثاً صريحاً حول الأزمة السورية وآخر مستجداتها، وحول ضرورة إحياء مسار جنيف التفاوضي.
وأوضح خدام في بيان نشره على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن وفد الهيئة عبر عن مواقف الهيئة المعلنة من ضرورة وقف نزيف الدم السوري وتدمير البنى التحتية والعمرانية لسورية.
وفي هذا السياق أبدى وفد الهيئة حسب البيان ترحيبه بأي جهد عربي أو إقليمي أو دولي يصب في هذا الاتجاه، وسوف يتعامل معه بروح بناءة انطلاقاً من مصالح سورية وشعبها.
وفي السياق ذاته رحب وفد الهيئة على ما جاء في البيان «بدعوة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى لقاءات تشاورية معه في جنيف خلال شهر أيار، وأن الهيئة ترحب بأي تنسيق بين قوى المعارضة الديمقراطية قبل لقائه، وهي على أتم الاستعداد للمشاركة في وفد موحد».
وحسب صحيفة «الحياة» اللندنية الممولة من السعودية فقد أبلغ عبد العظيم بعد لقائه كل من روبنستين وجيلي، دعم «الهيئة» جهود دي مستورا ونيته الاجتماع معه في جنيف في 9 أو 10 من الشهر الجاري. ولفت عبد العظيم إلى دور المبعوث الفرنسي في التقريب بين «هيئة التنسيق» و«الائتلاف» المعارض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن